في ختام مؤتمر "أريج" السنوي بالقاهرة.. تغطية الصراعات والفساد محور حديث الصحافيين الاستقصائيين العرب

2012/11/25
التاريخ : 25/11/2012

القاهرة – اختتم الصحافيون الاستقصائيون العرب في القاهرة الأحد مؤتمرهم السنوي الخامس الذي تناول على مدى ثلاثة أيام  تغطية النزاعات وتوثيقها، قضايا الفساد وممارسات أصحاب النفوذ في منطقة تشهد تحولات سياسية وصراعات على السلطة منذ أزيد من عامين.

وتوزع شبكة “أريج” (إعلاميون من أجل صحافة استقصائية عربية) في حفل الختام مساء الأحد جوائز الشبكة عن أفضل  تحقيقات استقصائية في العالم العربي لهذا العام، من بينها جائزة سياسية خاصة تحت عنوان “كشف المتنفذين”.

كما سيتم الإعلان عن تأسيس شبكة المدافعين عن حرية الإعلام في العالم العربي “سند” وهو مرصد إلكتروني للحريات الصحافية في المنطقة. ويطلق صحافيون في المؤتمر أيضا عن إنشاء وحدة للمساعدة القانونية للإعلاميين في مصر تحت عنوان “ميلاد”.

استهل الإعلاميون  ثالث أيام اجتماعهم القاهري بنصائح قدمتها أستاذة الصحافة الاستقصائية بجامعة نيويورك في آلباني روزميري آرماو حول كيفية تغطية الانتخابات بشكل يضمن اكتشاف أي تجاوزات، تزوير أو فساد، في منطقة تشهد العديد من دولها اقتراعات رئاسية، تشريعية أو بلدية.

وأكدت آرماو على ضرورة  الاهتمام بأدق تفاصيل العملية الانتخابية لأن كل ما يحدث يمكن أن يؤثر في إرادة الناخبين أو النتيجة. وطرحت الانتخابات الرئاسية في الولايات المتحدة كمثال: “لماذا يجري الاقتراع يوم الثلاثاء بالتحديد؟ لماذا هو يوم واحد فقط؟ (…) كلها أمور قانونية، لكنها خيارات تؤثر في الانتخابات”، قالت المدربة الأميركية.

وحثّت آرماو أيضا الصحافيين في بلادها على النظر إلى الماكينات المستخدمة في عملية الاقتراع والشركات الصانعة، التي “لا تخضع لقوانين حق الحصول على المعلومة” هناك.

العيوب في قوانين حق الحصول على المعلومة في العالم العربي كانت موضوع حوار آخر ناقشه محامون وخبراء قانون من الأردن، تونس واليمن؛ الدول العربية التي انفردت حتى الآن في سن تشريعات لحرية المعلومات. وتبادل المشاركون الأفكار حول آليات الحصول على المعلومة منتقدين بيروقراطية، محددات وشروط قانونية واستثناءات تحد من فاعلية هذه القوانين.

في جلسة موازية، تطرق اثنان من خبراء “أريج”، الأميركي مارك هنتر والسويدي نيلز هانسن، إلى تجربة وحدات صحافة استقصائية دعمت الشبكة إنشاءها في وسائل إعلام عربية. فبينما تحدث هانسن عن التحديات المهنية التي تواجه هذه الوحدات، عرّج هنتر على النماذج الاقتصادية الناجحة وكيفية استثمار هذه الوحدات بشكل يحقق الربح والاستدامة لوسائل الإعلام.

غيفن رايس، مدير مركز دارت للصحافة والعنف في أوروبا، جاء مصطحبا خبرته في العمل ببرنامج لتشجيع صحافة الاستقصاء في بؤر العنف، الصراع والكوارث في مختلف أنحاء العالم. وتحدث رايس عن التحديات النفسية والإنسانية التي تواجه الصحافيين في تغطية تلك الأحداث.

واستعرض “أريجيون” تحقيقات استقصائية أجروها خلال العام الماضي في دول عربية مختلفة نجحوا عبرها في كشف مشاكل ومآس إنسانية وصحية، فضلا عن عصابات تهريب بشر وأسلحة عبر حدود العديد من بلدان المنطقة، التي تشهد تحولات وصراعات سياسية وعسكرية.

المؤتمر، الذي شارك فيه زهاء 300 صحافي وصحافية وخبراء عالميين، كان تطرق في يوميه الأولين إلى الصعوبات والتحديات التي تواجه الإعلاميين في كشف ممارسات أصحاب النفوذ وتغطية مناطق الصراع والتحول السياسي. وشهد افتتاح المؤتمر جدلا بين المشاركين حول تأثير السلطة والمال في المشهد الإعلامي المصري.

يذكر أنه منذ انطلاقها في العاصمة الأردنية عمّان سنة 2005، دربت شبكة “أريج” (إعلاميون من أجل صحافة استقصائية عربية) نحو 300 صحافي وصحافية وأشرفت على إنجاز أزيد من 150 تحقيقا في العالم العربي نال العديد منها جوائز إقليمية وعالمية

أخبار ذات صله