عمان، 9 حزيران (يونيو) 2013 – أطلقت مؤسسة تومسون- رويترز وشبكة إعلاميون من أجل صحافة استقصائية عربية (أريج) اليوم الأحد باكورة ورشاتها التدريبية ضمن مشروع “حوكمة” في الأردن والذي سيمتد لعام كامل لتعزيز مهارات الصحفيين في تغطية قضايا الحكم الرشيد والفساد
المشروع الممول من قبل برنامج الشراكة العربية التابع لوزارة االخارجية والكومنولث البريطانية، سيعمل على تدريب حوالي 45 صحافيا وصحافية من وسائل الإعلام المحلية العامة والخاصة: اذاعة وتلفزيون، مواقع إخبارية الكترونية وصحافة ورقية، وضمن ثلاث ورش عمل متتالية على امتداد فترة المشروع، بغية إنتاج تقارير إخبارية وتحقيقات استقصائية في العمق لكشف قضايا تهم الرأي العام تفعيلا لمبدأ المساءلة والرقابة باعتبارها من صلب مهام السلطة الرابعة.
أطلق المشروع برعاية السفير البريطاني في الأردن بيتر ميليت وبحضور عضو مجلس هيئة مكافحة الفساد رمزي نزهة، والسيدة جو وير، مديرة ترست ميديا (ذراع التدريب والتطوير لمؤسسة تومسون –رويترز العالمية) التي دربت أزيد من 10,000 اعلامي حول العالم.
وأكد السيد ميليت على أن دعم السفارة البريطانية لورش تدريب الصحافيين من خلال برنامج الشراكة العربية عائد لأهمية حرية التعبير بالنسبة لها بوصفها “من أهم المبادئ التي نؤمن بوجودها في أي بلد في العالم”.
وتابع قائلا: ونحن نعرف إن حرية المواقع الالكترونية تعد موضوعا حساسا في هذا الوقت لكن الصحافة المهنية والمسؤولة هي العمود الفقري لأي بلد ديمقراطي وكل واحد منكم كصحفي له دور مهم جدا في البحث والكشف عن مواقع الفساد كما لكم دور كبير في كشف مواقع عدم الفاعلية في عمل الحكومة”. وختم قائلا:” ولكن طبعا عليكم القيام بذلك بمهنية ومسؤولية”.
واعتبر عضو مجلس هيئة مكافحة الفساد رمزي نزهة، أن علاقة مؤسسات الدولة بالصحافة فيما يخص مكافحة الفساد “تبادلية وتكاملية” تقوم على محورين أساسين، الأول يتعلق “بإنفاذ القانون بصفة الهيئة هي الجهة المسؤولة عن هذا الأمر”. وطالب نزهة وسائل الإعلام والصحفيين بالمساعدة على تفعيل هذا المحور عبر “التحلي بالمصداقية، تجنب المغالاة في نشر الخبر والتركيز على نشر الحقائق كما هي بعيدا عن التشهير، التحيز واغتيال الشخصية”.
وفيما يخص المحور الثاني ( الوقاية والتوعية) أكد نزهة على أهمية دور الإعلام “بنشر الوعي الوقائي والأخلاقي حول خطورة الفساد وأثره على المجتمعات إضافة لتسليط الضوء على الثغرات التي يمكن من خلالها ارتكاب أفعال الفساد”.
وقالت السيدة وير أن مؤسسة تومسون – رويترز ستطلق برنامجا مماثلا لبرنامج “حوكمة” الأردني في مصر خلال الأسابيع القادمة. وأعلنت عن نية المؤسسة تعيين صحفي متفرغ خلال الشهور القادمة للعمل على إنتاج تقارير حول الحاكمية في العالم العربي، وأضافت ” واثقون من أن هذا الصحفي / الصحافية سيعمل/ستعمل عن قرب مع زملائه/ها في مشروع الحوكمة في الأردن ومصر”.
وبدورها، شجعت المديرة التنفيذية لشبكة أريج رنا الصباغ الصحفيين المشاركين على الالتزام بالعمل لصالح المشروع بوصفه ” فرصة نادرة لتطوير مهاراتهم الصحفية في مجال مكافحة الفساد وتعزيز الشفافية”. وقالت الصباغ: ” أنتم ضمير الرأي العام… وعليكم ان تمتلكوا الأدلة على كل معلومة تنشرونها، وأن تحافظوا على مصداقيتكم بامتلاك الوثائق لكل معلومة بحوزتكم، وبهذا لن يتمكمن الفاسدون من هزيمتكم ولن يتمكن أحد من الطعن بنزاهتكم الشخصية والمهنية”.
وأضافت “إن التحديات أمام الصحافيين كثيرة ومتشعبة، بعضها عائد إلى تدني معايير المهنية إضافة إلى عقلية السرية لدى المسؤولين، وعدم تفعيل قانون ضمان حق الحصول على المعلومات على أرض الواقع، وغياب الحماية للمبلغين والشهود، كل ذلك يشكل عقباتفي وجه العمل الصحفي المهني”.
سيشرف على المتدربين محرر مخضرم سيعين من قبل المشروع للإشراف على إنجاز الصحفيين لتقارير إخبارية واستقصائية تنشر في وسائلهم الإعلامية ومن خلال صفحة على الموقع الالكتروني للشبكة (www.arij.net) تعميما للمنفعة وللوصول إلى أكبر عدد من القرآء داخل الأردن وحول العالم.
كما ستجري مراجعة المواد التي سينتجها الصحافيون لصالح المشروع قبل نشرها من قبل محامين متخصصين في قضايا المطبوعات.
إضافة لذلك ستعمل مؤسسة تومسون رويترز على ترجمة قصص مختارة للمشاركين تمهيدا لنشرها على موقعها الإلكتروني: http://www.trust.org
أريج هي شبكة الدعم الإعلامي الوحيدة في المنطقة التي تدرب، تمول وتشرف على إنجار تحقيقات استقصائية في الأردن، سورية، لبنان، مصر، البحرين، تونس، اليمن، العراق وفلسطين. كما تساهم في تأسيس وحدات استقصائية في مؤسسات اعلامية قائمة لتقديم منتج أعلامي متميز يسهم في ترسيخ ثقافة المساءلة والحاكمية الرشيدة.