عمان – شارك 15 أستاذا من ثلاث دول عربية في ورشة عمل متخصصة انطلقت السبت في عمّان، وهي باكورة دورات مشابهة تقرّر عقدها ضمن خطط إدخال منهجية أريج للصحافة الاستقصائية إلى كليات الإعلام من المغرب إلى البحرين. على مدى ثلاثة أيام، يطلع أساتذة الإعلام – القادمون من الأردن، لبنان
وفلسطين – على آلية تجهيز فرضية التحقيق الاستقصائي، أساليب البحث وطرق أبواب المصادر، تنظيم العمل وضبط جودته وصولا إلى تقنيات كتابة الاستقصاء في مراحله النهائية. ويتدارس المشاركون أيضا كيفية تصميم المحاضرات من وحي منهجية (أريج)؛إعلاميون من أجل صحافة استقصائية عربية تمهيدا لإدخالها إلى مساقات كليات الإعلام.
يدير ورشة العمل البروفسور مارك هنتر، أستاذ الإعلام والصحافة الاستقصائية في جامعة انسياد في فرنسا ومؤلف رئيسي لدليل”اريج” التدريبي، إلى جانب مديرة
الشبكة التنفيذية رنا الصباغ ورئيس قسم التحقيقات الاستقصائية سعد حتر.
تعقد ورشة العمل بالتنسيق مع اليونسكو، التي موّلت قبل دليل أريج الإرشادي “على درب الحقيقة”، وهو أول خريطة طريق عربية ترسم معالم صياغة تحقيقات استقصائية باحتراف ومهنية عالية. ويأتي هذا الدليل بالعربية، الانكليزية والفرنسية، وهو الآن في طور الترجمة إلى لغات أخرى من بينها الكردية.
وقالت مديرة مكتب اليونيسكو عمّان وممثلة اليونيسكو، السيدة آنا باوليني، أن الصحافة الاستقصائية توفر امكانية تقديم حقائق جديدة وتحدي مفاهيم ونماذج قائمة”. وتابعت قائلة “ان دوركم كأساتذة جامعات تدرس مساق الإعلام أن تساعدونا على ان نزرع بذور مفهوم الصحافة الاستقصائية لدى الجيل الجديد من الصحافيين في العالم العربي”.
وكانت أريج وضعت إستراتيجية لمدة ثلاث سنوات قادمة لبناء تعاون وثيق مع كليات الإعلام العربية وصولا إلى تطوير مساقات في صحافة الاستقصاء من خلال تنظيم ست ورشات عمل لمساعدة أربع جامعات على الأقل على إدخال مساقات للصحافة الاستقصائية متصلة بمنهجية أريج فضلا عن خبرات المشرفين والصحافيين المتعاونين معها في إلهام طلاب الصحافة والإعلام.
وعقدت لهذا الغرض ورشة عمل بحضور 31 عميدا وأستاذا جامعيا من 30 جامعة في إطار مؤتمر أريج السنوي الثالث، الذي شارك فيه نحو 300 صحافي/ة من 18 دولة عربية أواخر تشرين الثاني/نوفمبر الماضي. وتدارس المشاركون آنذاك آفاق الاستفادة من دليل “أريج” في إلهام أساتذة الجامعات لدى بناء مساقات في صحافة الاستقصاء.
تقول رنا الصباغ: “مذ تأسست خمس سنوات، تعاونت أريج فرديا مع صحافيين وغرف أخبار لإشاعة ثقافة صحافة الاستقصاء من القاعدة إلى القمة. والآن نأمل في إلهام أجيال المستقبل وخريجي كليات الإعلام لاستكمال الدائرة من أجل منفعة المجتمعات العربية، مبدأ المساءلة والشفافية”.
ستستحدث أريج أيضا جائزة للطلبة الذين ينجزون تحقيقات استقصائية على خطى المساقات المستوحاة من دليلها الإرشادي.
يشار أخيرا إلى أن غالبية كليات الإعلام العربية تفتقر حتى الآن إلى مساقات متخصصة في صحافة الاستقصاء، فيما يشتكي الخريجون عادة من أن دراساتهم أكاديمية نظرية بعيدا عن التطبيقات العملية.
