عمّان- 28 حزيران/يونيو 2021
بناء على طلب المشاركين \ات في الجلسات السابقة، انطلقت الندوة الإلكترونية الاستثنائية الثالثة عشر لسلسلة ندوات “لن أبقى صامتة”، لتفتح حوارًا مجتمعيًا حول التمييز والتحرش الجنسي وسوء استخدام السلطة بأشكاله المختلفة، في إطار هدف المشروع الأساسي في خلق بيئة عمل آمنة بيئة إعلامية آمنة وجامعة من دون إقصاء أو تمييز بناء على الجنس أو النوع الاجتماعي أو اللون أو العرق أو الدين أو الفكر أو غير ذلك.
“لن أبقى صامتة” هو مشروع يمتد لمدة عام، أطلقته شبكة “أريج” (إعلاميون من أجل صحافة استقصائية عربية) بالشراكة مع برنامج فيسبوك للصحافة، وبرنامج النساء في الأخبار من منظمة وان ايفرا، والمؤسسة الإعلامية الدولية للمرأة ، ومؤسسة أيركس وبرعاية وزارة الخارجية الألمانية.
شاركت في إدارة الجلسة التي عقدت في 28 حزيران/ يونيو 2021، كل من: د. ربى الحلو، أستاذة التواصل السياسي والجندر في كلية الحقوق والعلوم السياسية في جامعة اللويزة اللبنانية، وميرا عبد الله، الصحفية والمدربة المتخصصة في الجندر ومكافحة التحرش الجنسي.
أشارت عبد الله في بداية الجلسة إلى أن هناك منظومة قامعة بالكامل، خلقها الرجال، وتعاني من تدهور فيما يخص حقوق الإنسان والأقليات الجنسية والفئات المهمشة، كما أن النظرة التقاطعية تدل على أن جميع هذه الفئات تعاني من التهميش والتمييز لصالح الرجل الذكوري التابع لهذه المنظومة التاريخية المستمرة حتى الآن.
وفيما يتعلق بالصحافة ووجود النساء في المؤسسات الإعلامية، أكدت عبد الله أن المرأة الصحفية لا ينظر إليها باعتبارها صحفية، بل كامرأة مستباحة ويمكن التعرض لها في إطار المنظومة الاجتماعية التي نعيش فيها، مشيرة إلى أن التحريض على التحرش لا يقل جرمًا عن فعل التحرش نفسه.
كما أضافت أن وجود مجموعة تتفق على انتهاك حقوق إحدى الفئات، فإن الأمر يحتاج إلى سنوات من العمل حتى تقبل هذه المجموعة التنازل عن بعض امتيازاتها من أجل إعادة تلك الحقوق لأصحابها.
كما تطرق الحديث إلى إشكالية لوم الناجيات، التي أوضحت عبد الله أنها مترسخة بشكل كبير في منطقتنا العربية، بفعل العادات والتقاليد التي تحمي سلطة الأقوى وتدعمها، فتعجز النساء عن الحكي والشكوى تجنبًا لما سيواجهنه من لوم من قبل العائلة والأصدقاء والمحيطين بهم في كل مكان.
وفي السياق نفسه، أكدت المدربة المتخصصة في الجندر أن لوم الناجيات أمر مفزع، ونتائجه لا تقتصر فقط على إحجام النساء عن الشكوى والإبلاغ عن التحرش الجنسي، بل أيضًا تؤثر سلبًا على صحتهن النفسية، مما يستدعي العمل بالتوازي على تشجيع النساء على الحكي من ناحية، والعمل على توعية الآخرين الذين يوجهون اللوم لهن سواء حكين أم لم يحكين من ناحية أخرى.
كما أثرى عدد من المشاركين/ات الجلسة بتجارب حية من واقعهم/ن حول التمييز والتحرش الجنسي وسوء استخدام السلطة الموجود في أماكن متفرقة من المنطقة العربية، التي فسرت عبد الله انتشار التحرش الجنسي فيها لعدم وجود قوانين رادعة تحمي النساء من العنف الجنسي، في حين أحرزت دولًا أوروبية تقدمًا في هذا الشأن بفضل القوانين التي فرضتها وحرصت على تطبيقها.
والجدير بالذكر أن مشروع “لن أبقى صامتة” قد أطلق دبلوم “معًا ضد التمييز”، وهو برنامج تدريبي افتراضي يستمر على مدار ثلاثة أشهر، ويهدف إلى تزويد المشاركين/ات بمناهج نظرية وعملية لتصميم وتطبيق آليات شكاوى داخلية فعالة ضد الأشكال المختلفة لإساءة استخدام السلطة في البيئات الإعلامية والمؤسسات، كالاحتيال والفساد والتحرش وخطاب الكراهية، وإجراء تحقيقات دقيقة وفعالة في هذه الشكاوى.