العرب اليوم
وقعت الوكالة السويدية الدولية للتعاون الإنمائي (سيدا) اتفاقية لدعم موازنة شبكة أريج في إطار المساهمة في تمويل استراتيجيتها صوب التوسع والانتشار في تسع دول عربية خلال السنوات الثلاث المقبلة.
بموجب هذه الاتفاقية تصبح »سيدا« الممول الرئيسي لأنشطة أريج – (اعلاميون من اجل صحافة استقصائية عربية)- للسنوات (2011-2014) في الأردن, فلسطين, لبنان, سورية, مصر, العراق, البحرين, اليمن وتونس.
وستضاف هذه المنحة إلى سلّة تمويل أطلقها البرلمان الدنماركي قبل ست سنوات عبر مؤسسة دعم الإعلام (IMS) في كوبنهاغن, وانضمت إليها لاحقا منظمة مؤسسات المجتمع المفتوح.
تغطي الاستراتيجية عقد مؤتمرات عربية-دولية سنوية للصحافيين الاستقصائيين العرب و28 دورة تأهيل وتدريب على منهجية أريج.
كذلك ستمول آليات إدخال منهج الصحافة الاستقصائية إلى عدد من كليات الإعلام في الجامعات العربية, من خلال مساعدة أساتذة على تصميم وحدات متكاملة تستند مساقاتها إلى دليل أريج الإرشادي. كذلك ستوفر الشبكة لأعضائها في دول الانتشار مزايا كثيرة, بما فيها إمكانية دخول مواقع الكترونية تحوي قواعد بيانات مقيّدة, لمساعدتهم على إنجاز التحقيقات بمحتوى دقيق موثق, وأيضا توفير برامج تدريب مكثفة لصقل مهارات المتميزين منهم مع توفير فرص المشاركة في مؤتمرات تنظّمها حركة الصحافة الاستقصائية العالمية.
وتدخل الاتفاقية حيّز التنفيذ قبل شهر من التئام مؤتمر (أريج) العربي-الدولي الرابع في عمان (2-4 كانون الأول المقبل), وذلك في ظروف استثنائية على ضوء التحديات والفرص التي جلبتها رياح التغيير على العالم العربي منذ مطلع العام.
وتم إشهار الاتفاقية خلال حفل استقبال أقامته مساء امس سفيرة السويد في عمان شارلوتا سبار, بحضور عدد من المسؤولين, دبلوماسيين, رجال إعلام وممثلين عن منظمات المجتمع المدني.
سبار قالت على هامش الإشهار إن الاتفاقية تندرج ضمن استراتيجية (سيدا) 2010-2015 للتنمية وصون حقوق الإنسان في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا.
وأكدت السفيرة السويدية أن الاتفاقية تشكل قفزة إلى الأمام في سياسة ستوكهولم المتمثلة في إسناد المبادرات الإعلامية كما أنها أكبر مساهمة منفردة تقدمها الوكالة السويدية للإنماء الدولي في هذا الحقل حتى الآن.
وأشادت ببرامج أريج وأنشطتها الرامية لترسيخ صحافة النقد البنّاء والاستقصاء إلى جانب رفع سوية المهنية والاحتراف لدى الإعلاميين العرب, مع الكتابة في العمق وتوخي احترام حقوق الإنسان. ولفتت إلى أن جميع تحقيقات هذه الشبكة العربية الرائدة مبنية على حقائق موثقة ترسّخ من خلالها حق الوصول إلى معلومات مستقلة ومبدأ المساءلة والشفافية.
وأوضحت أيضا أن استراتيجية »سيدا« تقوم على التعاون مع شركائنا واحترام التقاليد والقيم لكل بلد وعدم التأثير على برامج الشركاء, بل نعتمد عليهم في تطوير برامجهم حسب الاحتياجات التي يحددونها.
من جهتها, قالت الزميلة رنا الصباغ – مديرة أريج التنفيذية – إن الصحافة الاستقصائية غدت إعلام المستقبل, والركن الأساس لتنويع المنتج الاعلامي, ما يعطي وسائل الاعلام والصحافيين فرصة حقيقية للتميز وتوطيد دور السلطة الرابعة في المساءلة والمراقبة.
وبالتعاون بين صحافيين استقصائيين وأكاديميين أجانب وعربا, ساهمت أريج في تأهيل أكثر من 300 إعلامي عربي على كتابة تحقيقات استقصائية بمعايير دولية منذ إنطلاقها في عمان عام .2005 أشرفت أريج على نشر 150 تحقيقا في العمق كشفت أمورا محجوبة تهم المجتمعات المحلية في مختلف القطاعات. وشجّعت المتسببين – عن قصد أو غير قصد – في اتخاذ اجراءات تساهم في تخفيف المعاناة وتغيير السياسات.
وبعد هبوب رياح التغيير في العالم العربي, شرعت الشبكة في عمل تحقيقات سياسية – من خلال زملاء في دول التغيير كمصر- لتعقب المال والفساد مستفيدين من أجواء الانفتاح ورغبتهم في معرفة طرق المتنفذين لتهريب الاموال.
