عمان – السبت، 17 تشرين الثاني/ نوفمبر، 2012 – يلتئم في القاهرة الجمعة المقبلة مؤتمر أريج السنوي الخامس بمشاركة 360 صحافي وأكاديمي عربي وأجنبي ينتظمون على مدى ثلاثة أيام في ورش عمل، طاولات مستديرة ومحاضرات مكثفة تستهدف توطين صحافة الاستقصاء الممنهجة وإدامتها في غرف الأخبار وكليات الإعلام في العالم العربي.
تحت شعار: “تقصّي أصحاب النفوذ: واجبات الإعلام”، يكتسب هذا المؤتمر أهمية استثنائية لجهة فرادة المشاركين فيه، مكان انعقاده، توقيته في قلب المتغيرات التي تجتاح الدول العربية منذ مطلع 2010. يأتي ذلك بينما يتواصل الشد والجذب تتواصل بين حكومات ما بعد الثورة التي تصر على بقاء الاعلام بوقا لها، ووسائل إعلام خاصة تحاول لعب دور السلطة الرابعة لتسريع التحول صوب الديمقراطية، وإعلام رسمي لم يصله بعد ربيع الثورات.
اختيار القاهرة لاحتضان مؤتمر شبكة (إعلاميون من أجل صحافة استقصائية عربية) يأتي في إطار اللامركزية التي تنتهجها أريج في دول انتشارها التسع؛ مصر، الأردن، سورية، لبنان، فلسطين، العراق، البحرين، اليمن وتونس.
يستقطب المؤتمر خبراء عالميين في صحافة الاستقصاء، أساتذة جامعات وطلبة من كليات الإعلام في تلك الجامعات، مدربين ومشرفين وصحافيين في شبكة أريج، الآخذة بالإتساع يوما بعد يوم.
وتقول المديرة التنفيذية للشبكة رنا الصباغ إن تنوع خلفيات المشاركين في المؤتمر ومحاضرات الخبراء الأجانب والعرب يسلّحان الأريجيين العرب بأدوات إبداع وتقصّي ضرورية لكشف ممارسات المتنفذّين في الحقبة الجديدة. وتأمل الصباغ في أن يسهم المؤتمر في إغلاق دائرة مأسسة صحافة الاستقصاء، عبر ترسيخ هذه المنهجية داخل وحدات مستقلة تابعة لغرف الأخبار، تشجيع إدخالها ضمن مساقات كليات الإعلام على الساحة العربية وتأهيل جيل جديد من الصحافيين الاستقصائيين متعدد الأدوات في الكتابة لوسائط إعلام مختلفة.
ويشتمل المؤتمر على ورشات عمل تفاعلية لقياس نجاحات الإعلام وهفواته في مرحلة التحول، كما يضع تحت المجهر أفضل الأساليب لتغطية أخبار اضطرابات وأحداث عصيبة قد تترك صدمات نفسية لدى الصحافي وجمهور القراّء.
طيلة أيام المؤتمر، تعقد ورشة عمل متقدمة حول استخدام (لوحة القيادة) الخاصة بالتحقيقات الاستقصائية؛ تعقب المال المنهوب خلف أسماء وشركات وهمية. ويتلقى الصحافيون أيضا نصائح لكشف محاولات تزوير الانتخابات والتمويل غير القانوني للحملات الانتخابية وضمان السلامة الشخصية للصحافيين أثناء البحث عن الحقائق.
كما يتابعون نقاشات طاولتين مستديرتين: الأولى تحت عنوان “مستقبل الصحافة الاستقصائية في مساقات الإعلام في الجامعات العربية”والثانية حول “خصائص وآليات بناء فريق الاستقصاء وتعزيز ثقافة الاستقصاء في وسائل الاعلام المتعددة من صحف، راديو، تلفزيون ومواقع الكترونية”.
يشارك في الطاولة الأولى 28 من أساتذة كليات الإعلام في 21 جامعة داخل الأردن، مصر، لبنان، تونس، فلسطين واليمن. وينضم إلى المتحاورين 27 طالبا وطالبة من هذه الجامعات، من أجل إثراء النقاش، بحثا فضلى آليات إدخال مساقات صحافة استقصاء من وحي دليل أريج الإرشادي: “على درب الحقيقة”. فغالبية الجامعات العربية، بخاصة الحكومية، التي تدرس تخصص الصحافة لا تدرج الصحافة الاستقصائية كعنوان ضمن مناهجها المقررة.
وفي الثانية يشارك رؤساء تحرير ومديرو وحدات صحافة الاستقصاء التي انشئت بدعم من أريج في (راديو البلد)، صحيفة (الغـد) وقناة (رؤيا) التلفزيونية/ الأردن، وقناة (الجديد) وصحيفة (الحياة) اللندنية/ لبنان إلى جانب صحف الوطن، الشروق والمصري اليوم وتلفزيون النهار في مصر.
في ختام المؤتمر، توزّع الشبكة جوائزها السنوية عن أفضل تحقيقات نشرت/ بثت بين خريفي 2011 و2012، إلى جانب جائزة نقدية قدرها 3000 دولار، تمنح لأول مرّة لأفضل صحافي/ة أنجز/ت تحقيقا سياسي الصبغة.
وعلى غرار المؤتمرات السابقة، يتابع المشاركون آخر تقنيات توظيف الحاسوب في تطوير صحافة الاستقصاء وجمع المعلومات، كما يطلعون على أهم التحقيقات المنشورة في دول انتشار أريج، ويناقشون أسس تطوير الأفكار وتحويل القصص المكتوبة إلى تقارير متلفزة.
وتأمل أريج أخيرا في أن يشكّل هذا المؤتمر منصة متجددة لتبادل الأفكار والتشبيك بين الشباب العرب والأجانب، ضمن استراتيجيتها الرامية لرفع سوية صحافة “نبش الحقائق” وأتمتة أدواتها لتواكب آخر الإنجازات الاستقصائية على الساحة الدولية.