القاهرة – الجمعة، 23 نوفمبر/ تشرين الثاني 2012 – تنطلق فعاليات مؤتمر أريج الخامس للصحافة الاستقصائية في القاهرة مساء اليوم الجمعة بجلسة حوارية محورية تناقش الفرص المتاحة والتحديات التي تواجه الصحافيين ووسائل الإعلام بكل أطيافها، مع صعود قوى جديدة إلى مراكز صناعة القرار السياسي في غمرة التحولات العاصفة في عواصم عربية.
هذه الجلسة النوعية بإدارة الزميل يسري فوده – الرائد في حقل الاستقصاء المتلفز ومحرر ومقدم برنامج “آخر كلام” على فضائية (أون تي في) المصرية- تتخذ مصر أنموذجا لقراءة تفاصيل المشهد الإعلامي في أكبر البلدان العربية من حيث عدد السكان، وأعرقها في حقل الصحافة. وفي السياق يناقش المتحاورون – وهم نخبة من رؤساء التحرير والإعلاميين المصريين – ظلال المتغيرات المماثلة على الساحة العربية، بحضور عشرات الإعلاميين القادمين من دول تشهد تحولات جذرية. وتحت عنوان: “تذبذبات الإعلام – نجاحات وهفوات في المرحلة الانتقالية بعد الثورات العربية”، يشارك فوده الحضور رؤيته حيال حال الإعلام المصري في المرحلة الانتقالية ومستقبل صحافة الرقابة والمساءلة. ويحاول المتحاورون تشخيص حال الشد والجذب بين رجال سياسة وإعلام في مصر وسط تراجع ثقّة المجتمع بالأخبار ومصادرها.
تعقد هذه الجلسة النقاشية عقب حفل الإفتتاح في فندق كونراد. ثم تتوالى على مدى ثلاثة أيام جلسات عصف ذهني، ورش عمل ومحاضرات تقنية، تحت شعار “تقصي أصحاب النفوذ.. واجبات الإعلام”. يشارك في مؤتمر (إعلاميون من أجل صحافة استقصائية عربية) 340 صحافيا من غالبية الدول العربية وخبراء أجانب، وذلك ضمن استراتيجية الشبكة لتبادل الخبرات والتجارب وصولا إلى ترسيخ دور السلطة الرابعة في المراقبة والمحاسبة.
يتخلل حفل الافتتاح الساعة السادسة مساءا، فيلم وثائقي يستعرض أبرز منجزات أريج والمحطات التي توقفت عندها خلال العام المنصرم.
تبدأ فعاليات المؤتمر صباح الجمعة بورشات عمل متخصصة في مجال توظيف الحاسوب في صحافة الاستقصاء وكيفية الاستغلال الأمثل لمحرك البحث غوغل في نبش المعلومات أو الحصول على بيانات رسمية بفاعلية أكبر.
يشرف على هذه الورش المدربون رعد نشيوات، محمد عميرة ثامر عوايشة من الأردن وإيهاب الزلاقي من مصر. ثم تتوالى المحاضرات وجلسات النقاش يومي السبت والأحد بإشراف مدربين عرب وأجانب، مثل الخبير الروماني بول رادو المتخصص في قضايا تعقب المال والجريمة المنظمة، والذي سيزود المتدربين بأحدث تقنيات تتبع مسارات المال، وكيفية الوصول لكبريات قواعد البيانات الدولية ضمن جهد تعقب فاسدين متهمين بتهريب أموالهم وإخفائها وراء أسماء وهمية في حسابات سرية خارج بلدانهم. ويشرح رادو كيفية الإبحار نحو وثائق رقمية تكشف عن ثرواتهم وما اختلسوه في دولهم. وتعقد متخصصة يشرف عليها المدربون: ، ستركز على استخدامات الكومبيوتر في العمل الصحفي،
يوم السبت، ثاني أيام المؤتمر، وبين الساعة 12.30 والثانية ظهرا، يكون المشاركون على موعد مع الصحافي المخضرم تيم سباستيان، عضو مجلس إدارة شبكة أريج والحائز على جوائز عالمية عن تجربته الغنية مع هيئة الإذاعة والتلفزيون البريطانية (البي بي سي)، حيث أسس وأدار برنامج “هاردتوك” أو “الكلام القاسي” لمدة ست سنوات. سباستيان – الذي يرأس حاليا برنامج (الحوارات العربية الجديدة) – يدير جلسة حوارية حول حق الإعلام في تحدي المحرمّات الاجتماعية والسياسية. سيتحدث سباستيان عن تنامي روح عدم التسامح بين فئات المجتمع على مستوى العالم، في زمن كان يفترض بثورة الانترنت ووسائل الإعلام المجتمعي تحويل الكون إلى قرية صغيرة. يخلص الصحافي البريطاني المخضرم إلىنصح الصحافيين باهمية ممارسة حق “الإغضاب والمضايقة” لمصلحة مجتمعاتهم أثناء تعاطيهم مع الواقع وممارستهم دور السلطة الرابعة في المساءلة والرقابة.
أما يوم الأحد، آخر أيام المؤتمر وبين 12.30 والثانية ظهرا، سيتاح للمشاركين فرصة الاستماع للصحفي المتخصص في المواضيع المتعلقة بتغطية بؤر التوتر والصراعات غيفن ريس، رئيس (برنامج دارت للصحافة و العنف في أوروبا). سيقدم ريس لمحة عن برنامج ريادي لتشجيع كتابة تحقيقات إبداعية عن بؤر العنف، الصراع والكوارث في مختلف أصقاع العالم،. كما يتطرق، لأساليب الكتابة عن الجريمة، الاعتداءات الجنسية، التعذيب، الحروب، الإرهاب، الحرائق المفتعلة، الكوارث الطبيعية والعنف الأسري، والآلام النفسية التي يصاب بها الضحايا، الناجون وأحباؤهم، فضلا عن الصحافيين الذين يغطون مثل تلك الموضوعات. وسيختتم هذا الصحافي مساهمته بمشاركتنا الدليل الإرشادي العملي لتغطية الأحداث العصيبة؛ وهو ثمرة 12 عاما من العمل الصحافي لإعلاميين فازوا بجوائز دارت.
حرصا منها على إتاحة الفرصة للصحفيين العرب ممن لم يتح له المجال لحضور المؤتمر لمتابعة فعالياته، ستبث أريج فعالية الافتتاح مباشرة على موقعها على شبكة الانترنت http://bit.ly/10BvEDe . كما تتمنى الشبكة على الزملاء في المؤسسات الإعلامية ممن يودون نقل وقائع الافتتاح وما يليها من جلسات التواصل مع القسم الإعلامي للشبكة الزميلان سعد حتر وعماد رواشدة.
تعد أريج شبكة الدعم الإعلامي الوحيدة في المنطقة، المتخصصة في إنجاز تحقيقات استقصائية معمقة، بمنهجية متطورة، في تسع دول عربية. منذ نشأتها عام 2005، دربت هذه الشبكة نحو 30 مشرفا، والعديد من أساتذة الإعلام في جامعات عربية، إضافة إلى 300 صحفي ميداني، كما أشرفت على إنجاز أكثر من 150 تحقيقا استقصائيا في مختلف وسائل الإعلام..
