لن أبقى صامتة: كيف يؤثر التحرش الجنسي على الصحة النفسية للصحفيين/ات؟

2021/06/2
التاريخ : 02/06/2021

عمَان- 31 آيار/مايو 2021


تناولت الندوة الإلكترونية الثانية عشر والأخيرة من سلسلة ندوات “لن أبقى صامتة” الآثار السلبية للتحرش على صحة الصحفيين/ات النفسية، وآليات مواجهة التحرش ونبذه في مكان العمل، ضمن هدف المشروع لخلق بيئة إعلامية آمنة وجامعة من دون إقصاء أو تمييز بناء على الجنس أو النوع الاجتماعي أو اللون أو العرق أو الدين أو الفكر أو غير ذلك.


“لن أبقى صامتة” هو مشروع يمتد لمدة عام، أطلقته شبكة “أريج” (إعلاميون من أجل صحافة استقصائية عربية) بالشراكة مع برنامج فيسبوك للصحافة، وبرنامج النساء في الأخبار من منظمة وان ايفرا، والمؤسسة الدولية للاعلام النسائي، ومؤسسة أيركس وبرعاية وزارة الخارجية الألمانية.  


استضافت الندوة التي عقدت في 31 آيار/ مايو 2021، آية مهنا، أخصائية علم النفس السريري ومديرة برنامج IREX – SAFE MENA، وأدارتها د. ربى الحلو، أستاذة التواصل السياسي والجندر في كلية الحقوق والعلوم السياسية في جامعة اللويزة اللبنانية.


بدأت مهنا الجلسة بعرض إحصائية عن النساء اللاتي تعرضن للتحرش داخل غرف الأخبار في أستراليا، والتي جاءت نسبتها حوالي 70% في قطاع التليفزيون، و50% للراديو، و56.7 % للصحف المطبوعة والإلكترونية.


وأشارت إلى تعددية الأشكال التي تتعرض لها المرأة من التحرش في مجال الإعلام، التي تشمل كل من التحرش اللفظي والمكتوب، و الجسدي، والبصري، بالإضافة إلى أشكال تحرش أخرى كالتنمر وخطاب الكراهية وانتحال الهوية والتعقب.


واعتبرت مهنا أن نقص التوعية والتربية الخاطئة منذ الصغر التي تميز بين الإناث والذكور، قد تؤدي إلى انتشار التحرش وتبريره بأمور خارجية مثل الملبس والمظهر والمكياج واعتبارها أدوات تتعلق بها الحياة الاجتماعية وليس الأخلاق، مشيرة إلى أن المتحرش لا يهمه سوى فرض سيطرته على الشخص الأقل قوة، خاصة وأن قوانين التحرش في المنطقة – إن وجدت- فهي ليست رادعة بما يكفي، بل قد تحول الصورة النمطية للنساء دون تنفيذها في أحيان كثيرة.


كما نصحت الأخصائية في علم النفس السريري، الصحفيات اللاتي يتعرضن للتحرش بالسماح لأنفسهن بالشعور بالألم، والتأكد من أنه رد فعل طبيعي ناتج من فعل غير طبيعي.


وتطرقت أيضًا إلى تأثير التحرش على الأفراد، المتمثل في أعراض نفسية مثل: التوتر والقلق والصدمة، وجسدية مثل: الخمول وارتفاع ضغط الدم وصعوبة التنفس، واجتماعية مثل: العزلة وفقدان الثقة بالآخرين، ومهنية واقتصادية مثل: البطالة وصعوبة الوصول إلى فرص عمل، بالإضافة إلى انعدام الإحساس بالأمان.


وفي ختام الجلسة، قدمت مهنا بعض النصائح للتعامل مع وقائع التحرش منها: التحدث عن الواقعة والكتابة والمشاركة، وتوثيق التجربة ضمن الأحداث اليومية، وتجنب الحكم على الذات، والبقاء على الاتصال بالآخرين، ووضع حدود آمنة مع الأشخاص السلبيين، والسماح للنفس بالتعافي، وطلب الدعم إذا لزم الأمر.


واستمرارًا لمشروع “لن أبقى صامتة”، ينطلق في 1 يونيو/حزيران دبلوم “معًا ضد التمييز”، الذي يمتد على مدار ثلاثة أشهر، ويركز الدبلوم الافتراضي على تزويد المشاركين/ات بمناهج نظرية وعملية لتصميم وتطبيق آليات شكاوى داخلية فعالة ضد الأشكال المختلفة لإساءة استخدام السلطة في البيئات الإعلامية والمؤسسات، كالاحتيال والفساد والتحرش وخطاب الكراهية، وإجراء تحقيقات دقيقة وفعالة في هذه الشكاوى.