وحدات استقصائية بوسائل الإعلام..حلم “أريج” وسط الخطوط الحمراء

2010/11/29
التاريخ : 29/11/2010

عين على الإعلام- راديو البلد

اختتمت في عمان مساء الأحد فعاليات مؤتمر “أريج” الثالث للصحافة الاستقصائية بمشاركة عدد كبير من الصحافيين والأكاديميين العرب والأجانب، حيث تميز المؤتمر بالكثافة التي شهدها بالحضور خلال فترة انعقاده، إضافة إلى التنوع من حيث المشاركين الذين توزعت جنسياتهم بين العديد من دول العالم، والتنوع من حيث المحاور والمواضيع التي تناولها المشاركون بما يخص الصحافة الاستقصائية.

يتناول برنامج ” عين على الإعلام ” آراء عدد من مدراء التحرير وصحفيين مشاركيين في المؤتمر و تعرض لتجارب مؤسساتهم في تأسيس وحدات صحافة استقصائية مهمتها تنفيذ تحقيقات تهم الرأي العام وتوثق مواضع الخلل والتقصير بهدف تصويب الأخطاء…

وحدة استقصاء في وسائل الإعلام…حلم “أريج”

تسعى شبكة “أريج” إلى إنشاء وحدات استقصائية في مختلف المؤسسات الإعلامية، بهدف ضمان استمرارية العمل الاستقصائي في المجتمع حتى في حال غياب الشبكة.

رئيس تحرير محليات “العرب اليوم” اعتبر إنشاء وحدة استقصائية في الصحيفة، تجربة جديدة للتعامل مع هذا النوع من العمل الصحافي بكل تقنياته، مشيرا إلى ما احتاجته التجربة من وقت لاكتساب مهارات الصحافة الاستقصائية.

وأوضح الخيطان أن صحفيي العرب اليوم تمكنوا من خلال تدربهم في شبكة “أريج”، واستنادا لما للصحيفة من تجربة في التحقيق منذ إنشائها بصفتها المستقلة، أن ينتقلوا إلى العمل الاستقصائي بسهولة.

كما أن الصحفيين قد استفادوا من الدخول في مجال التحقيقات الاستقصائية، وذلك بنقل مهارات وتقنيات هذا النوع من التحقيقات إلى عملهم اليومي في متابعة الأخبار والتقارير الإخبارية، حيث يرى الخيطان أنهم رسخوا مفاهيم المهنية الصحفية التي يتطلبها التحقيق الاستقصائي كالدقة في المعلومة، والمهنية، ونقل كافات وجهات النظر المختلفة، والاهتمام بالإحالة إلى مصادر المعلومات.

وتسعى الصحيفة إلى إيجاد فريق متكامل للعمل الاستقصائي، الأمرالذي يرى الخيطان أنه صعب التحقيق في الصحافة الأردنية.

علاء الغطريفي، المشرف على الوحدة الاستقصائية في يومية “المصري اليوم والمشارك في مؤتمر أريج، أكد لعين على الإعلام أن المؤسسة الإعلامية بحاجة لوحدة التحقيقات الاستقصائية، وذلك لتقديم خدمة جديدة ومختلفة للقارئ، وسط “التشظي الإعلامي” وتوفر المعلومات الإخبارية العادية لدى الجميع.

وأشار الغطريفي إلى نموذج من التحقيقات التي قامت بها الصحيفة، وقبل التعاون مع “أريج”، والذي كشفت خلاله عمليات تزوير موثقة للانتخابات المصرية عام 2005.

بيئة “نصف ديمقراطية” وخطوط حمراء:

اعتبر فهد الخيطان أن الدول التي وصفها بالـ”نصف ديمقراطية” لا تساعد الصحفي الاستقصائي، حيث يصطدم خلال عمله بعدة عقبات وخطوط حمراء سياسية ودينية ومجتمعية وقبائلية مختلفة.

ورغم تطور التشريعات الأردنية التي منحت الصحفي حيزا من الحرية للتحرك، إلا أننا لا يمكن أن نشهد صحافة استقصائية متطورة قبل أن تتحقق التحولات السياسية والاجتماعية والاقتصادية اللازمة في المجتمع، ولا يمكن نزع مسار تطور هذا النوع الصحافي عن نسيجه الاجتماعي، بحسب الخيطان.

فقد ارتبط تطور التحقيق الاستقصائي بمدى مسيرة الديمقراطية والتشريعات في الدول التي ينشأ فيها كما حدث في الغرب، بينما لا تزال التشريعات لدينا تحتاج إلى كثير من التطوير والتعديل لإتاحة المجال لتطور العمل الاستقصائي.

الفائز بجائزة “أريج”- سيمور هيرش الأولى هذا العام دلوفان برواي (العراق)، أشار إلى بعض الخطوط الحمراء التي واجهته خلال عمله في تحقيقه الذي تناول موضوعا في غاية الحساسية وهو ختان الإناث في كردستان العراق، حيث أوضح أنه عانى من كونه رجلا يتناول مثل هذا الموضوع، حيث اضطر في أغلب الأحيان إلى الاستعانة بناشطة في حقوق المرأة للتحدث مع الحالات النسائية في تحقيقه، في ظل نظرة مجتمعية ريفية محافظة.

وأوضح برواي، في حديث للزميلة حنان الخندقجي التي غطت المؤتمر، أن هنالك غياب للعنصر الديني الموحد تجاه مثل هذه العملية بين مؤيد ومعارض ومختلف على بعض التفاصيل، إضافة إلى أنه لم يستطع التحرك خارج الإطار الديني المسموح به في المجتمع.

كما أن هنالك خطوطا حمراء عدة كالعشائرية، التي أشار إلى أنها أدت إلى مقتل أحد زملائه بسبب مقال.

أما الحكومة، فيرى برواي أنها تتعامل مع ختان الإناث بمماطلة وعدم اهتمام، وعدم اعتراف بتحولها إلى ظاهرة، رغم تأكيدها على رفض هذه العملية التي تؤدي إلى أضرار نفسية وصحية وإشكاليات اجتماعية.

فائزون من الأردن:

حصلت الصحفية مجدولين علان على المرتبة الرابعة لجائزة “أريج”- سيمور هيرش، وذلك عن تحقيقها الذي نشر في صحيفة العرب اليوم،كشفت فيه ثغرات في قانون الحصول على المعلومة وقصورا حكوميا في تطبيقه بعد ثلاث سنوات على اعتماده، وهو الأول من نوعه في الدول العربية.

وأوضحت علان لعين على الإعلام، أنها بدأت بكتابة التحقيق انطلاقا من معاناتها في عملها الصحفي في الحصول على المعلومة، مما دفعها إلى تناول الموضوع بتحيقي متعمق، وإبراز الجوانب التطبيقية للقانون.

وحملت المؤسسات الحكومية عدم الجدية بالتعامل مع القانون، وعدم وجود بنية تحتية تساعد على تفعيله، مثل نماذج المعلومات وآلية تصنيفها ما بين سرية وغير سرية، كما أن المؤسسات الإعلامية، بحسب علان، لم تعمل على تفعيل قانون الحصول على المعلومة لدى العاملين والصحفيين.

الصحفية صفاء الرمحي، فازت بمشاركة حسن الرواشدة بالمرتبة السادسة، وذلك عن تحقيق حول ظاهرة تناول الكحول بين المراهقين في منطقة الأغوار، والذي بث على أثير إذاعة “فرح الناس” كأول تحقيق استقصائي إذاعي في الأردن.

وأرجعت الرمحي أسباب انتشار تلك الظاهرة إلى غياب التنمية الاقتصادية والاجتماعية وانتشار ظاهرة التسرب من المدارس، إضافة إلى قانون الجنسية الذي يحرم، بحسب الرمحي، الأمهات الأردنيات من منح جنسيتهن لأولادهن من غير الأردنيين، وذلك لكثرة الأردنيات المتزوجات من غير أردنيين في منطقة الأغوار التي تكثر فيها أعداد العاملين الوافدين.

أخبار ذات صله