تم الوصول إلى فكرة التحقيق بالصدفة، حين ذهبنا بعد يوم عمل لتناول العشاء في أحد مطاعم الحمص الشهيرة في مدينة غزة، وإذ بسيدة تسأل البائع عن الطريقة التي يمكن لها بها حعل لون الحمص أبيضا لدى إعداده منزليا، فقال لها “إنها سر المهنة”.
هنا شعر فريق التحقيق بوجود شيء ما غامض تستخدمه مطاعم الحمص في غزة من أجل جعل لون الحمص المقدم للناس أبيضا، مع العلم أن اللون الطبيعي للحمص هو الأصفر.
راجعنا أحد عمال المطاعم، ليؤكد لنا أن هناك مادة بيضاء اللون يتم شراؤها من العطارين ووضعها بنسب متفاوتة أثناء طبخ الحمص.
ذهبنا إلى أحد العطارين وطلبنا منه بيعنها المادة التي يتم وضعها على الحمص، وبكل يسر جلبها لنا، ليتبين من خلال أحد المختصين في الكيمياء ان هذه المادة اسمها ثاني أكسيد التيتانيوم، تستخدم في الأصل للرخام والبويات وأعمال السيراميك.
اعتمدنا خلال عمل التحقيق على أخذ عينات من عدة مطاعم للحمص، وذهبنا بها إلى مختبر وزارة الاقتصاد الوطني الوحيد في قطاع غزة، وقبل تقديم العينة، أكد لنا مدير عام حماية المستهلك أن مطاعم عديدة تستخدم المادة وهناك عينات جاهزة تم أخذها أثبتت استخدامهم لها.
قدمنا العينات إلى المختبر، وأخذنا نتائج العينات السابقة الموجودة لدى قسم حماية المستهلك، وبعد أسبوعين، تبين استخدام المطاعم للمادة بنسبة كبيرة.
وجدنا دراسة على الموقع الالكتروني للمعهد الكندي للسرطان تم اجراؤها على الفئران تم حقنها بالمادة، أكدت نتائجها أن ثاني أكسيد التيتانيوم يسبب السرطان وأمراض أخرى.
أهم الصعوبات هي رفض أصحاب المطاعم الحديث بشكل مطلق عن هذه المادة، ونفيهم التام استخدامها.
حتى الان لا يوجد اي رد فعل للتحقيق. ولكن التحقيق لقي بعض الاصداء من قبل المتابعين على مواقع التواصل الاجتماعي مع مطالبات بتشديد الرقابة على أصحاب المطاعم والحزم مع المخالفين.
الوثائق التي تم الاستعانة بها خلال التحقيقة:
* دراسة للمعهد الكندي للسرطان “رابط الدراسة”http://www.ccohs.ca/headlines/text186.html”
* قوانين هيئة المواصفات والمقاييس الفلسطينية.
اترك تعليقاً