ليس دفاعا عن «أريج»

2010/07/8
التاريخ : 08/07/2010

الآن تذكر مهاجمو المؤسسة التي قدمت الكثير للصحافة الأردنية، وأدخلت التحقيق الصحفي الاستقصائي، أنها ممولة أجنبياً! طبعا مع غض الطرف عن عشرات المؤسسات التي تتلقى تمويلا كهذا، ومنها مؤسسات يرتبط بعض مهاجمي “أريج” بها بطريقة أو أخرى. لا يعني ذلك أنني مع التمويل الأجنبي، بل ضده على طول الخط، ولكني أيضا ضد الانتقائية في كيل التهم وفق أهواء في نفس “يعقوب” من يقفون وراءها، ويضعون توقيتاتها وتكتيكاتها بغية تصفية حسابات معينة مع مؤسسة أو شخص قائم عليها لسبب أو لآخر. وبعيداً عن كيل المدح، يجمع صحفيون وإعلاميون على أن التحقيقات التي أشرفت “أريج” عليها تميزت بالمهنية العالية والدقة والموضوعية، ولم يثر أي زميل أجرى تحقيقا استقصائيا بالتعاون مع هذه المؤسسة أنها وجهته إلى كذا أو كذا، من قضايا ووصفات “جاهزة” قد تخدم منظورا غير وطني أو تسيء إلى منظور ديني أو اجتماعي أو أخلاقي، لكنها حرصت على توجيه الصحفيين إلى مقتضيات الموضوعية والمهنية فقط فيما يكتبون، إلى أن جاء التحقيق الأخير الذي قام به زملاء في صحيفة الغد عن معاناة نزلاء دور إيواء الأيتام، ما أثار غضب وزارة التنمية الاجتماعية، وأثار أزمة دون أن “يثبت” افتقاره للصدقية والموضوعية. ونشرت التحقيقات المجراة عبر “أريج” في جل الصحف اليومية، مع ترحيب من الصحف بهذه الشراكة التي تثمر “إبداعات صحفية”. موضوع التمويل الأجنبي بحاجة إلى مراجعة وضوابط تشمل الجميع، ولعل الحكومة التي أعدت مدونة سلوك للصحافة تعد مشابهة في هذا الإطار. ما ورد ليس المقصود منه النيل من وزارة التنمية أو الغد، وليس دفاعاً عن “أريج” التي لديها من يدافع عنها، لكنها صرخة ضد الانتقائية في الهجوم على جهة دون أخرى، واستمراء رفع شماعة التمويل الأجنبي وفق أهواء، وليس وفق مصلحة الصحافة والبلد.

أخبار ذات صله