شكّل مؤتمر شبكة أريج للصحافيين الاستقصائيين العرب الذي انعقد في القاهرة بين 23 و25 نوفمبر – تشرين الثاني الماضي فرصة جيّدة لي شخصيّاً للتعرّف عن كثب على نشاطات الشبكة ، ومجالاته . وأسعدني التعرّف على الدكتور مارك هانتر ، والسيدة رنا صبّاغ هناك.
ومن خلال الكتاب الدليل ” على درب الحقيقة ” الذي زوّدتني به السيّدة صبّاغ ، اطّلعت على تقنيات تدريس الصحافة الاستقصائية للطلاب الجامعيين ، مما مكّنني من اعداد 4 حصص تعليمية تدريبية مدّتها 15 ساعة لطلاب الماستر في قسم الاعلام والتواصل في جامعة القديس يوسف – بيروت. وتوليّت هذا الاعداد التدريبي بتواريخ 8 و10 ديسمبر – كانون الأول 2012 ، و10 يناير – كانون الثاني 2013 ل 24 طالباً في القسم ، مركّزاً على الأمور التطبيقية العملية ، وعلى امثلة من منشورات “أريج” ومن الصحافة اللبنانية اليومية.
وفي ختام هذه الحصص نفذّت طالبة تحقيقاً استقصائياً عن الغموض في نصّ قانون العقوبات اللبناني والذي ” يشجّع ” على ارتكاب جرائم الشرف ، مستندة في عملها الى قصّة حقيقية لشابّة كانت تسكن في شارع مجاور لمكان سكنها.
كما قام الطلاب الآخرون بتشريح تحقيقات استقصائية لعدد من الصحافيين الأجانب والعرب ، واستخلصوا منهجية العمل والفرضيّة التي تمّ الانطلاق منها ، والنتائج التي توصّل اليها هؤلاء الصحافيين.
وأتيح لي المشاركة ايضاً في ورشة العمل التي نظّمتها “أريج ” في 17 و18 و19 فبراير –شباط 2013 في الجامعة الأميركية في بيروت لعدد من اساتذة الجامعات . وكانت فرصة جيّدة لي لتعميق معرفتي بالصحافة الاستقصائية سعياً للاستفادة منها في تعليمي الجامعي الذي امارسه في 3 جامعات لبنانية ، وفي عملي الاعلامي . وبرز ذلك من خلال تحقيق اذاعي استقصائي نفّذه مندوب اخباري في ” اذاعة صوت لبنان ” باشرافي بعنوان ” امارة المبنى باء في سجن رومية ” ألقى فيه الضوء على كيفية تحويل الموقوفين هذا المبنى الى ما يشبه الامارة الخاضعة لسلطتهم ،حيث يمنعون رجال قوى الامن من الدخول الى زنزاناتهم ، مع شهادة صوتية عن هذه الفضيحة من آمر سرية السجون في لبنان العقيد عامر زيلع.
وانا اقدّر ل” أريج ” جهدها من اجل تعميم ثقافة المساءلة والمحاسبة ، وهو جوهر عمل السلطة الرابعة ، تحقيقاً للمصلحة العامة وخير المجتمع.