الأمير علي: الملك سيوجه الحكومة لمتابعة مطالب الأيتام بدءا بالأولويات
نادين النمري
عمان – أعلن سمو الأمير علي بن الحسين بعد عصر أمس أن جلالة الملك عبد الله الثاني سيقوم قريبا بزيارة لرئاسة الوزراء، وتوجيه الحكومة، لمتابعة مطالب الأيتام ومجهولي النسب، بدء بالأولويات، كالرقم الوطني والتأمين الصحي.
جاء ذلك، خلال مداخلة لسمو الأمير علي على صفحته على موقع التواصل الاجتماعي “تويتر”، وبعد ساعات فقط، من اعراب سموه عن خيبة أمله الكبيرة، بعد سماعه خبر فض اعتصام الأيتام ومجهولي النسب، على الدوار الرابع فجر الجمعة.
في السياق، أكد المعتصمون من خريجي دور الرعاية تعرضهم لـ”الضرب والإهانة اللفظية”، قبل أن يفض الأمن العام اعتصامهم أمام رئاسة الوزراء أمس بالقوة ويتم ايقافهم لساعات في المراكز أمنية.
وفي الوقت الذي أعرب به هؤلاء عن يأسهم في تحقيق مطالبهم وتوجههم للسفارة البريطانية لطلب اللجوء الإنساني، اعتبرت وزارة التنمية الاجتماعية في بيان صحفي لها أن “الاعتصامات المتكررة التي قام بها عدد من المواطنين باسم الأيتام لا تتسق مع أحقية تحقيق المطالب والبحث في الحلول المناسبة لها”.
وقالت الوزارة إن “القائمين على اعتصام الدوار الرابع ليسوا أيتاما، كون تعريف اليتيم يقترن بالطفولة أما المعتصمون فأعمارهم تزيد على 20 عاما”.
وأكدت أنها تولي خريجي دور الرعاية اهتماما كبيرا وتقدم لهم خدمات الرعاية اللاحقة التي تساعدهم على الاندماج في مجتمعاتهم وتؤمن لهم سبل الحياة الكريمة، مشيرة إلى “عدم وجود أي من أطفال دور الرعاية الايوائية بين المعتصمين”.
الناطق الرسمي باسم الأيتام ومجهولي النسب علاء الطيبي أكد، خلال المؤتمر الصحفي، “أنه تم الاعتداء على الاعتصام فجر أمس أثناء نوم المعتصمين على الدوار الرابع، وتلفظ المعتدون بألفاظ نابية نعتتهم بأنهم أبناء حرام وغير مرغوب بهم في المجتمع الأردني”.
وأضاف “ان الأيتام سيتوجهون مشيا على الأقدام إلى السفارة البريطانية للتقدم بطلب اللجوء الإنساني بعد الاعتداء الذي حصل لهم فجر أمس”.
وكان خريجو دور الرعاية عادوا للاعتصام على الدوار الرابع الأربعاء الماضي،
للمطالبة بتنفيذ مطالبهم بعد أقل من عشرة أيام على فضهم لاعتصامهم الأول بعد أن تعهدت الحكومة بتنفيذ مطالبهم.
وأكد الطيبي “تجاهل” الحكومة ممثلة بوزارة التنمية الاجتماعية بالرغم من تنفيذ الأيتام عدة اعتصامات كان آخرها اعتصامان مفتوحان على الدوار الرابع للمطالبة بتعديل أرقامهم الوطنية المميزة برقم 2000 وتأمين فرص عمل لهم في المؤسسة الحكومية والعسكرية، بالإضافة إلى إعطائهم الأولوية في المساكن التي تقدمها وزارة التنمية الاجتماعية.
بيد أن الوزارة أكدت أنها اتخذت مجموعة من الاجراءات حيال مطالب خريجي دور الرعاية، إذ إن موضوع الرقم الوطني تم إحالته إلى وزير الداخلية من أجل الايعاز بايجاد حل للمشكلة، أما مطلب إعطاء الجنسية للخريجين أو المنتفعين من غير حملة الجنسية الأردنية فسيتم التعامل مع كل حالة على حدة عن طريق وزارة الداخلية لايجاد الحل المناسب وفق التشريعات النافذة.
وحول الاستراتيجية الوطنية للايتام، قال البيان ان الترتيبات الفنية انهيت لاخراج الاستراتيجية، وإنها الآن بانتظار الاطلاق الرسمي لغايات التنفيذ.
ولفت البيان إلى أنه تم تجنيد 8 أيتام في القوات المسلحة على حساب النقص العام كحالات انسانية، كما تم مخاطبة رئيس هيئة الأركان المشتركة بأسماء 79 خريجا لتجنيدهم في القوات المسلحة ومخاطبة المؤسسات الامنية بأسماء 34 خريجا ليتم تجنيدهم فيها.
كما أشار إلى أن الوزارة خاطبت مديرية الأمن العام بأسماء من لهم قيود أمنية لحل مشاكلهم لغاية حصولهم على فرص عمل مناسبة، فضلا عن توظيف عدد منهم في الفنادق.
وأوضحت الوزارة انه تم عقد اتفاقية مع مؤسسة الأميرة تغريد للفنون والحرف لتدريب الخريجين، حيث تم تأهيل 25 خريجا من الجنسين بمهن حرفية ويدوية مختلفة، وقامت المؤسسة بتعيين أغلب الخريجين، فضلا عن تعيين نحو 40 خريجا وخريجة في الوزارة ومكاتبها في الميدان، وتعيين 5 آخرين لدى شركة المناصير.
وأضاف انه تم استحداث برنامج للرعاية اللاحقة في الوزارة والذي سيقدم قروضا إنتاجية لهم.
وقال البيان انه استفاد من مشروع مساكن الأسرة الفقيرة 18 خريجا بمبلغ اجمالي 288 ألف دينار، ويتم اعطاء الاولوية في توفير المسكن لمن اقترن بالزواج من خريجي دور الرعاية.
اما بالنسبة الى الفتيات الخريجات، فإنه يتم استيعابهن في بيوت اليافعات التي أنشئت بمكرمة ملكية سامية منذ العام 2008 لمن ترغب في الاستفادة من هذه البيوت وتلتزم بأنظمتها وتعليماتها ولحين قدرتها على الاستقلال والاعتماد على الذات. وبخصوص التأمين الصحي، أكد البيان ان مجلس الوزراء وافق على تغطية نفقات معالجة خريجي دور الرعاية الإيوائية / فئة غير القادرين من مخصصات المعالجة الطبية ضمن موازنة وزارة الصحة اعتبارا من بداية الشهر الحالي، وتم شمول خريجي دور الرعاية الاجتماعية ممن يقل دخلهم الشهري عن 180 دينارا بمظلة التأمين الصحي ومعاملتهم معاملة الاسر الفقيرة، وتم التعميم على مديريات التنمية الاجتماعية الميدانية لاجابة طلب كل من يتقدم بطلب الحصول على بطاقة تأمين صحي.
وأشار البيان إلى أن الوزارة تدفع سنويا للصندوق 250 ألف دينار لصندوق الأمان، إذ قام الصندوق بتدريس وتدريب وتأهيل ما مجموعه 1700 يتيم ويتيمة يعيشون ضمن أسر أقاربهم وضمن دور الرعاية، بحيث يقدم لهم السكن الملائم والمصروف الشخصي ورسوم الدراسة أو التدريب إضافة الى التأمين الصحي الخاص أو في الخدمات الطبية الملكية.
كما توفر الوزارة معونة للزواج، استفاد منها 50 خريجا وخريجة فضلا عن تزويد المساكن الزوجية بالأثاث اللازم لبدء الحياة الزوجية والمساهمة في تكاليف حفلات الزواج بقيمة اجمالية بلغت 100 ألف دينار، وتجري مراسم الزواج وفق التشريعات السارية وبموافقة الطرفين الكاملة. وأكد البيان أن الوزارة قدمت إلى 157 من خريجي مراكز الإيواء ما مجموعه 188 ألف دينار سنويا، فيما تضمن البيان أسماء 11 شخصا من المعتصمين وقيمة المساعدات التي تلقوها من الوزارة.
الى ذلك، نقل خريجو دور الرعاية مساء أمس اعتصامهم إلى دوار عبدون، مؤكدين تمسكهم بحقهم في المطالبة بتلبية حقوقهم إلى ان يتم الاستجابة لها.