بعد كشف "اليوم السابع" عن مافيا تهريبها.. "التنمية الصناعية" تطرح مزايدة لاستغلال الرمال السوداء فى البرلس بـ125 مليون دولار.. والحكومة تشترط على المستثمرين تسليم المواد المشعة لهيئة الطاقة النووية

2012/09/26
التاريخ : 26/09/2012

اليوم السابع / سماح لبيب- أعلن اللواء إسماعيل النجدى، رئيس الهيئة العامة للتنمية الصناعية، أن الهيئة ستبدأ فى طرح مشروع بين المستثمرين من كل دول العالم لاستغلال الرمال السوداء بمنطقة ساحل البرلس فى محافظة كفر الشيخ بشمال الدلتا، والتى تشمل معادن التيتانيوم والزركون والجارنيت والماجنيتايت، وذلك بالتنسيق بين وزارة التجارة والصناعة ممثلة فى الهيئة العامة للتنمية الصناعية ووزارة الكهرباء والطاقة ممثلة فى هيئة المواد النووية، مشيراً إلى أنه سيعقد اجتماع قريبا للتعريف بالمشروع للراغبين فى الاستثمار به.

وقال النجدى فى بيان له اليوم الثلاثاء، إن هذا المشروع سيقام بغرض فصل المعادن التى توجد فى الرمال السوداء للاستفادة منها فى إقامة صناعات ضخمة، وهو ما دعا وزارة الكهرباء والطاقة للتأكيد على ضرورة استغلال هذه الثروة، حيث قدر الاحتياطى التعدينى المؤكد فى هذه الرمال بحوالى 285 مليون طن تحتوى على متوسط قدره 3.4% من المعادن الثقيلة بطول 22 كيلو مترا فى القطاع الغربى الذى يقع شرق البرلس، كما يوجد احتياطى تعدينى مؤكد فى القطاع الشرقى بحوالى 48 مليون طن تحتوى على متوسط 2.1% من المعادن الثقيلة به، بخلاف امتدادات مستقبلية للخام، وهى أرقام اقتصادية بشكل جيد طبقا للدراسات التى أجريت، وأكواد التعدين الدولية.

وأشار إلى أن أسلوب الطرح سيكون على المستثمرين من خلال مرحلتين، الأولى مرحلة التأهيل الفنى والمالى، حيث يتم التأكد فيها من المقدرة الفنية والملاءة المالية للشركات المتقدمة للمزايدة، والثانية مرحلة المزايدة، ويحق من خلالها للشركات التى اجتازت التأهيل الفنى والمالى الدخول فى المزايدة مباشرة بناء على الإخطار بالتأهيل.

من ناحية أخرى كانت هيئة المواد النووية التابعة لوزارة الكهرباء والطاقة قد تقدمت بنتائج دراسة جدوى اقتصادية لمشروع استغلال الرمال السوداء، والتى نفذتها شركة داونر مايننج الأسترالية .

وأكد النجدى أنه سيشترط على المستثمر الذى ستقع عليه المزايدة تسليم جميع العناصر المشعة لهيئة المواد النووية، كما سيتم وضع كافة الاشتراطات والضوابط الفنية والقانونية والبيئية اللازمة للمشروع، كاشفا عن أن دراسات الجدوى أوضحت أن التكلفة الاستثمارية للمشروع 125 مليون دولار، وله جدوى اقتصادية جاذبة للاستثمار، حيث يبلغ العائد على الدولار 22 %.

وكان “اليوم السابع” قد نشر تحقيقاً استقصائياً منذ أيام عن الرمال السوداء، كشفت فيه عن سوء استغلالها، وغياب الرقابة عليها من جانب الجهات المسئولة مما يعرضها للسرقة والتهريب بشكل يومى، ويتسبب فى إهدار ثروة معدنية كبيرة.

يذكر أن الرمال السوداء تتواجد فى مناطق منتشرة على ساحل البحر الابيض المتوسط، ويرتبط تواجدها بالمصبات الحالية والقديمة لنهر النيل، وهو الذى حمل فتات صخور وجبال المنابع فى أفريقيا حتى البحر الذى يلقى بها على الساحل، وتتوزع الرمال السوداء فى منطقة ساحل الدلتا وساحل شبه جزيرة سيناء، حيث توجد 11 منطقة تتوافر فيها هذه الرمال ما بين إدكو ورفح .

ويتواجد فى الرمال السوداء عدة معادن مهمة للصناعة مثل التيتانيوم الذى يستخرج منه كل من (الألمنيت) والألمنيت عالى الجودة والروتيل، حيث يتم استخدامها فى صناعة البويات والدهانات والبلاستيك والمطاط وأنواع الحبر والمنسوجات وبلاط السيراميك ومستحضرات التجميل والجلود والأدوية والصابون والمواد الغذائية والصلب (الكربونى)، والصلب المقاوم للحرارة، وأسياخ اللحام، وتبطين الأفران، وتغليف أنابيب البترول تحت سطح البحر، والمعدن الثانى الزركون ويستخدم فى صناعات السيراميك والزجاج والتجهيزات الصناعية والعواكس والأساسات وتبطين الأفران وقلوب المفاعلات النووية وسبائك مواتير السيارات، وبعض الصناعات الأخرى، بالإضافة لمعدن الجارنيت الذى يستخدم فى صناعة أحجار الجلخ وتلميع الأسطح المعدنية وأوراق الصنفرة وفلاتر المياه، والجرانيوليت، والدهانات.

وكذلك خام الماجنتيت الذى يستخدم فى صناعات الحديد الإسفنجى والحديد الزهر عالى الجودة، وتغليف أنابيب البترول تحت سطح البحر، وتثبيت وإزالة ملوحة التربة، وهناك معادن مشعة أيضا مثل المونازيت، وهو مصدر لإنتاج العناصر النادرة المستخدمة فى الصناعات عالية التقنية ومصدر ثانوى للحصول على الثوريوم واليورانيوم.

أخبار ذات صله