جامعات التزمت بتدريسه كمساق في كليات الإعلام "أريج" تطرح أول منهاج متخصص لتدريس صحافة الاستقصاء في العالم العربي

2014/04/28
التاريخ : 28/04/2014

عمان – 28 أبريل/ نيسان – رحّب عمداء كليات وأساتذة إعلام في 18 جامعة عربية بطرح أول دليل عربي لمنهاج أكاديميمتخصص في تدريس صحافة الاستقصاءأعدته شبكة إعلاميون من أجل صحافة استقصائية عربية (أريج) ومقرها عمان.

جاء ذلك في ختام ورشة عمل نظمّتها أريج نهاية الأسبوع استعرض خلالها مؤلف الدليل الرئيسي والخبير الأكاديمي الدولي د. مارك هنتر الفصول الثمانية عشر المتكاملة والمترابطة في سياق مقرر مادة أكاديمية لتدريس صحافة الاستقصاء ضمن “ثلاث ساعات معتمدة” في الفصل. ويضم المساق الأكاديمي في فصوله مواد تدريس مع تمارين ولوائح بمراجع عالمية، وأمثلة من واقع العالم العربي، أنجزها أريجيون.

وأعربت عشر جامعات – في الأردن، مصر، اليمن، تونس، لبنان، العراق وسورية-عن رغبتها في إدخال هذا المنهاج، بعضها بدءا من العام الدراسي 2014/2015، لتنضم إلى خمس جامعات عربية سبقتها إلى هذا الإنجاز بمشاركة أريج، بما فيها معهد الصحافة وعلوم الأخبار في جامعة المنوبة بتونس، الذي أطلق أول برنامج ماجستير للصحافة الاستقصائية في العالم العربي نهاية 2013، حين التحق به 10 طلاب.

وبهذا المساق تكتمل حلقة أهداف الشبكة في نشر صحافة الاستقصاء على عدّة محاور: غرف التحرير ومقاعد الجامعات، ضمن سعيها لترسيخ التميّز لدى طلبة الإعلام وأساتذتهم.

من جانبه، يقول الدكتور مارك هنتر المؤلف الرئيسي لهذا المساق: “اليوم نحصد ثماراً جديدة من انتشار ثقافة الاستقصاء الصحافية، التي ساهمت أريج بزرعها ونشرها في العالم العربي، ونرى هذا الكم من ممثلي الجامعات العربية يتقدمون للمشاركة في إعداد منهج موحد للصحافة الاستقصائية”.

ويرى هنتر أن هذا النجاح جاء بعد سبع سنوات على تجربة أريج في صحافة الاستقصاء، وتدريبها لمئات من الصحافيين العرب وتقديمها نماذج رائعة في التأثير والتغيير، لافتا إلى أن “كل ذلك تحقق باعتماد دليل أريج الإرشادي لدى الصحفيين العرب على نطاق واسع، بمن فيهم الذين لم يشاركوا في ورشات أريج التدريبية”. كما اعتمد هذا الدليل أكاديميون عرب لبدء تدريس هذا النوع الصحافي الذي ساهمت أريج بخلق ثقافته.

د. هنتر – أستاذ في جامعة انسياد في باريس سابقا- أشرف على إنجار المنهاج مع رجال قانون وخبراء إعلام عربا وأجانب ومشرفي أريج ومدربيها، متكئأ على دليل أريج الإرشادي: “على درب الحقيقة”، الذي تعتمده الشبكة في تدريب الصحافيين العرب منذ ست سنوات، وبدعم من منظمة اليونيسكو العالمية.

شاركت الجامعات التالية في الورشة الأخيرة:

لبنان: اللبنانية الأمريكية، رفيق الحريري، بلمند، سانت جوزيف واليسوعية.

مصر: الجامعة الأميركية في القاهرة

فلسطين: جامعة بيرزيت وكلية فلسطين الأهلية

سورية: جامعة دمشق

تونس: معهد الصحافة وعلوم الأخبار في تونس

العراق: جامعتا بغداد والعراقية

اليمن: جامعتا صنعاء وعدن

الأردن: جامعة الزرقاء الأهلية والمعهد الأردني للإعلام.

وشارك في الورشة أيضا الزميل د. البروفيسور حافظ الميرازي من مركز الأدهم في الجامعة الامريكية بالقاهرة ود. محمد سعيد محفوظ من معهد الأهرام الإقليمي للصحافة.

واعتبر الأستاذ في كلية الإعلام بجامعة صنعاء الدكتور عبد الرحمن الشامي أن “إعداد الصحافي المهني يبدأ من قاعة الدرس، وهذا ما اعتمدناه في تأسيس منهج الصحافة الاستقصائية لتدريسه والمساهمة في تأسيس هذا الشكل الصحافي المهني، مستفيدين من تجربة (أريج) في تدريب عدد من الصحافيين اليمنيين الذي ساهموا في نشر هذه الثقافة”.

أما عميد كلية الصحافة في جامعة بغداد الدكتور هاشم التميمي فيؤكد أن قناعته “بضرورة تدريس الصحافة الاستقصائية لطلاب الإعلام ازدادت  بعد مساهمات (أريج) في تدريب وتطوير الصحافيين العرب، ومنهم العراقيون”. ومضى إلى القول: “نحن اليوم في المراحل الأولى لتأسيس هذا النوع الصحافي في كلية الإعلام بجامعة بغداد، لأنه المنهج الذي سيؤسس لصحافيين مهنيين يسهمون في مكافحة الفساد وتعزيز الشفافية”.

الدكتور عربي المصري، رئيس قسم الإذاعة والتلفزيون في كلية الإعلام بجامعة دمشق، يقول من جانبه إن الكلية تعتمد نظاماً تعليمياً جديداً منذ عام 2010، يتضمن التحرير الاستقصائي بمفهومه العام ضمن المناهج. وبذلك “أصبحنا ندرسه في المقابلات والأخبار وصولاً إلى التحقيق”، على ما يضيف د. المصري، لافتا إلى “أن هذا التوجه جاء بعد نمو الوعي بهذا النوع من العمل الإعلامي، وتحقيقه نجاحات عالمية وعربية ومحلية، كل ذلك دفعنا للبدء بتدريسه في مرحلة التعليم الجامعي”. وشهدت الجامعة تسجيل أول رسالة ماجستير في هذا الاختصاص، حسبما يؤكد.

وتقول الدكتورة ميرفت أبو عوف، رئيس قسم الإعلام في الجامعة الأمريكية بالقاهرة إن الجامعة نظمت دورات تأهيلية لطلاب الإعلام على أسس الصحافة الاستقصائية، رغم عدم وجود منهج محدد لهذا النوع الصحافي”. ومع استمرار هذه الورشات، “اعتمدنا معايير شكلت منهجية لتدريس الاستقصاء في جامعتنا معتمدين على تجربتنا وعلى التجارب العربية والعالمية، منطلقين من قناعة أن: لا صحافة دون استقصاء”.

ويرى الدكتور نشأت الأقطش أستاذ الإعلام في جامعة بيرزيت، أن “صحافة الاستقصاء ساهمت في تأسيس سمعة جيدة ونتائج عملية لهذا النوع من العمل الإعلامي وبخاصة التحقيقات في عدد من الدول العربية، ومنها فلسطين. هذا الأمر شجع الجامعة على إدخال منهج الاستقصاء، رغم أننا لا نزال بحاجة لإقناع وتأهيل المدرسين التقليديين الذين يقفون في وجه هذا النوع من التطور”.

ويبدي الدكتور جورج كلاس عميد كلية الإعلام بالجامعة اللبنانية تفاؤلاً بشأن تبني الجامعات العربية لهذا النوع المعمّق والموثق من الصحافة الاستقصائية، باعتبار “الاستقصاء فكرة جديدة في العالم العربي”. ويضيف: “كان من المهم أن تدخل لمناهج الجامعات، لأنها كانت تدرس للطلاب بطرق تقليدية، وقد ساهم مدرسون تقليديون في تكريس هذا النوع ثم قاوموا في البداية التغيير والتطور”.

وكانت جامعات شريكة لأريج شرعت في تدريس الاستقصاء، منها الجامعة الأمريكية اللبنانية التي أدخلت هذا المساق عام 2013. وباشرت جامعة القديس يوسف منذ عام بتدريس الصحافة الاستقصائية ضمن ورشات عمل فصلية لمدة 12 ساعة، ضمن مساق فنون التحرير لطلبة الماجستير. وستباشر جامعة عدن (اليمن) في تدريس منهاج أريج لطلبة الماجستير في العام الدراسي 2014/2015.

يشار إلى أن أريج دربت منذ تأسيسها عام 2005 قرابة 1200 صحفي ميداني وأهّلت 30 مشرفًا ومدربًا، و100 من أساتذة الإعلام في جامعات عربية. كما أشرفت على إنجاز أكثر من 200 تحقيق استقصائي في مختلف وسائل الإعلام. وساهمت في تأسيس وحدات استقصاء في عدة وسائل إعلام في الأردن، فلسطين، مصر، لبنان واليمن.

أخبار ذات صله