5 ديسمبر 2020 – عمّان
شهد ملتقى أريج الرقمي الأول في يومه الثاني 7 جلسات حوارية تحدثت بمجملها عن التحديات التي يواجهها الصحفيون والصحافة الاستقصائية عشر سنوات بعد الربيع العربي، وفرص التعاون المشترك وسلامة الصحفيين.
في الجلسة الأولى أضاءت الصحفية ديما حمدان رئيسة تحرير شبكة ماري كولفن للصحفيات على ميزات العالم الإفتراضي وتقديم الدعم والإرشاد رقميا للصحفيات،إذ تستمر أعمالهن من دون التأثر بالقيود كما حصل مع جائحة كورونا. وتحدث في الجلسة
نجلاء ابو مرعي كبيرة المقدّمين في التلفزيون العربي ومحاسن مقداد مراسلة و منتجة تلفزيونيّة مستقلة.
وأدارت إليزابيت كانتينيس المديرة التنفيذيّة لتحالف لدعم الممارسات الصحفية الآمنة والمسؤولة للصحفيين المستقلين في جميع أنحاء العالم جلسة حول أفضل نماذج عقود العمل للصحفيين المستقلين. الجلسة ركزت على المسائل الرئيسة التي يجب مراعاتها عند التفاوض على عقد. ألكسندر باباكريستو، المدير التنفيذي لمركز Vance نبه الصحفيين المستقلين إلى أهمية توقيعهم لعقود عند الاتفاق على إنجاز مواد لصالح المؤسسات الصحفية. من جهتها نصحت المخرجة سارة جزيري الصحفيين المستقلين بقراءة عقودهم جيدا، وعدم التردد في التفاوض على بنودها للحصول على أفضل شروط عمل ممكنة.
وأطلقت أريج ورقة سياساتها حول مكافحة المعلومات المضللة في العالم العربي بالشراكة مع مؤسسة فريدريش ناومان للحرية، باللغتين العربية والإنجليزية ووجدت ورقة السياسة هذه أن الخوف المرتبط بالوباء، وعدم الثقة المجتمعيّة في تعامل الحكومات مع الوباء.
وأشارت د.نهى عاطف الباحثة في الإعلام التقليدي وإعلام المواطن وعملت بشكل مباشر على ورقة السياسات إلى تجاوزات أخلاقية من إعلاميين في فترة كورونا وذلك باستخدام كلمات فيها تعالٍ واتهامات للمصابين بانهم سبب بزيادة أعداد المصابين. فيردي فرحات أوزسو، مدير برنامج الشبكة الدولية لتقصي المعلومات (IFCN) يقول أن الكثيرين شاركوا بانتشار الشائعات خلال جائحة كورونا، الامر ليس ظاهرة عربية بل رأيناها في جميع دول العالم. تحققنا من 9000 خبر من 70 دولة كتبت ب 40 لغة لمكافحة المعلومات المغلوطة.
رولا مخايل، المديرة التنفيذية لمؤسسة مهارات وهي منصة رقميّة مستقلة تركّز على قضايا حرية التعبير، تقول أن التطور في أدوات التحقق والبعد التكنولوجي ساهمت في احتضان صحفيين متخصصين في تدقيق المعلومات وهذا ضروري لاعادة الثقة للأخبار.
وفي جلسة موازية بعنوان ” كتابة المنح الفعالة لمشروعك” قدم ثلاثة من كبار ممولي الصحافة الدولية مجموعة من النصائح للصحفيين المستقلين الراغبين بالحصول على منح لتنفيذ قصصهم، حول آلية تقديم الطلبات ومضمونها الذي يكفل لهم الفوز بهذه المنح.
جين دينغ، المشرفة على برامج المنح والجوائز في المؤسسة الإعلامية الدولية للمرأة، لفتت إلى أهمية أن يكون مقدم الطلب مبدعا في اختياره للموضوع، وأن يضع ميزانية معقولة ومناسبة لحجم القصة التي يريد تنفيذها، وأن يوضح بالتفصيل خطته لنشرها.
وأشار داستن رينويك، كبير مسؤولي البرامج لمنح رواية القصص في” National Geographic Society” ، إلى الأخطاء الشائعة التي يرتكبها مقدمو الطلبات، ونصح الصحفيين بالتزام الدقة قدر الامكان في عرضهم والابتعاد عن السرد الغامض. أما مايك ديفيس، مدير منح” Alexia التي تركز على القصص البصرية، فنصح الصحفيين بتضمين طلباتهم وصفا مشهديا للقصة التي يريدون تنفيذها.
في يومه الثاني، شهد ملتقى أريج-2020 جلسة حوارية بعنوان”فرص، تحدّيات ومصادر – شرق أوروبا والشرق الأوسط” أدارتها مؤسسة موقع “أنا إنسان” الصحفية التونسية أمل مكي وأشارت فيها الأريجية هلا نصرالدين إلى أن الصحفيين أكثر عرضة من غيرهم للخطف من الجماعات الارهابية، لذا يتوجب على الصحفي معرفة الانتماءات والفصائل المختلفة وتقييم المخاطر الشاملة قبل المباشرة بالعمل، وركز الدكتور محمد سامح أمين سر المفوضية المصرية للحقوق والحريات (ECRF) – أوروبا على أوجه التشابه والتوازي بين أوروبا الشرقية والشرق الأوسط في السياسات والنضالات والآمال
أوليغ خومينوك، عضو في مجلس إدارة GIJN وكبير المستشارين الإعلاميّين في شبكة إنترنيوز استعرض المنح والزمالات المقدمة لدول الشرق الأوسط كفرص للعمل على قصص من بلدانهم.
وفي جلسة أدارتها الإعلامية اللبنانية جيزيل خوري تحدث مجموعة من الصحفيين العرب عن وضع الحريات الصحفية، والصحافة الاستقصائية، بعد مرور عشر سنوات على الربيع العربي، وما شهدته المنطقة من تحولات واضطرابات.
إلياس حلّاس، المدير التنفيذي لموقع Twala.infoفي الجزائر وصف حال الحرية الصحفية في بلاده بالسيئ، حيث يواجه العديد من الصحفيين تضييقا متزايدا على حريتهم في البحث والنشر، عدا عن تعرض بعض المنصات للحجب من قبل السلطات الرسمية من دون توضيح الأسباب.
ومن جهته اعتبر مالك خضراوي، مدير موقع www.inkyfada.com من تونس أن العالم العربي يشهد ثورة صحفية على مستوى المضمون.
وأشارت الصحفية ديانا مقلد من موقع “درج” إلى أن المنطقة العربية لم تعرف صحافة الاستقصاء إلا في السنوات العشر الأخيرة، لاعتبارات كثيرة يرتبط بعضها بالقبضة الأمنية في كثير من الدول، لافتة إلى أن التعاون العابر للحدود بين الصحفيين الذي نشهده اليوم يخفف الكثير من الأخطار التي قد يتعرض لها الصحفي الاستقصائي.
وأكد الصحفي الاستقصائي السوري علي الإبراهيم على هذه الفكرة، موضحا أن إنجاز تحقيقات استقصائية مهمة، كشف الكثير من الفاسدين والمجرمين أمام الجمهور، الأمر الذي اعتبره الإبراهيم شكلا من أشكال المحاسبة.
وانتهى اليوم بمرح “ليلة الترفيه مع سامية عايش” إذ انضم 200 صحفي وصحافية مرتدين لباس بلادهم التقليدي للمشاركة بمسابقات تعليمية ترفيهية عبر تطبيقات وبرامج رقمية . وتختتم أعمال الملتقى مساء الأحد بإعلان جوائز أريج للصحافة الاستقصائية لعام ٢٠٢٠ لأفضل التحقيقات الاستقصائية العربية.
تلقى (أريج) جلّ تمويلها من المنظمة السويدية للتعاون الدولي (SIDA)، وزارة الخارجية الدنماركية (DANIDA)، برنامج الشراكة الدنماركية العربية (DAPP)، منظمة دعم الإعلام الدولي (IMS) الدنماركية، مؤسسات المجتمع المفتوح (OSF)، سفارة هولندا في عمان (Netherlands Embassy in Amman)، صندوق الأمم المتحدة لدعم الديمقراطية (UNDEF)، مؤسسة فريدريش ناومان الألمانية (FNF)، الصندوق الوطني للديمقراطية (NED)، مكتب الديمقراطية وحقوق الإنسان والعمل (DRL)، ومشروع مكافحة الفساد والجريمة المنظمة (OCCRP).
ويشمل سجل شركاء ملتقى (أريج) لهذا العام هيئات ومنظمات دولية متعددة منها: منظمة فري برس انلمتد (FPU)، مشروع مركز الإعلام المفتوح (OMH)، منظمة طومسون (TF)، الوكالة الفرنسية لتطوير الإعلام (CFI)، مشروع فيسبوك للصحافة (FJP)، المنظمة النرويجية للصحافة الاستقصائية (SKUP)، الشبكة العالمية لصحافة الاستقصاء (GIJN)، برنامج المرأة في الأخبار- وان ايفرا (WAN IFRA – WIN) شبكة ماري كولفن للصحفيات (MCJN)، سفارة السويد في عمان، منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة (يونسكو)، مشروع أبطال الإعلام – أكاديمية دويتشه فيله الألمانية (DW Akademie)، المنظمة الدولية لإعلام المرأة (IWMF)، تحالف (ACOS)، منظمة روري بيك تراست (RPT)، ومنظمة فرونتلاين فريلانس ريجستر (FFR)، مؤسسة سمير قصير (SKeye)، برنامج (Security Assistance Monitor)، مركز السياسة الدولية (CIP)، مركز تحقيقات عالم الظل (SWI)، هيئة مراقبة تجارة التبغ العالمية (STOP)، انترنيوز (Internews)، شبكة الصحافيين الدولية (ICFJ)، موقع Finance Uncovered للتحقيقات، موقع Bellingcat للتحقيقات، مشروع SAFE من منظمة آيريكس (IREX)، موقع حبر الإخباري، شبكة الصحافة الأخلاقية (EJN)، ومبادرة جوجل للأخبار (GNI).