لن أبقى صامتة: التحرش الجنسي في غرف الأخبار.. وسائل وآليات المواجهة

2021/04/21
التاريخ : 21/04/2021

عمان- 19 نيسان 2021


ناقشت الندوة الإلكترونية السابعة من مشروع “لن أبقى صامتة”، قضية التحرش الجنسي في المؤسسات الإعلامية، وآليات مواجهة الأشكال المختلفة للتحرش داخل غرف الأخبار والبيئة الإعلامية بشكل عام، ضمن هدف المشروع الرئيسي لخلق بيئة إعلامية آمنة وجامعة من دون إقصاء أو تمييز بناء على الجنس أو النوع الاجتماعي أو اللون أو العرق أو الدين أو الفكر.


“لن أبقى صامتة” هو مشروع يمتد لمدة عام، أطلقته شبكة “أريج” (إعلاميون من أجل صحافة استقصائية عربية) بالشراكة مع برنامج فيسبوك للصحافة، وبرنامج النساء في الأخبار من منظمة وان ايفرا، والمؤسسة الإعلامية الدولية للمرأة ، ومؤسسة أيركس .  وبرعاية وزارة الخارجية الألمانية .


الندوة عقدت في 19 نيسان 2021، وأدارتها أستاذة التواصل السياسي والجندر في كلية الحقوق والعلوم السياسية في جامعة اللويزة اللبناني د. ربى الحلو. واستضافت الندوة المذيعة ومقدمة البرامج المصرية، منى سلمان التي تدرس الصحافة في الجامعة الأمريكية بالقاهرة وتشارك في التدريب الإعلامي في العديد من المراكز والمعاهد الإعلامية مثل جامعة القاهرة ومعهد الإذاعة والتلفزيون وأكاديمية الشروق للإعلام ومركز الأدهم بالجامعة الأمريكية وبالتعاون مع هيئات دولية مثل وان إيفرا.


وبدأت سلمان الجلسة باستبيان حول التحرش الجنسي داخل أماكن العمل والسلوكيات المختلفة التي يمكن إدراجها داخل نطاق التحرش الجنسي، من أجل فتح النقاش حول القضية والعقبات التي تحول دون الإبلاغ عن حوادث التحرش الجنسي التي تتم داخل المؤسسات الإعلامية. وحول هذه المسألة طرح بعض المشاركات/ين نقاط عدة شملت: الحرج والخوف من الوصم، والخوف من فقدان الوظيفة، واستهداف الناجية وإلقاء اللوم عليها وغيرها.


وأشارت سلمان إلى أن أصعب ما في قضايا التحرش الجنسي هو إثباتها، حيث أنها غالبًا ما تتم داخل مساحات يصعب على الضحية إثبات الواقعة بداخلها، مضيفة أن هناك العديد من المؤسسات التي تتجنب التعامل مع وقائع التحرش من أجل الحفاظ على “سمعة المؤسسة” أو لأسباب  تتعلق بمنصب المعتدي داخل المؤسسة وسلطته.


وردًا على المؤسسات التي تنكر وجود حوادث تحرش بداخلها، قالت المذيعة السابقة بإذاعة الشرق الأوسط، إنه يمكن مواجهتها بالأرقام والإحصائيات التي تفيد بأن 48% من الصحفيات قد تعرضن لأحد أشكال التحرش الجنسي أثناء أداء عملهن، بالإضافة إلى أن 83% لم يبلغن عن هذه الوقائع، مشيرة إلى أن بيئة العمل الإعلامي واسعة جدًا ولا تقتصر فقد على غرف الأخبار بل تمتد لتشمل: العمل الميداني، واستديوهات التصوير، والمناسبات، والجلسات مع المصادر، والدورات التدريبية.


وشددت سلمان على ضرورة وجود سياسة معلنة داخل كل مؤسسة لمواجهة التحرش الجنسي، تبين مفاهيم التحرش وعواقبه، مشيرة إلى أن مثل هذه السياسات تهدف إلى حماية جميع العاملات/ين داخل المؤسسة وليس النساء فقط.


كما تطرقت سلمان إلى أن مؤشرات التوازن الجندري في المؤسسات الإعلامية تؤكد أن التحرش الجنسي لا علاقة له بالرغبة الجنسية، وإنما هو جريمة عنف سببها اختلال موازين القوى داخل المؤسسات لصالح الرجال وغياب النساء عن المناصب القيادية، بهدف إقصائهن عن المجال العام.


في الندوة القادمة بعنوان “آليات الإبلاغ عن التحرش الجنسي في المؤسسات الإعلامية وأهميتها” 


تناقش ميرا عبدالله، الصحفية والمدربة المتخصصة في الجندر ومكافحة التحرش الجنسي، أهمية وجود سياسات لمواجهة التحرش الجنسي داخل المؤسسات الإعلامية ووسائل الإبلاغ المختلفة، بالإضافة إلى أهمية وجود سياسات قائمة بذاتها لخلق بيئة عمل آمنة للنساء خاصة في مجال صناعة الإعلام. تعقد الندوة الاثنين القادم 26 نيسان 2021 ويمكن التسجيل فيها عبر الرابط.