عمان – الأربعاء، 21 تشرين الثاني/ نوفمبر، 2012 – ينطلق في القاهرة بعد غد الجمعة مؤتمر أريج الخامس بمشاركة 340 إعلاميا من غالبية الدول العربية وخبراء أجانب في حقل الاستقصاء، وذلك ضمن استراتيجية الشبكة لتبادل الخبرات والتجارب وصولا إلى ترسيخ دور السلطة الرابعة في المراقبة والمحاسبة.
وبدأ المشاركون بالتوافد إلى القاهرة، ثاني عاصمة عربية تحتضن هذه التظاهرة السنوية بعد عمّان، التي شهدت انعقاد مؤتمرات أريج الأربعة منذ انطلاقها عام 2008.
على مدى ثلاثة أيام ينتظم الأريجيون وضيوفهم في ورش عمل، طاولات مستديرة ومحاضرات مكثفة، تتمحور حول صقل مهارات المشاركين وتوطين صحافة الاستقصاء الممنهجة وإدامتها في غرف الأخبار وكليات الإعلام في العالم العربي.
تحت شعار: “تقصّي أصحاب النفوذ: واجبات الإعلام”، يكتسب هذا المؤتمر أهمية استثنائية لجهة فرادة المشاركين فيه، مكان انعقاده، توقيته في قلب المتغيرات التي تجتاح الدول العربية منذ مطلع 2011. يأتي ذلك بينما يتواصل الشد والجذب تتواصل بين حكومات ما بعد الثورة التي تصر على بقاء الاعلام بوقا لها، ووسائل إعلام خاصة تحاول لعب دور السلطة الرابعة لتسريع التحول صوب الديمقراطية، وإعلام رسمي لم يصله بعد ربيع الثورات.
يستقطب المؤتمر خبراء عالميين في صحافة الاستقصاء، أساتذة جامعات وطلبة من كليات الإعلام في تلك الجامعات، مدربين ومشرفين وصحافيين في شبكة أريج، الآخذة بالإتساع يوما بعد يوم بعد ان بدأت في نشر ثقافة الاستقصاء القائم على التحري الموضوعي ونبش الحقائق في دول الانتشار التسع؛ مصر، الأردن، سورية، لبنان، فلسطين، العراق، البحرين، اليمن وتونس.
تقول مديرة أريج التنفيذية رنا الصبّاغ إن مؤتمر القاهرة يشكّل نقطة تحول في استراتيجية الشبكة الرامية لتحفيز نشر منهجية صحافة الاستقصاء وتسليح الصحافيين بأدوات رقمية ومهارات احترافية لإنجاز تحقيقات في العمق تحاكي التجارب العالمية.
يشار إلى أن أريج تساهم في مؤتمرات صحافة الاستقصاء العالمية وترتبط بعلاقات شراكة وتعاون مع شبكات الاستقصاء في مناطق أخرى من العالم.
يشتمل مؤتمر القاهرة على ورشات عمل تفاعلية لقياس نجاحات الإعلام وهفواته في مرحلة التحول، كما يضع تحت المجهر أفضل الأساليب لتغطية أخبار اضطرابات وأحداث عصيبة قد تترك صدمات نفسية لدى الصحافي وجمهور القراّء.
طيلة أيام المؤتمر، تعقد ورشة عمل متقدمة حول استخدام (لوحة القيادة) الخاصة بالتحقيقات الاستقصائية؛ تعقب المال المنهوب خلف أسماء وشركات وهمية. ويتلقى الصحافيون أيضا نصائح لكشف محاولات تزوير الانتخابات والتمويل غير القانوني للحملات الانتخابية وضمان السلامة الشخصية للصحافيين أثناء البحث عن الحقائق.
وعلى غرار المؤتمرات السابقة، ينخرط المشاركون في محاضرات تسلط الضوء على تقنيات توظيف الحاسوب في تطوير صحافة الاستقصاء وجمع المعلومات، يطلعون على أهم التحقيقات المنشورة في دول انتشار أريج ويناقشون أسس تطوير الأفكار وتحويل القصص المكتوبة إلى تقارير متلفزة.
كما يتابعون أعمال طاولتين مستديرتين: الأولى تحت عنوان “مستقبل الصحافة الاستقصائية في مساقات الإعلام في الجامعات العربية” والثانية حول “خصائص وآليات بناء فريق الاستقصاء وتعزيز ثقافة الاستقصاء في وسائل الاعلام المتعددة من صحف، راديو، تلفزيون ومواقع الكترونية”.
في ختام المؤتمر، توزّع الشبكة جوائزها السنوية عن أفضل تحقيقات نشرت/ بثت بين خريفي 2011 و2012، إلى جانب جائزة نقدية قدرها 3000 دولار، تمنح لأول مرّة لأفضل صحافي/ة أنجز/ت تحقيقا سياسي الصبغة.
وتأمل أريج أخيرا في أن يشكّل هذا المؤتمر منصة متجددة لتبادل الأفكار والتشبيك بين الشباب العرب والأجانب، ضمن استراتيجيتها الرامية لرفع سوية صحافة “نبش الحقائق” وأتمتة أدواتها لتواكب آخر الإنجازات الاستقصائية على الساحة الدولية.
يعقد مؤتمر أريج هذا العام بدعم من المانحين الدوليين الرئيسيين؛ الوكالة السويدية للتنمية الدولية (SIDA)، منظمة دعم الإعلام الدولي (IMS) الدنماركية ومنظمة المجتمع المفتوح (OSF). ويشارك في رعاية هذا المؤتمر يومية “المصري اليوم” المستقلة، السفارة النرويجية في عمّان، البنك الأردني الكويتي/ عمان، آرامكس وشبكة تلفزيون (أون تي في) المصرية الخاصة.