الصحافة الاستقصائية والمواطن الصحفي

2010/11/30
التاريخ : 30/11/2010

بدعوة كريمة من شبكة أريج للصحافيين الاستقصائيين العرب , حضرت بصفتي الصحفية أعمال مؤتمرهم السنوي الثالث في عمان ما بين 26 و28 الشهر الجاري .

تميز المؤتمر بكثافة الأعمال وجديتها كما جدتها , بحثاً عن اقتراحات صحفية حديثة تؤسس على فن التحقيق الصحفي المعروف , وصولاً إلى تثبيت اقتراح الصحافة الاستقصائية كنهج عمل ومنهج دراسة , يتطلب من الصحفي تعلماً مستمراً واكتساب مهارات متجددة لكن هذا الخيار كفيل بأن يحرره من أسر جدران المكاتب ويطلقه في رحاب الميادين العملية , ومن تسلط العامية والاستسهال إلى رحابة البحث والتقصي المضنيين , لكنهما الضفتان اللتان يمكن أن تحررا العمل الصحفي من نقيق الضحالة إلى الإبحار عميقا كقوة دفع تؤمن التحليق عالياً .‏التقصي المنشود يأتي ردا على تهاون تجاه أصول الحرفة , ما أتاح لكل من تخول له نفسه التطفل على مهنة غابت عنها المعايير الدقيقة , أن لم نقل الصارمة , فصار الصحفي مواطنا مفسودا لتحكمه المتعسف بوسيلة نشر أو بث . أكثر من ذلك أن مؤسسات كبرى تعتمد الآن أسلوب التشهير واستغلال الغرائز , الأمر الذي خلق فوضى لم تبن سوى وهماً لدى المواطن , بل كل مواطن , أنه صحفي , حتى إن تعبير « المواطن الصحفي « صار رائجا ومعتمدا و لاسيما مع توسع وتعدد وسائط التواصل , لكن دون بحث أو تحقق , ما ساهم بالتحريض على الكراهية وإطلاق اتهامات دون تثبت ودون عقاب .‏هكذا , وبدلا من أن يقوم المواطن بإعانة الصحفي , ويصبح عينه التي تدله على الحقيقة , صار صحفياً , لكن دون معايير , وهذا بؤس لا يتحمل مسؤوليته من وجد بنفسه الكفاءة والقدرة على منافسة ما ينشر أو يبث الآن , وتقديم ما يماثله قيمة ويشبهه أسلوباً ويلتقي معه مؤدى , وإنما يتحملها من فرط بمعايير مهنته .‏

إعادة الجدية وإضفاء الحيوية على مهنة يعتريها وهن , أمل جديد يبثه التنادي والمناداة بصحافة عربية استقصائية .‏

أخبار ذات صله


إعلاميون من أجل صحافة استقصائية عربية (أريج)
Privacy Overview

This website uses cookies so that we can provide you with the best user experience possible. Cookie information is stored in your browser and performs functions such as recognising you when you return to our website and helping our team to understand which sections of the website you find most interesting and useful.