جدل سياسي في مستهل فعالياته بالقاهرة.. مؤتمر أريج يناقش تأثير السلطة والمال في المشهد الإعلامي المصري

2012/11/24
التاريخ : 24/11/2012

القاهرة – يحتدم الصراع على السلطة وأدواتها في دول التحول صوب الديمقراطية، فيما يقع صحافيون ضحية استقطاب بين رجال الحكم القديم والجديد، ويصارع آخرون لتحقيق استقلالهم عن تأثير السلطة، بحسب إعلاميين شاركوا الجمعة في انطلاق مؤتمر “أريج” للصحافيين الاستقصائيين العرب في القاهرة.

واكتسبت الجلسة الافتتاحية نكهة سياسية إثر جدال بين وكيل نقابة الصحافيين المصريين جمال فهمي، الذي وجه انتقادات لاذعة للحكومة الإسلامية في بلاده، وحازم غراب مديرعام تلفزيون “مصر 25″، ذات اللون الإخواني.
في هذه الحوارية التي أدارها الإعلامي المخضرم يسري فودة، نائب رئيس مجلس إدارة شبكة “أريج”، عبّر فهمي- الكاتب في صحيفة “التحرير”- عن خوفه مما وصفه بـ”محاولة قيام نظام فاشي في مصر”، منتقدا قرارات الرئيس محمد مرسي الأخيرة بخصوص الإعلان الدستوري وإقالة النائب العام.

من جهته، رفض غراب الخوض في السياسة مؤكدا أن جاء للحديث عن مهنة الإعلام. لكنّه استذكر صعود “مافيا وعدد من رجال الأعمال الذين ترعرعوا في عهد النظام السابق”، قبل وصول ” قوى إسلامية فرضت وجودها” في الشارع المصري. ونفى فى الوقت ذاته أن تكون قناة “مصر 25” صوتا للإخوان المسلمين في البلاد. وقال: “يجب ألا نكون مطايا لأحد، لا لسلطة ولا لرأسمال، بل خداما للرأي العام”.

في تقديمه للجلسة الحوارية عبر فودة عن شعوره بـ”الإحباط واليأس” من حالة الصحافة العربية في مرحلة ما بعد الثورات. وقال إن الصحافيين في مراحل التوتر يكونون أكثر عرضة للتأثر بانتماءاتهم الوطنية، الدينية والسياسية، مما يؤثر

تغطية الاضطرابات. “ينتابنا القلق وتؤثر فينا عوامل متعددة”، قال فودة. “أنا مرهق، مرهق، مرهق، ذهنيا ونفسيا وبدنيا”، اشتكى رائد صحافة الاستقصاء المتلفز عربيا، متوقعا “سنوات من التعب واختلاط المشاعر”.
لكن ألبرت شفيق، مدير قنوات “أون تي في” التي يعمل فيها فودة، كان أكثر تفاؤلا. إذ اعتبر شفيق أن ما يمر به الإعلام “حالة صحية” ستؤدي إلى المزيد من التوازن في نهاية المطاف.

وكشف حازم غراب عن مساع لتأسيس مجلس وطني للإعلام في مصر للإشراف على الإعلام المصري فيما يخص منح التراخيص وتنظيم الأداء ولانتزاعه من هيمنة الدولة، وللحد من انتشار المؤسسات الإعلامية ذات الملكية الفردية، والاستعاضة عنها بمؤسسات مساهمة عامة تخضع لرقابة الرأي العام بشكل مباشر، وتحرر الصحفي من القيود التي يفرضها المستثمرون في قطاع الإعلام أو أجهزة الدولة.

رنا الصباغ، المديرة التنفيذية لشبكة “أريج”، قالت إن الإعلاميين العرب “يحاولون تلمس حدود المسموح به وسط تشكيك من المجتمع في صدقية الإعلام”.
وتحدثت عن إيجابيات منها مشاريع قوانين لحرية المعلومات في عدد من الدول العربية، للحاق بالأردن، اليمن وتونس، التي أقرت تشريعات مماثلة في السنوات الأخيرة.
كما عبرت الصباغ عن تفاؤلها بـ”جيل جديد من الصحافيين الشباب” المؤمنين بأهمية الصحافة الاستقصائية، المهنية والموضوعية.

وتستضيف القاهرة لأول مرة هذا العام مؤتمر شبكة “أريج” للصحافيين الاستقصائيين العرب بمشاركة قرابة 300 مشارك، بعد أن كان يعقد في العاصمة الأردنية منذ سنة 2008.
تستمر فعاليات المؤتمر حتى مساء الأحد مع عشرات من جلسات الحوار وورش العمل تحت عنوان “تقصي أصحاب النفوذ: واجب الإعلام”.

منذ نشأتها عام 2005، دربت هذه الشبكة نحو 30 مشرفا، والعديد من أساتذة الإعلام في جامعات عربية، إضافة إلى 300 صحفي ميداني، كما أشرفت على إنجاز أكثر من 150 تحقيقا استقصائيا في مختلف وسائل الإعلام.

أخبار ذات صله