خبراء يعلقون على تحقيق «الوطن» عن «طائرات الرئاسة»: إهدار لأموال الشعب

2012/09/5
التاريخ : 05/09/2012

 عبدالرحمن شلبى وطارق عبدالعزيز

أثار التحقيق الاستقصائى الذى نشرته «الوطن» أمس عن «طائرات الرئاسة»، ردود أفعال عديدة، إذ كشف مفاجآت من بينها إنفاق حسنى مبارك الرئيس السابق 3 مليارات جنيه من أموال المعونة الأمريكية على شراء طائرات رئاسية.

وقال خبراء اقتصاديون إن «أعداد الطائرات التى تخص الرئاسة مبالغ فيها، وتمثل إهداراً للمال العام، المفترض تخصيصه لمشروعات تنموية، فيما وصف بعضهم ذلك بأنه «سفه اقتصادى» وإهدار لأموال الشعب، لا بد من المحاسبة بشأنه وترشيده، خاصة فى ظل الأزمة الاقتصادية الحالية التى تمر بها البلاد»، وأجمع الخبراء على ضرورة إعادة النظر فى ترشيد الإنفاق وتخفيض عدد الطائرات الرئاسية، بما لايزيد على طائرتين أو 3 طائرات فقط، بما يؤدى إلى توفير ملايين الدولارات.

ونشرت «الوطن» فى عددها الصادر أمس تحقيقاً استقصائياً على صفحتين كشفت فيه عن إنفاق 3 مليارات جنيه من أموال المعونة الأمريكية على شراء طائرات رئاسية، بخلاف 600 مليون جنيه سنوياً تنفقها مصر لصيانة 4 طائرات فقط، من أصل 20 طائرة هى قوام السرب الرئاسى.

«المهدى»: ارتفاع تكلفة الصيانة تكشف فساداً فى مؤسسة الرئاسة.. والولايات المتحدة بها طائرة رئاسية واحدة

وكشف التحقيق أيضاً عن استخدام عائلة مبارك الطائرات الرئاسية فى رحلات شخصية، وتفاصيل بعض الرحلات الرئاسية التى أجرتها سوزان ثابت زوجة الرئيس المخلوع، وفجر التحقيق مفاجأة شراء مبارك إحدى الطائرات بمواصفات خاصة للغاية، تكلفت 59 مليون دولار وعكفت الشركة الأمريكية المصنعة على تصنيعها 3 سنوات كاملة.

وقالت الدكتورة عالية المهدى أستاذة الاقتصاد إن وجود 20 طائرة رئاسية أمر مبالغ فيه، وفسرت ارتفاع عدد الطائرات الرئاسية بقولها: «مبارك كان طياراً وغاوى طيارات هو وعائلته»، وأضافت أن تكلفة صيانة 4 طائرات بنحو 100 مليون دولار تكشف فساداً فى عملية الصيانة ومؤسسة الرئاسة.

واستشهدت «عالية» بالولايات المتحدة الأمريكية قائلة إنها تمتلك طائرة رئاسية وحيدة، وطالبت ببيع الطائرات الزائدة على الاحتياجات أو تأجيرها بما يفيد مصلحة البلاد.

واكتفى الدكتور حازم الببلاوى نائب رئيس الوزراء السابق بالقول إنه يجب ترشيد الإنفاق بتحديد إجراءات لاستخدام الموارد المتاحة بكفاءة، رافضاً الخوض فى تفاصيل استخدام الطائرات الرئاسية.

ووصف عبدالنبى عبدالمطلب باحث اقتصادى، «إمبراطورية طائرات الرئاسة» بـ «السفه الاقتصادى»، وقال: «عدد الطائرات مبالغ فيه والرئيس لن يستخدم أكثر من 5 طائرات رئاسية فى أقصى الظروف»، مشيراً إلى أن تحقيق «الوطن» يفتح الباب لمناقشة مخصصات الرئاسة بالكامل، الأصول والممتلكات الرئاسية من طائرات وسيارات وقصور، وطالب بإعادة النظر فى المخصصات المالية، وأضاف أن كل هذه الأموال تصرف من أموال الشعب والمعونة الأمريكية الموجهة للشعب، ولا يمكن أن نتحدث عن ترشيد إنفاق ورئيس الجمهورية ينفق ملايين الدولارات على صيانة طائراته، بخلاف ملايين أخرى للتشغيل».

«عبدالمطلب»: يجب مراجعة مخصصات الرئاسة والوزارات بالكامل.. و«عبدالعظيم»: أقترح ضم الطائرات الزائدة إلى القوات المسلحة

ولفت «عبدالمطلب» إلى أن ترشيد الإنفاق يجب أن يشمل جميع جهات الدولة، فالوزير يخصص له 5 سيارات بخلاف سيارات الحراسة وهو أمر مبالغ فيه أيضاً.

وقال الدكتورحمدى عبدالعظيم، الخبير الاقتصادى، إن أى إنفاق من الأموال العامة لا بد أن يجرى وفق محاسبة ورقابة محددة، والتفريط فى ذلك يعد إهداراً للمال العام، وكان يجب إنفاق تلك الأموال فى مستلزمات أخرى ذات أولوية، وليس على الطائرات الرئاسية المسخّرة لشخص رئيس الجمهورية فى وقت تعانى فيه الدولة من أزمة اقتصادية وتبحث عمن يقرضها.

وأضاف «عبدالعظيم» أن طائرتين رئاسيتين تكفيان لتغطية تحركات الرئيس، ويمكن استخدام الزائد منها فى أغراض أخرى، بضمها إلى القوات المسلحة أو وزارات أخرى تحتاجها كالصحة أو الداخلية أو بيعها أو تأجيرها.

للإطلاع على التحقيق كاملا

أخبار ذات صله