صنعاء ـ سبأنت – منصور الحيث – تواصل شبكة إعلاميون من اجل صحافة استقصائية عربية “أريج” تألقها في استكمال مسيرتها النبيلة نحو كسر و تخطي جمود الصحافة التقليدية الروتينية الباردة والاتجاه دون تردد نحو صحافة استقصائية تلبي آمال المواطن العربي وتنمي لديه الثقة بصحافة وأقلام لا تخشى في الله لومة لائم.
في العام 2005م أدركت أريج أنه قد حان الوقت في آنٍ معا إنقاذ ورد الاعتبار لصاحبة الجلالة وعشاقها الذين احرقهم واقع الإعلام العربي، فاتجهت منذ الوهلة الأولى دون تردد للنبش في كواليس ذلك الإعلام بحثاً عن الأقلام الصاعدة المتطلعة إلى خدمة الأمة دون تردد أو خوف.
وكانت اليمن محطة أخرى لطريق أريج ونهجها الإعلامي الخلاق في نشر صحافة الاستقصائية بمنهجية متقدمة ،حيث نظمت خلال الفترة من الـ 8حتى 12 مارس الجاري ورشة عمل حول أسس الصحافة الاستقصائية شارك فيها 21 صحفياً يمثلون (1)قناة اليمن الفضائية (3)صحيفة يمن تايمز (6)صحيفة الثورة (4)كلية الإعلام صنعاء(4)نقابة الصحفيين (2)كلية الإعلام عدن(1)وكالة الأنباء اليمنية (سبأ(
الدورة التدريبية كانت حافلة بالعديد من المهارات والمعارف النظرية التي تعد خارطة طريق لكل من ينبض قلمه بما يدور حوله ولديه إيمان في إنجاز تحقيقات إستقصائية جريئة في العمق، تساهم في كشف قضايا تثير اهتمام المجتمع اليمني.
وقد تركت ورشة عمل أسس الصحافة الاستقصائية أثراً بالغاً لدى المشاركون من الجيل الجديد في اليمن ،وحققت الأهداف المرجوة نظرياً ،ويبقى الأمر متروك للصحافيين الشجعان في الانطلاق صوب الميدان ،خاصةً وقد منحتهم “أريج” الأدبيات الهامة منها مقدمة حول الصحافة الاستقصائية للمدير التنفيذي للشبكة السيدة رنا صباغ ،كما قدمت أريج للمشاركين كتابان مهمان الأول دليل “أريج” للصحافة العربية الاستقصائية بعنوان “على درب الحقيقة” والذي استغرق إعداده أكثر من عامين ،والآخر تحقيقات شبكة “أريج” الاستقصائية 2011م-2012م.
وترك رئيس دائرة التحقيقات الاستقصائية في الشبكة سعد حتر انطباعا محموداً عن “أريج” حيث قدم خبرة لا يمكن مقارنتها في عالم الصحافة، بالإضافة إلى جهود المدربون في الورشة مشرف الشبكة في القاهرة عماد عمر، ومدرب الكار محمد مصطفى السيد والمحامي غازي السامعي.
والمؤمل أن تواصل “أريج” مشوارها الذي يهدف في الأول والأخير كما ذكرت المديرة التنفيذية للشبكة إلى إعلاء ثقافة التمييز الإعلامي في غرف التحرير العربية على أن تصبح هذه الممارسة قاعدة وليس استثناء.
وما يميز “أريج” أنها توسعت في الإعلام الاستقصائي ليشمل المقروء والمرئي والمسموع والإلكتروني، الأمر الذي ساعدها في أن تضرب بجذورها في أعماق الأرض وتتغلغل بجرأة في الشارع الإعلامي بحثاً عن أريجيون عرب يعيدون للسلطة الرابعة تاجها المسلوب ويمضون قدماً للكشف عن المستور وما يدور خلف الكواليس وصولاً إلى تحقيق العدالة وتصويب الأخطاء، غير مبالين بما قد يواجهون من تهديد ووعيد بشكل أو بآخر، بل إن ذلك يزيدهم إصراراً لتحقيق رسالتهم مهما كلفهم ذلك من تضحيات في سبيل الوصول إلى الحقيقة الغائبة ..
وفي نهاية المطاف ينجح الأريجيون الشجعان في مواجهة التحديات والصعاب والتغلب عليها حتى لو كان الطريق ملئ بالأشواك ،وبالمقابل لن يستطيع أحد الطعن في مصداقيتهم أو التشكيك في نزاهتهم ومهنيتهم ،لأن “أريج” علمتهم التحلي بالمثابرة والصبر والجرأة وتجنب النجومية أو الثأر أو الابتزاز.
ومنذ تأست “أريج” نفذ كوكبة من الإعلاميون العرب عدداً هائلاً من التحقيقات الاستقصائية بدعم ورعاية وإشراف الشبكة، وغطت تلك التحقيقات مواضيع جادة ومنوعة ،يعالج كل منها قضية أو مشكلة أو ظاهرة إنسانية معينة تؤثر في صميم حياة المواطن العربي وتعبر عن همومه.
وكانت المدير التنفيذي للشبكة رنا الصباغ وقعت الشهر الفائت في القاهرة مع نائب رئيس مجلس إدارة مؤسسه الثورة للشئون المالية وتنميه الموارد البشرية الصحفي المخضرم الزميل خالد الهروجي على اتفاقية تأسيس أول وحده للتحقيقات الاستقصائية في اليمن بمؤسسة الثورة للصحافة بصنعاء.
وإعلاميون من أجل صحافة استقصائية عربية (ARIJ) أول منظمة غير ربحية تخط طريق صحافة الاستقصائية بمنهجية متقدمة في أرجاء المنطقة، وقد أنشئت في عمان مطلع 2005 بهدف دعم الصحافة المستقلة ذات المهنية العالية والنوعية المتميزة، وذلك من خلال تمويل مشاريع إعلامية في العمق وتوفير إشراف احترافي للصحافيين الشباب في الوطن العربي. وتقدم الشبكة خدماتها للإعلاميين في الصحافة المطبوعة، الإذاعات، قنوات التلفزة وأيضا الإعلام الالكتروني في مناطق انتشارها: الأردن، سورية، لبنان، فلسطين، مصر، العراق، البحرين، اليمن وتونس.