معًا ضد التمييز: المؤسسات الإعلامية وأخلاقيات المهنة (غرف الأخبار نموذجًا)

2021/07/4
التاريخ : 04/07/2021

عمّان- 8 حزيران/ يونيو 2021


تناولت الجلسة الثانية من دبلوم “معًا ضد التمييز” الافتراضي المعايير الأخلاقية داخل المؤسسات الإعلامية، والأشكال المختلفة للتمييز والفساد وسوء استخدام السلطة داخل غرف الأخبار.


“معًا ضد التمييز” هو برنامج تدريبي يمتد على مدار ثلاثة أشهر، ضمن مشروع “لن أبقى صامتة” الذي  أطلقته  أريج شبكة (إعلاميون من أجل صحافة استقصائية عربية)، بالشراكة مع برنامج فيسبوك للصحافة، وبرنامج النساء في الأخبار من منظمة وان ايفرا (WAN-IFRA)، والمؤسسة الدولية للإعلام النسائي (IWMF)، ومؤسسة أيركس (IREX)، وبرعاية وزارة الخارجية الألمانية.  ويهدف المشروع إلى خلق بيئة إعلامية آمنة وجامعة ومتنوعة وخالية من التمييز.


استضافت الجلسة التي عقدت في 8 حزيران/ يونيو 2021، المديرة العامة لشبكة أريج، روان الضامن، وعضوة هيئة التحرير بالمؤسسة، بيسان الشيخ، حيث أشارت الضامن إلى أن أهمية الجلسة تأتي من كون غرف الأخبار تتميز بطبيعتها الخاصة وتتنوع الإشكاليات الخاصة بسوء استخدام السلطة داخلها.


وأشارت الضامن إلى أن هناك العديد من غرف الأخبار باختلاف أحجامها وعدد موظفيها لا توجد بها امرأة واحدة، وخاصة في الفترات المسائية، بسبب الاعتقاد الخاطئ أن هذه الوظيفة لا تليق بامرأة، وبالتالي يتم إقصاء النساء داخل العديد منها.


وتتنوع أشكال التمييز ضد المرأة في غرف الأخبار، بحسبها، بين التضحية بها عند تخفيض عدد الموظفين داخل المؤسسة، تحت ذريعة أنها “لا تعيل أسرتها”، فضًا عن رفض مساعدتها أو وضعها في مأزق في كثير من الأحيان نتيجة العنف والتعصب ضدها.


بالإضافة إلى ذلك، عددت المديرة العامة لأريج أشكالًا أخرى لسوء استخدام السلطة داخل المؤسسات الإعلامية، والتي تتعلق بالمساومة، والفساد، والعنصرية القائمة على اللون أو الدين أو الجنس أو غيره، بما يساهم في خلق تقسيمات وحساب ولاءات لصالح فرق ضد الأخرى وتعميم سياسة “فرق تسد”، مضيفة أن عوامل الشهرة والمال و/أو النفوذ من شأنها أن تجعل الوضع أكثر حدية داخل المؤسسات. 


كما سلطت الضوء على انتشار ما يعرف بـ “الصحافة الكسولة”، التي تشير إلى انتماء عدد كبير من الصحفيين إلى مؤسسات إعلامية فقط “على الورق” دون إنجاز حقيقي في العمل الصحفي، والاعتماد على صفقات المياومات، مشيرة إلى أن عدم وجود آليات محاسبة فعالة، يؤدي إلى “مأسسة” الفساد وتجذره داخل المؤسسات.


بينما تولت الشيخ الجزء الثاني من الجلسة، والذي بدأته بالحديث عن الحالات المختلفة للتهميش والإقصاء والتمييز ضد المرأة داخل المؤسسات الإعلامية، بالأخص الأشكال غير الملموسة منها كالتمييز القائم على الأمومة والعمر، قبل أن تفتح النقاش في ختام الجلسة بين المشاركين/ات حول المواقف المختلفة للتمييز وسوء استخدام السلطة في المؤسسات وعرض وجهات النظر المختلفة حول الحلول الممكنة للتصدي لها.يذكر أن دبلوم “معًا ضد التمييز” هو البرنامج الأول من نوعه في المنطقة، الذي يركز على تزويد المشاركين/ات بمناهج نظرية وعملية لتصميم وتطبيق آليات شكاوى داخلية فعالة ضد الأشكال المختلفة لإساءة استخدام السلطة في البيئات الإعلامية والمؤسسات، كالاحتيال والفساد والتحرش وخطاب الكراهية، وإجراء تحقيقات دقيقة وفعالة في هذه الشكاوى.