رائدة الحمره " : "أمتلك أدواتي وأفضّل العمل التلفزيوني أكثر من الإذاعي، و رسالتي توضيح صورة الإعلامية المحجبّة بعيون المجتمع".

2014/03/19
التاريخ : 19/03/2014

الجسرة الثقافية الإلكترونية – خاص- حاورتهاتقوى الخطيب

لا بدّ أنّ للطموحِ مداراتٌ وأفلاك شتّى تدور الأحلام حولها، ومن صميم الحلم الناعم والإرادة الصلبة نسلّط الضوء في مجلّتكم؛ مجلّة ” نادي الجسرة الثقافية” على الإعلامية الأردنية المتألقة “رائدة الحمره” لنحاورها ونستشفّ من حديثها الجميل قوّة المرأة وصلابتها، ممزوجاً بهدوء الأنثى الحالمة الطموحة، ومدى نجاحها إذا أصرّت، وذكاءها إذا أسرّت، وصعودها ولو استقرّت!

فإليكم حوارنا مع الإعلامية الشابّة “رائدة الحمره”:

ما هي طبيعة عمل الإعلامية “رائدة الحمرا”، سواءً في قناة رؤيا أو راديو “سوا”؟

عملت في رؤيا بدايةً كمراسلة وتدرجت في العمل وتنقلت بين شتى الفنون الصحفية سواءً في مجال الإعداد التلفزيوني أو كتابة التقارير والمقالات والتحقيقات ، ومن ثمّ تسلمت رئاسة قسم التحقيقات الصحفية في رؤيا، وهذا ما كوّن لدي ثقلاً معرفياً في عمرٍ صغير.

أما بالنسبة لإذاعة “سوا” فإنني أعمل كمراسلة لها في الأردن.

ما الذي أضافه لكِ العمل بإذاعة “سوا” التابعة لقناة الحرة؟ 

إنّ عملي بإذاعة “سوا” وسّع نطاق علاقاتي وجعلني على تماس أكبر بصنّاع القرار ، مما دعّم رسالتي الإعلامية وسرعة وصولي للمعلومة وهذا من أهم الأشياء التي يسعى إليها أي صحفي بشكل عام.

قد أضافت لي الكثير من الخبرة والمعرفة حيث زادت من خبرتي في مجال تحرير الأخبار وبتُّ أكتب الأخبار بمنظور عربي .

 بمعنى : أنّي أصبحتُ أنظر للأحداث الجارية في الأردن وأحررها للتداول عربياً، وهذا من  أكثر الأمور التي ساعدت على تكوين نظرة شمولية للأمور بالنسبة لي .

وبالرغم من أنني واجهت بعض التحديات في بداية عملي بإذاعة “سوا” حيث أني أصنع الخبر من الألف إلى الياء بالإضافة إلى ضغط العمل وكثرة الأخبار، وعملي في مؤسستين إعلاميتين بنفس الوقت إحداهما تعتمد على التفاصيل بالخبر والأخرى تركز على الخبر بنظرة عربية شمولية، مما يؤدي أحياناً إلى الإرباك والخلط بتحرير الخبر.

و لا بدّ من الإشارة إلى أن إذاعة سوا تقع بولاية فرجينيا في أميركا، وهذا أحياناً يكون شيئاً جيداً بالنسبة لي، إذ بإمكاني أن أستفيد من فارق التوقيت فتصلهم الأخبار بوقت باكر جداً.

أعتبر العمل بإذاعة سوا تجربة رائعة بكل المقاييس، وصقلت شخصيتي كثيراً.

ما الذي يتمّلك روحك أكثر العمل الإذاعي أم التلفزيوني؟

أفضّل العمل التلفزيوني أكثر من الإذاعي، فأنا أمتلك أدوات العمل التلفزيوني بشكل كبير من حيث الصوت والمهنية وحبّي للعمل وتمكني من التعامل مع الكاميرا .

ما مدى وعيك بطيبعة إنجازاتك التي قمت بها حتى اللحظة وأنتِ شابة في مقتبل العمر ؟

الإنجازات اللتي حققتها للآن، لا أراها فظيعة! ولا أعير أنتباهاً لهذه الكلمة من الأساس، فبعد انتهائي من كل موضوع أو كلّما تخطيت مرحلةً أشعر أّنّنها بسيطة، وأنّ هناكَ الكثير لأفعله، لا أتكئ على نجاحاتي ولا أتوقف إطلاقاً لا أنظر إلى الخلف أبداً، أقلل من أهمية ما أفعله لأعطي أفضل ما عندي دائما، إن كلّ ما يهمني هو أن أعمل لأجل مجتمعي فأنا أعمل من اجل المصلحة العامّة وأسلط الضوء على القضايا التي تضر الناس فهذا من شأنه أن يرتقي بالمجتمع ويسير به قُدُماً ، أهتم كثيراً بالنقد وآخذ كل شيء بعين الاعتبار.

ما مدى تأثير تحقيقاتك الاستقصائية على المجتمع؟

هناكَ الكثير من المواضيع والتحقيقات التي قمت بعملها، وأفادت المجتمع، فمثلاً تحقيق “شبح البلقاء” الذي هو حول فرع جامعة وهمية في الإمارات، والذي كان بالتعاون مع شبكة أريج كشف عملية احتيال كبيرة، أدى التحقيق الاستقصائي هذا إلى إغلاق الجامعة الوهمية، وتحولت القضية لهيئة مكافحة الفساد.

أما تحقيق “فوضى المال والبيئة في الهاشمية” فقد كشف بعضاً من الخطوط الحمراء للفساد في الأردن.

وكذلك تحقيق “ارميمين أسيرة التلوث” وغير ذلك من التحقيقات.

أهم الجوائز التي حصلتِ عليها مؤخراً في مجال الصحافة الاستقصائية؟

حصلت على جائزة تومسون رويترز عام 2011 كأفضل تحقيق عربي.

جائزة أفضل تحقيق استقصائي عربي من شبكة أريج عام 2011.

وجائزة أفضل تقرير عن سرطان الثدي في الأردن 2013

والمركز الثاني في مسابقة اريج عن فئة التحقيقات المرئية 2012

بالإضافة لتكريمي في 2013 من شبكة أريج لإنتاجي تحقيق شبح البلقاء و أيضا لإدارتي قسم التحقيقات الإستقصائية في قناة رؤيا

من هو الشخص الأكثر تأثيراً في حياتك المهنية، والذي شكّل دعمه دافعاً لكٍ؟

لقد دعمني أشخاص ٌ كثرٌ خلال مسيرتي المهنية، وكنتُ محظوظة ً بذلك ولا أنكر فضل أحدٍ عليّ، وأهم هؤلاء الأشخاص على الصعيد المهني:

رنا الصباغ، وسعد حتّر، وفارس الصايغ،وهالة زريقات، ومازن كزيد، وعمر عبد الرّزاق، ومحمد حمدان، وجواد العمري مع حفظ الألقاب للجميع.

كلهم أساتذتي وأدين لهم بالكثير، وتشرّفت بالعمل معهم وكنت سعيدةً بذلك.

على الصعيد الشخصي، كيف يتلقى ذووكِ نجاحكِ وكيف يتعاملون مع انشغالك واهتمامتك؟

بصراحة متناهية دائماً أهلي آخر من يعلم عن عملي وتفاصيله، فأنا لا أحبّ إقحامهم في مشاكل العمل ومخاوفه، حتى لا يقلقوا عليّ، كما أنني لا استمتع بسماع المواعظ، والنصائح.

فأنا أعي ما أقوم به جيّداً، وأعرف ما أريد.

لكن بالنهاية الداعم الحقيقي والمساند الأول لي هم أهلي حيث يوفرون لي كامل الدعم المعنوي والمادي ويمنحونني مساحة كافية من الحرية وأنا مؤمنه تماماً أنّ الأهل يشكلون الحافز والدافع الأكبر في مسيرة ونجاح ابنتهم بشكل عام.

لكن من الجدير بالذكر أن أهلي وأقاربي لا أحد منهم يعمل في مجال الإعلام وهذا ما يجعلهم غيرَ مطّلعين بشكلٍ كافٍ على مخاطر هذه المهنه، وأعتبر هذا من حسن حظّي إذ أني أيضاً لا أقحمهم بتفاصيل العمل، وذلك ما يجعلهم مرتاحين تماماً تجاه عملي.

ما هي صفات فارس  أحلامك ؟

بعد ابتسامةٍ ذكيّة أجابت: لا أحلم بصفات خيالية أو مَلَكيّة للرجل الذي سأرتبط بهِ، إنّ أهم ما أريده هو رجلٌ طموحٌ توازي أحلامه سقفَ أحلامي، أريده متفهماً لعملي وطبيعتهِ كي لا يقلص شخصيتي ويحد من طموحي.

أهتم بأن يكونَ عربيا ً بغض النظر عن جنسيته، أريد أن يحبّني كما أنا ويقبل شخصيتي كما هيَ، وأضافت : يلفت انتباهي الرجل المثقف ذو الشخصية القوية ولا أحبّ المتسلط.

ما هي رسالتك للعالم؟ بمعنى آخر ما الذي تسعى له “رائدة الحمرة” من خلال عملها في مجال الإعلام؟

رسالتي أن ينظر العالم إلى الفتاة المسلمة المحجبّة بعيداً عن الصورة النمطية السائدة والتي ساهمت وسائل الإعلام في تشكيلها، بأنها فتاة منغلقة وخاضعة للمجتمع ومستكينة إلى ما ذلك من أمور..

بل إنني مصرّة جداً على الظهور بحاجبي أمام الكاميرا، ولا سبيل لديّ لتقديم النتازلات.

فأنا أعرف نفسي وقدراتي وأدرك تماماً أنّ الإعلام رسالة مقدسة تتطلب التحلي بأخلاق المهنة وتحرّي المصداقية، وأنا إعلامية أمتلك أدواتي بشكل احترافي وأعتمد على شخصيتي وأدواتي.

أكثر المشاكل التي تواجهك عند قيامك بعمل تحقيق استقصائي؟

لابد من الصعوبات والمشاكل في حياة الصحفي الاستقصائي إذا أنّه يتصدى لتسليط الضوء على مشاكل المجتمع ويركز على قضايا الفساد مما يعرضه إلى بعض المخاطر والتهديدات والتدخلات ، لكنّ العمل مع وسيلة إعلام محترمة يضمن الأمان للصحفي، توفر شبكة أريج التي عملت معها في أغلب تحقيقاتي الاسقصائية، الحماية الكاملة للصحفي ..

لكن بالنهاية الأمان بيد الله تعالى وحده والعمر أيام وليالي ولو لم أقم بواجبي في الحياة فمتى سأقوم به؟

ما هو طموحك؟ وما الذي تريدين الوصول له؟

ليس ثمّة سقف معين للطموحات والأحلام لكنني  أطمح للعمل كمذيعة بمؤسسة إعلامية عربية كبيرة، ببرنامجي الخاص ، أو مراسلة لمؤسسات كبرى في الشرق الأوسط.

أخبار ذات صله