تقرير “سكايز” حول الانتهاكات على الساحة الاعلامية والثقافية في لبنان وسوريا وفلسطين والاردن لشهر تموز/يوليو
المصدر: بيروت – “سكايز
حافظ المشهد السوري على دمويته خلال شهر تموز/يوليو 2012، وطغى كعادته على مجمل الانتهاكات على الساحة الاعلامية والثقافية في البلدان الاربعة التي يغطيها نشاط مركز الدفاع عن الحريات الاعلامية والثقافية “سكايز” (عيون سمير قصير)، لبنان وسوريا والاردن وفلسطين. وتواصل مسلسل القتل الممنهج حاصداً المزيد من المصورين والناشطين الإعلاميين والفنانين السوريين، فقضى النحات وائل قسطون جرّاء التعذيب الشديد الذي تعرض له في المعتقل الأمني في حمص، وقُتِل الناشطان الإعلاميان محمد حمدو حلاق في حلب وصهيب ديب في ضواحي دمشق، في حين أصيب كل من مراسل “الجزيرة” عمر خشرم والمصور التركي سنان غل بجروح أثناء تغطيتهما المعارك في حلب.
كما كان لافتاً تزايد الاعتداءات بالضرب على المراسلين والمصورين الصحافيين في كل من لبنان والاردن خلال تأديتهم واجبهم المهني، ومعظمها على يد العناصر الامنية.
أما تفاصيل الانتهاكات في كل من البلدان الأربعة فجاءت على الشكل الآتي:
في لبنان، طغت الاعتداءات بالضرب على المراسلين والمصورين الصحافيين، على باقي الانتهاكات على الساحة الاعلامية والثقافية خلال تموز/يوليو. وسُجّل في هذا الاطار الاعتداء على مراسل محطة “أم.تي.في.” (MTV) هيثم خوند والمصوّر جاد أبو أنطون خلال تغطيتهما اعتصاماً لمناصري “التيار الوطني الحرّ” أمام وزارة الطاقة، إضافة الى مراسل محطة “أو.تي.في.” (OTV) ادمون ساسين والمصوّر رولان خوري عند محاولتهما الدفاع عنهما (19/7). كما اعتُدي بالضرب أيضاً على مراسل جريدة “الديار” محمود الزيات والصحافي في جريدة “البناء” جمال الغربي في صيدا (26/7) على يد الأجهزة الامنية، في حين تعرّض فريق محطة “أم.تي.في.” للمضايقة خلال تغطيته تظاهرة “التيار الوطني الحر” في الاشرفية وحاول المتظاهرون الامساك بمساعد المصور لمنعه من القيام بعمله (26/7). وسُجّل كذلك تعرّض رئيس مجلس إدارة الجمعية الفلسطينية لحقوق الإنسان “راصد” عبد العزيز طارقجي للضرب قرب سرايا صيدا الحكومية (19/7).
وكان لافتاً إزالة لوحة للفنانة زينة الخليل من معرض بيروت للفنون في مركز “بيال” (BIEL) بضغط من عناصر حزبية (12/7)، وقرصنة موقع قناة “أو.تي.في.” الإلكتروني احتجاجاً على قطع الكهرباء (28/7)، وبث أشخاص مجهولين أخباراً سياسية مفبركة عن سوريا باسم قناة “المنار” عبر موغ “تويتر” (Twitter) (19/7) وإزالة شركتي “غوغل” (Google) و”آبل” (Apple) التطبيق الخاص بالقناة على الهواتف الذكية (29/7)، إضافة الى قرصنة الموقع الالكتروني الخاص بالناشط شادي نشابة (3/7).
وقضائياً، أحيل المدير المسؤول في صحيفة “الأخبار” الصحافي ابراهيم الأمين على محكمة المطبوعات بجرم القدح والذم (5/7)، وتمّ الإبقاء على المدعى عليه في حادثة الإعتداء على محطة “الجديد” وسام علاء الدين موقوفاً (4/7).
وفي سوريا، تواصلت الانتهاكات على الساحة الإعلامية والثقافية خلال تموز/يوليو، فاستمر القتل الممنهج للمصورين والناشطين الإعلاميين والفنانين، إذ سجّل مقتل الناشطَين الإعلاميَين محمد حمدو حلاق في حلب (2/7) وصهيب ديب في ضواحي دمشق (4/7)، فيما لاقى النحات وائل قسطون حتفه جرّاء التعذيب الشديد الذي تعرض له في المعتقل الأمني في حمص (22/7).
كما سُجّل إصابة كل من مراسل “الجزيرة” عمر خشرم والمصور التركي سنان غل بجروح أثناء تغطيتهما المعارك في حلب (30/7)، واعتقال الناشط الإعلامي سليم قباني في دمشق (14/7)، إضافة إلى تأجيل محكمة الجنايات الثانية في دمشق الحكم بحق الناشط سليمان الشمر للمرة الثالثة (29/7).
وفي حين تعرض المذيع في التلفزيون السوري محمد السعيد للخطف من منزله في جديدة عرطوز جنوب غرب دمشق من دون أن تُعرف الجهة الخاطفة (20/7)، خَطف مسلحون معارضون كلاً من المصوّرين الهولندي يورن اورليمانز والبريطاني جون كانتلي في شمال سوريا (19/7) وأفرجوا عنهما بعد أسبوع.
وفي الأردن، كان للدرك صولات في قمع الصحافيين والإعتداء عليهم وتهديدهم خلال تموز/يوليو، وأبرزها اعتداء عناصر الدرك على طاقم قناة “رؤيا” الفضائية واقتيادهم الى مركز أمني وتهديدهم بكسر الكاميرا ومسح صور مشاجرة جرت بينهم بعد مصادرتها ليوم كامل (6/7)، إضافة الى منعهم الصحافي أحمد براهمة من تغطية اعتصام أمام السفارة المصرية واحتجاز كاميرته (1/7). كما احتجزت الشرطة الأردنية مجموعة من الإعلاميين أثناء تغطية اعتصام في محافظة إربد (5/7). أما آخر الاعتداءات فكان تهديد وزير التربية الأردني فايز السعودي الصحافي مصعب الشوابكة على خلفية تحقيق عن الغش في الامتحانات (31/7)، فيما اقتحم مجهولون مكاتب موقع “وطن نيوز” في عمّان وحاولوا سرقتها وأتلفوا بعض محتوياتها (17/7).
الى ذلك، أوقفت الشركة المصرية “نايل سات” بث فضائية “جو سات” الأردنية لأسباب مادية (26/7)، وأعلن وزير الاعلام الأردني عن تعديلات واسعة في التشريعات الاعلامية (24/7).
وفي غزة، ساد جو من الهدوء على الساحة الاعلامية والثقافية خلال تموز/يوليو، لم يُعكّره سوى اعتداء مجهولين بالضرب المبرّح على القاص والاعلامي يحيى رباح في وسط مدينة غزة (31/7)، واحتجاز شرطة “حماس” الشاعر محمد سليمان “ابو نصيرة” والتحقيق معه بشكل مهين بسبب مشاركته في مسيرة احتجاج على قطع الكهرباء في مدينة غزة (18/7)، في حين سُجّل إطلاق أمن “حماس” سراح الأكاديمي والصحافي محمد قنيطة بعد تعرضه للتعذيب والحبس الانفرادي (4/7).
وفي الضفة الغربية، واصلت السلطات الإسرائيلية انتهاكاتها بحق الصحافيين والناشطين الفلسطينيين خلال تموز/يوليو، وسُجّل احتجاز الجنود الاسرائيليين الصحافي والناشط علي عبيدات وإخضاعه للتحقيق (1/7)، وتأجيل محكمة عوفر العسكرية محاكمة مراسل اذاعة “صوت الاقصى” الصحافي شريف الرجوب للمرة الثالثة توالياً (23/7)، ورفض المحكمة العليا الاسرائيلية استئناف الصحافي عامر ابو عرفة من دون توضيح الاسباب (23/7).
أما داخلياً، فقد تابع الأمن الفلسطيني انتهاكاته بحق الصحافيين، فاعتدى عدد من رجال الامن بالضرب على كل من المصورين الصحافيين سائد هواري وأحمد عودة وأحمد مصلح والصحافي عصام الريماوي والصحافي والناشط محمود حريبات، وتسبب لهم بجروح وكدمات أثناء تغطيتهم التعرض لمعتصمين احتشدوا للتنديد بالاعتداء الذي تعرض له الصحافي محمد جرادات (1/7)، كما اقتحم عناصر جهاز المخابرات الفلسطينية بيت الكاتبة لمى خاطر واعتقلوا زوجها في محاولة للضغط عليها بسبب مقالاتها وكتاباتها (17/7)، واعتقل جهاز الامن الوقائي في قلقيلية الكاتب عصام شاور(30/7)، إضافة الى تعرض الكاتب خليل شاهين لحملة تحريض وتشويه بسبب تصريحاته الاعلامية (4/7).
وفي أراضي الـ48، صعّدت السلطات الاسرائيلية وتيرة إنتهاكاتها بحق الحريات الإعلامية والثقافية خلال تموز/يوليو، وكان أبرزها إخضاع الصحافيين الفلسطينيين لتفتيش مهين عند دخولهم لتغطية المؤتمر الصحافي لوزيرة الخارجية الاميركية في القدس ما دفع بهم الى مقاطعته (16/7)، وتوقيف الشرطة الإسرائيلية الصحافي ابراهيم الحسيني والمصور أيمن عليان الفلسطينيين ومنعهما من التصوير عند باب المغاربة (9/7)، وتجديد أمر إغلاق “جمعية الدراسات العربية” و”بيت الشرق” للمرة العشرين (30/7).
وكان لافتاً مطالبة “سلطة البث الثانية” بإعادة النظر في إمكان تغريم “راديو الشمس” (27/7)، وتأجيل محكمة الناصرة الحكم في قضية الصحافي عماد المرعي (10/7)، فيما أثار إغلاق ملف التحقيق بحق مطلق الحملة العنصرية ضد الطلاب العرب الحاخام شموئيل إلياهو موجة من الانتقادات الفلسطينية (8/7).
وفي حين مددت الكنيست سريان الإعفاء للشرطة و”الشاباك” من توثيق التحقيق مع المشتبهين الأمنيين بالصوت والصورة (3/7)، وطالب رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو قناة “بي.بي.سي.” (BBC) بالإشارة الى القدس عاصمة لإسرائيل في صفحة الأولمبياد على الإنترنت (15/7)، أُعلن افتتاح “لوبي الحقوق الإعلامية للمجتمع العربي الفلسطيني في إسرائيل”، وشُكّل ائتلاف عربي للتربية والثقافة لفلسطينيي الداخل من أجل مواجهة القرارات العنصرية والانتهاكات بحق العرب والفلسطينيين في الداخل.