القاهرة، 5 شباط (فبراير) – نالت شبكة (أريج) التقييم الأول بين تسعة مشاريع إعلامية تنشط على امتداد العالم العربي ضمن حزمة برنامج الشراكة الدنماركية-العربية المنبثق عن وكالة التعاون الدنماركي/ وزارة الخارجية الدنماركية.
جاء ذلك خلال حلقة تقييم متخصصة اختتمت في القاهرة مساء الإثنين لمناقشة تقرير مستقل أجراه مكتب التدقيق الخارجي التابع للوزارة للتأكد من فعالية مشاريع في محور الإعلام كلّفت أكثر من 33 مليون دولار في إطار برنامج الشراكة، الذي أطلق قبل عقد.
وجدت الهيئة أن شبكة إعلاميون من أجل صحافة استقصائية عربية سجّلت أفضل نقاط على الإطلاق فيما يتصل بالكفاءة، حسن الإدارة ومستوى المردود قياسا مع الاستثمار منذ انطلاقتها من عمان عام 2006 لتعزيز ثقافة صحافة الاستقصاء النادرة غالبية غرف التحرير وكليات الإعلام في المنطقة.
وحصلت أريج على موقعا متقدما باعتبارها “قصّة نجاح” في التقييم الذي استمر خمسة شهور تخلله تدقيق وثائق ومقابلات شخصية مع الذين استفادوا من تدريب الشبكة لتطوير مهارات الاستقصاء – أساس عمل السلطة الرابعة.
وقال يواكيم رافيلبرغ من فريق عمل التقييم أمام جلسة القاهرة التي شارك فيها ممثلون عن هذه المشاريع الإقليمية المستفيدة من برنامج الشراكة إن أريج “ربما لم تتحول بعد إلى نموذج ضخم، لكّنها على الطريق للوصول إلى هذا التوصيف وهي بالتأكيد قصّة نجاح”.
من جانبها، علّقت مديرة أريج التنفيذية الزميلة رنا الصباغ التي حضرت اجتماع القاهرة على نتائج التدقيق بالقول إن “شهادة المقيّمين تضع مسؤولية أكبر على شبكة أريج وصولا إلى ترسيخ صحافة الاستقصاء بمنهجية متقدمة في البلدان العربية”.
ورأت الصباغ أن هذا التقييم “لم يأت من فراغ وإنما يعكس التزام مجلس الإدارة، أعضاء مكتب السكرتاريا الإقليمي في عمان، والزملاء الأريجيين من محررين صحافيين، وأساتذة إعلام وطلبة جامعات لصالح ثقافة التميز المهني في الاعلام”.
جميع هؤلاء الشركاء “ساهموا في إنجاح مهمة شبه مستحيلة تنفذّها الشبكة وآمنوا بأهمية تفعيل دور السلطة الرابعة في المراقبة والمساءلة عبر إنجاز تحقيقات قائمة على حقائق موثقة بهدف تحسين الواقع”.
ودرس المقيمون المستقلون كفاءة تسعة مشاريع استفادت من تمويل برنامج الشراكة العربية الدنماركية، وفق المعايير التالية:
الثقل ودائرة التأثير: شبكة أريج الرائدة تتماشى مع هدف رفع معايير الإعلام؛ أعضاء مجلس الإدارة الدنماركيون يساهمون في إثراء الحوار والإدارة.
الكفاءة: معدل انتاج قصص مرتفع، مع أن تطوير هذه الكفاءة يصطدم بضعف الإسناد المفترض أن يوفره بعض مؤسسات الإعلام. كما أن استراتيجية الشبكة لا تتضمن خطّة تسويق ورسم أهداف نوعية سنوية.
الفعالية: ارتفاع معدل قبول تحقيقات أريج النوعية لدى وسائل الإعلام والجمهور. تم تأسيس ست وحدات استقصائية في غرف الأخبار؛ بينما ينهمك قارعو الناقوس (من الصحافيين) في اقتراح قضايا شيّقة معزّزة بأدلة لبناء تحقيقات استقصائية ناجحة. وبات شعار أريج مقترنا بقصّة نجاح لدى صناعة الإعلام في الإقليم؛ بينما تتسع دوائر التشبيكات الالكترونية (فيس بوك وتويتر).
نطاق التأثير: درّبت أريج 700 صحافي/ة في دول المنطقة. وبعد نشر 160 تحقيقات في العمق، تحرّكت السلطات في بلدان عربية لإصلاح الخلل وسوء الإدارة- من قبيل إغلاق مكب نفايات في سورية (2009) بعد كشف آفات ناجمة عنه وأيضا تدخل الملك عبد الله الثاني شخصيا (2012) لإنهاء إساءات واعتداءات بحق مرتادي مدارس خاصة مخصصة لذوي الإعاقة الجسدية في عمان. وكذلك تعقب مسارات تهريب أموال وتسييل أصول العديد من مساعدي الرئيس المصري السابق حسني مبارك.
في ضوء هذه التحقيقات يتعمق دور الصحافة الرقابي، فيما يقترح الجمهور قضايا جديدة لمعالجتها ويساهم في توفير أدلة.
الاستدامة: اعتماد على الجهات المانحة. على أن إدارة أريج مستعدة لخوض مسالة جمع التمويل اللازم للاستدامة. وتخطط إدارة الشبكة لبناء إطار رقابة وتقييم ذاتي. وتتضمن استراتيجيتها توسيع التشبيك المحلي في دول الانتشار وتطوير مساقات تعليمية/ إرشادية.