القاهرة، 10 كانون ثاني/ يناير 2014 – اختتمت شبكة إعلاميون من أجل صحافة استقصائية عربية ( أريج)، اليوم بالقاهرة مشروعا رياديا لتعزيز قدرات الصحافيين العاملين في المحافظات على كشف قضايا تهم الرأي العام تتعلق بشؤون الإدارة المح بهدف تفعيل مبدأ المراقبة والمساءلة.
على مدى عامين، تدرب ضمن هذا المشروع 36 إعلاميا من صحف المصري اليوم، الشروق، الوطن، المال، فيتو ومؤسسىة ولاد البلد الإعلامية إلى جانب إعلاميين مستقلين من مختلف محافظات مصر. وأنتج الصحافيون 22 تحقيقا استقصائيا، 15 تقريرا إخباريا (features) و 12 تحقيقا متلفزا ضمن قطاع الوسائط المتعددة (الملتيميديا).
تمحورت مضامين غالبية الأعمال المنجزة حول قضايا ذات تماس مباشر بحياة السكان مثل تلوث المياه، تدني مستويات التعليم وتشغيل الأطفال. وتناولت العناوين أيضا سوء تخزين محصول القمح، بيع أدوية محظورة، هدم مواقع أثرية وبناء مساكن مخالفة للمواصفات، زواج القصر (تحت سن 18) ومخالفات المعديّات النيلية.
وقالت الزميلة رنا الصباغ مديرة أريج التنفيذية إن غالبية التحقيقات التي نشرت/ بثت حفزت السلطات المعنية في المحافظات للتحرك واتخاذ إجراءات سريعة من أجل تصويب الأوضاع وتخفيف معاناة السكان، بالاعتماد على الحقائق التي وثّقها الصحافيون في إطار تفعيل دور “السلطة الرابعة”. وأضافت أن هذا المشروع – الذي مولته مؤسسة فورد فاونديشن – حقق أهدافه المنشودة من حيث تعزيز مهارات الصحافيين العاملين في المحافظات، علما أن غالبيتهم لا يحصلون على مزايا تدريب وتأهيل مماثلة لما يتوافر لدى الصحافيين العاملين في العاصمة، حيث مقرات غالبية المؤسسات الاعلامية.
اجتاز المشاركون جميع مراحل التدريب النظري والتطبيقي وباتوا مسلحين بذات المهارات التي يتمتع بها زملاؤهم في القاهرة، خصوصا ممن تدربوا مع أريج خلال السنوات الثماني الماضية، حسبما أوضحت مديرة الشبكة.
وبثت قناة النهار الفضائية ستة تحقيقات من إنتاج صحافيين تدربوا ضمن هذا البرنامج، فيما بث سابع عبر فضائية (سي بي سي أكسترا). وسيبث أربعة آخرون عبر فضائية (أون تي في).
من جانبه، قال مدير المشروع الزميل عصمت صلاح الدين– محرر أول بوكالة رويترز للأنباء سابقا – إن المشروع نجح “في تدريب صحافيين محليين على تقصي قضايا داخل المحافظات باستخدام أدوات وأساليب الصحافة الإستقصائية المحترفة”. ولفت إلى أن “انتاج التحقيقات تطلب جهدا كبيرا بذله المشاركون في غياب المعلومة”.
ورأى صلاح الدين إن النجاح الأكبر انعكس من خلال “ردود الفعل التي تبعت نشر وبث مواضيعهم، ما يؤكد أن للإعلامي دورا في صناعة التغيير في مجتمعه صوب الأفضل”، بالاتكاء على التوثيق ونبش المعلومات وصولا إلى كشف المتسبب في قضايا إهمال أو سوء إدارة تعاني منها المجتمعات المحلية. وأكد أنه “لمس كفاءات عالية لدى غالبية المشاركين رغم أنهم أتوا من محافظات منسية”.
وفي ختام الحفل، وزعت جوائز عن أفضل التحقيقات” المكتوبة والمرئية” المنتجة ضمن المشروع، كما كرّمت وسائل الإعلام الداعمة للمشروع.
ضمن فئة الصحافة المطبوعة، حصد الصحافي محمد عبد العال الجائزة الأولى عن تحقيقه: “صيدليات بالاسكندرية تبيع سموما تحت اسم منشطات جنسية”، المنشور بجريدة (المصري اليوم).
وحل في المركز الثاني الصحافي صالح رمضان عن تحقيقه: “قاصرات في جحيم الزواج”، المنشور بجريدة (الوطن). أما الجائزة الثالثة فذهبت إلى الزميل ماهر عبد الصبور عن تحقيقه: “أطفال المنيا.. العمود الفقري لتشغيل المحاجر بالمتفجرات”، المنشور بجريدة (الشروق).
وفي فئة ” المالتيميديا”، حصد المركز الأول الزميل سعادة عبد القادر في صحيفة (المال)، عن تحقيقه: “شون القمح”، فيما حل بالمركز الثاني تحقيق “ورم في رغيف” لبيتر منير من مؤسسة “ولاد البلد”. وحل ثالثا الزميل محمد فرغلي من المصري اليوم عن تحقيقه “بالورقة والقلم”، الذي كشف من خلاله انتشار الأمية بين طلبة المدارس.
يشار إلى أن أريج شبكة دعم إعلام مستقلة أنشئت في عمان أواخر 2005 لنشر صحافة الاستقصاء بين الإعلاميين وأساتذة وطلبة الإعلام في تسع دول عربية (مصر، سورية، الأردن، لبنان، العراق، فلسطين، تونس، اليمن والبحرين). على مدى تسع سنوات، درّبت أريج ما يزيد عن 1300 إعلامي وأشرفت على انتاج 300 تحقيق استقصائي ساهم في إحداث تغيير إيجابي نحو ترسيخ الحاكمية الرشيدة.
