ضمن مشروع الأمسيات الرمضانية التي يقيمها المنتدى الاجتماعي الأردني استضاف في مقره الكائن بجبل اللويبدة كل من الزملاء الأستاذ سعد حتر والزميل صلاح العبادي والزميلة مجدولين علان، في ندوة عن الصحافة الاستقصائية في الأردن يوم الثلاثاء 2 أيلول، وتحدث كل من الزملاء الأستاذ سعد حتر ومجدولين علان وصلاح العبادي حول مفهوم الصحافة الاستقصائية وأهداف وغايات هذا النوع من الصحافة، ومدى تأثيرها في المجتمع وعن الدعم الذي تقدمه شبكة إعلاميون من أجل صحافة عربية استقصائية “أريج” من تنمية وتطوير ودعم متكامل للصحفيين المهتمين بهذا المجال. تحدث الزميل صلاح العبادي عن تجربته وضرب أمثلة لتقارير أعدها حول كل من مراكز دراسات الأدوية وحول المرافق الصحية في المدارس الحكومية، وأكد العبادي أن الصحافة الاستقصائية و بالتعاون مع شبكة”أريج ” كانت رافعاً ومطوراً لأدائه الصحفي ودافعا قوياً كي يحقق المهنية العالية والغايات المنشودة من مهنة الصحفي بأخلاقياتها وموضوعيتها. الأمر الذي شكل دافعاً قويا له للعمل من أجل المزيد من خدمة المجتمع وتطويره نحو الأفضل، من خلال تسليط الضوء على القضايا التي تهم المواطنين والتي بحاجة إلى هذا النوع من العمل والجهد للوقوف على مكامن الخلل والعمل على إصلاحها، عن طريق كشف أسباب هذا الخلل وعلاجه بكافة الطرق وتحميل المخطئ مسئولية هذه السلبيات. ثم تحدثت الزميلة مجدولين علان عن تجربتها المهنية من خلال الصحافة الاستقصائية وبالتعاون مع مركز “أريج”، وضربت مثالاً بتقرير أعدته عن المحاكم الشرعية والقضاء الشرعي فيما يخص الصعوبات التي تواجه المرأة أثناء مطالبتها بحقوقها الشرعية وحجم العقبات والحواجز التي تصعب الوصول لهذه الحقوق كالنفقة والحضانة، وركزت على جانب الأذى النفسي والاجتماعي التي تواجهه النساء بسبب هذه العقبات. من جهة أخرى أكدت الزميلة مجدولين علان أن شبكة”أريج” قد فتحت أمامها أبوابا لتحقيق ذاتها كصحفية، وكجزء من منظومة تصنف كسلطة رابعة، وقالت أن منهجية الصحافة الاستقصائية وضعت أمامها منهج عمل علمي دقيق يقوم على تكوين فرضية تسعى للعمل من خلالها من أجل الوصول إلى نتيجة واقعية تدفع الجهات المختصة لمعالجة الأخطاء في شتى المجالات والنواحي الاجتماعية. وأكدت أن متابعة القضايا التي يثيرها الصحفي من خلال المنهجية الاستقصائية دليل واضح على مدى نجاحها في الدور الملقى على عاتق الصحفي من كشف ومحاربة الخلل والخطأ في شتى المجالات. من ناحية أخرى أكد الأستاذ سعد حتر رئيس دائرة التحقيقات الاستقصائية في شبكة “أريج” أن الصحفي الاستقصائي يبحث عن المعلومات والأخطاء ويسعى للربط المنطقي للأحداث . وأكد أن الصحافة الاستقصائية بحد ذاتها منهج علمي من اجل التأكيد على مفهوم الصحافة كسلطة رابعة، وهذا المنهج بحد ذاته يجسد المراعاة الحقيقية لأخلاقيات مهنة الصحافة. وقال الأستاذ حتر أن للصحافة دور كبير في خدمة المجتمع وشدد أن من أهم واجبات الصحافة الاستقصائية محاربة الظواهر السلبية في مختلف المواقع كالرشاوي والمحسوبيات والبيروقراطية والترهل الإداري . وفي ذات السياق أكد الأستاذ سعد حتر أن الاحترافية العالية والمهنية من سمات الصحافة الاستقصائية بسبب التزام الصحفي بنقل الحقيقة كاملة وفي إطار قانوني لايعرض الصحفي الباحث عن الحقيقة لأي نوع من أنواع المسائلات والملاحقات التي تهدف إلى تعطيل الصحفي عن واجبه وإعاقة الكشف عن الخلل وملاحقة المتسببين بهذه الأخطاء. من ناحية أخرى شن الأستاذ حتر هجوما عنيفا على الفئة التي حولت مهنة الصحافة إلى باب اكتساب مبتذل واسترزاق من خلال جعل المهنة النبيلة غاية لكسب مادي على حساب الأخلاقيات المهنية، وضرب مثالا في المدرسة الصحفية اللبنانية بحيث وصف بعض الصحفيين “كخراطيش” في بنادق السياسيين مما جعل منهم أدوات بيد الخصوم السياسيين مما يجعل الالتزام الأخلاقي بمهنة الصحافة النبيلة أمراً ثانوياً. تخلل الندوة نقاشات طويلة وجو تفاعلي جعلها تمتد حتى منتصف الليل، فقد شاركت بعض السيدات ممن لامس تقرير الزميلة مجدولين علان حالتهن، وأثار الحضور عدة مواضيع نقاشية أضافت على الندوة أجواء إيجابية تخللها نقاشات تفاوتت ما بين جدية حادة ومزاح لطيف
