قصتنا

تغيير الروايات في العالم العربي

في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، عانت الصحافة طويلاً للتغلب على بيئة مليئة بالتحديات، أهمها نقص الشفافية، والقوانين القمعية، والسلطات البعيدة عن المساءلة. كل هذه التحديات، أدت إلى وجود منظومة إعلامية متماشية، تمارس الرقابة الذاتية، وتتعامل بتحفظ، وتفتقر في كثير من الأحيان إلى الخبرات والمهنية، ما أنتج بيئة إعلامية أضعف وأقل فعالية.

وعلى الرغم من كل ذلك، فإنّنا نتولى مهمة تغيير الوضع القائم، من خلال برنامج شامل، يشمل التدريب، والتوجيه والإرشاد، والمتابعة والدعم، كما نعمل على تعزيز وتوطيد ورعاية أفضل الممارسات في الصحافة الاستقصائية وتدقيق المعلومات لضمان استدامتها.

الأريجي/ة

صحفي/ة استقصائي/ة أو مدقق/ة معلومات يعمل/تعمل بالعربية كلغة أم، وشارك/ت في تدريبات وورش معنا، وأكمل/ت على الأقل تحقيقيْن استقصائييْن أو مشروعيْن لتدقيق المعلومات مع محررينا.

التغلب على التهديدات والعقبات

وظيفة الصحفي/ة الاستقصائي/ة أو مدقق/ة المعلومات في العالم العربي محفوفة بالتحديات والمخاطر.

يرسم مؤشر منظمة “مراسلون بلا حدود” لحرية الصحافة العالمي لعام 2024 صورة قاتمة لمنطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، مع تدهور أوضاع الصحفيين/ات وتصنيف الوضع فيها على أنّه “خطير جداً”. تظل المنطقة إحدى أخطر وأصعب المناطق على الصحفيين/ات في العالم، حيث يسهم الاستبداد المستمر، والضغوط السياسية المتزايدة، والنزاعات المستمرة، وقمع الحركات الاحتجاجية في خلق بيئة عدائية للعاملين/ات في مجال الإعلام. وتمثل كل هذه العوامل تهديدات “فريدة” لسلامة الصحفيين/ات الجسدية والرقمية والقانونية والنفسية، وتؤثر في قدرتهم/ن على أداء مهمتهم/ن في إطلاع الجمهور على المعلومات.

في عام 2023، فارق 99 صحفياً وصحفية الحياة حول العالم، أكثر من ثلاثة أرباعهم/ن قُتلوا في حرب غزة، وفقاً لتقرير نُشر في فبراير 2024 من قبل لجنة حماية الصحفيين (CPJ).

يوثق تقرير لجنة حماية الصحفيين (CPJ) أعلى عدد من الوفيات التي سجلتها المنظمة منذ عام 2015، ما يعد مؤشراً صارخاً على العدد غير المسبوق من الصحفيين/ات والعاملين/ات في مجال الإعلام الذين قُتلوا في حرب غزة. الغالبية العظمى من هؤلاء الصحفيين/ات (72) كانوا صحفيين/ات فلسطينيين/ات قُتلوا بهجمات إسرائيلية على غزة. في كانون الأول/ديسمبر 2023، أفادت لجنة حماية الصحفيين أنّ عدد الصحفيين/ات الذين قُتلوا في الأشهر الثلاثة الأولى من حرب غزة تجاوز أيّ عدد تمّ تسجيله في دولة واحدة على مدار عام كامل.

على الرغم من مواجهة العديد من حملات التشويه، واصلنا جهودنا في التعاون مع مجموعات صحفية أخرى على مستوى العالم، ومشاركة تسريبات المبلغين عن المخالفات (مطلقي الصفارة)، وكشف شبكات الأعمال الإجرامية، وفضح ما تريد السلطات غالباً إخفاءه.

أحدث التزامنا الراسخ بتمكين الصحفيين/ات أثراً كبيراً في أنحاء العالم العربي. منذ بدايتنا، قمنا بتدريب أكثر من 10,000 صحفي/ة ومدقق/ة معلومات ومحرر/ة وأستاذ/ة إعلام وطالب/ة فيما لا يقل عن 16 دولة عربية. يمتد دعمنا إلى ما بعد التدريب، إذ قمنا بتمويل والإشراف على نحو 1,000 تحقيق استقصائي، وتقديم خدمات مهمة متعلقة بتدقيق المعلومات ما قبل النشر والمراجعة القانونية.

توسع نطاق جهودنا التعليمية بشكل كبير من خلال أكاديمية أريج، منصتنا الرقمية للتدريب. كل عام، يستفيد 10,000 متدرب/ة من مجموعة متنوعة من برامج التدريب الإلكترونية والوجاهية والمدمجة، ما يسمح لنا بتنمية المواهب والمهارات على نطاق غير مسبوق.

إدراكاً منها لأهمية مواجهة المعلومات المضللة في تعزيز بيئة الصحافة الاستقصائية، أطلقنا الشبكة العربية لمدققي المعلومات (AFCN). منذ إنشائها في عام 2020، نمت الشبكة من كونها شبكة قاعدية إلى قوة مؤثرة تعزز عملية تدقيق المعلومات الشفافة والمحايدة في العالم العربي. تكرّس الشبكة جهودها لبناء القدرات، وضمان السلامة، والتشبيك والابتكار، من خلال تطوير منهجيات تدقيق المعلومات، وتعزيز مجتمع قوي، وتقديم الدعم والحماية لمدققي/ات المعلومات، بالإضافة إلى تعريب الأدوات والمصادر التعليمية، ومصادر البيانات. تضم الشبكة حالياً أكثر من 250 مدقق/ة معلومات في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، بما يشمل مدققي/ات المعلومات المستقلين/ات، من 16 دولة عربية، وتتعاون مع أكثر من 40 مؤسسة ومبادرة تدقيق معلومات.

نعمل أيضاً كمنبر حيوي للبيانات والبحوث، إذ نضم مجموعة واسعة من الوثائق من الصحف العربية الرسمية تمتد على مدى أكثر من 100 عام وتشمل 16 دولة عربية. يقدم مكتب البيانات لدينا دعماً لا يقدر بثمن للصحفيين/ات، من خلال توفير البيانات والوثائق الأساسية حسب الطلب. وقد استفاد من هذا المورد كلٌّ من الصحفيين/ات الإقليميين/ات والدوليين/ات وكذلك الأعمال المنشورة لمنصات النشر الاستقصائية.

في مشهد إعلامي تتزايد فيه التحديات أمام إنتاج محتوى حر ومستقل وناقد ومسؤول، نقف كمنارة أمل لا تهدأ ولا تلين لحماية الحقيقة. نواصل تمكين الصحفيين/ات وتزويدهم/ن بالأدوات والمهارات والدعم اللازم لتجاوز العقبات، وتغيير السردية في العالم العربي. من خلال جهودها المتعددة، لا تدعم أريج الصحفيين/ات وحسب، بل تؤسس لحقبة جديدة من الشفافية والمساءلة والحوار المستنير عبر المنطقة بأسرها.

إعلاميون من أجل صحافة استقصائية عربية (أريج)
Privacy Overview

This website uses cookies so that we can provide you with the best user experience possible. Cookie information is stored in your browser and performs functions such as recognising you when you return to our website and helping our team to understand which sections of the website you find most interesting and useful.