عمان – ينعقد ملتقى أريج السابع في عمان بين 5-7 ديسمبر/ كانون أول المقبل وفي جعبته 30 ورشة تدريب، محاضرة وجلسة حوارية خصوصا حول سلامة الصحافيين في مناطق النزاع، التلوث، تقصي ممارسات تنظيمات سياسية مغلقة وكشف فضائح عالم الرياضة والتحايل عابر الحدود.
وتحت شعار: “الإعلام العربي.. معركة الاستقلال”، سيشهد الملتقى أيضا ورش تدريب للتعريف بتقنيات تقصّي انتهاكات حقوق الإنسان على يد ميليشيات متشددة في سورية والعراق.
بمشاركة قرابة 250 صحافي استقصائي وأكاديمي، يلتقي الأريجيون مع نظرائهم في الغرب وسط تصاعد حملات السلطات العربية ضد حرية الرأي والتعبير، وتعمق الاستقطاب في الإعلام بعد أربع سنوات على هبوب رياح التغيير عبر المنطقة.
تنظم هذا الملتقى السنوي شبكة (إعلاميون من أجل صحافة استقصائية عربية) التي تتخذ من عمان مقرا لها منذ انطلاقها عام 2005؛ وهي شبكة دعم وبناء قدرات رائدة توطد منهجية صحافة العمق المبنية على التوثيق ونبش الحقائق.
رئيس مجلس إدارة أريج داود كتاب يقول: “لسوء الحظ، تحتل الصحافة المستقلة مساحة ضيقة في الإعلام العربي، وهي تفتقر إلى الموارد المالية والاحترافية”. ويرى داود أن “الدفع باتجاه بناء مجتمعات ديمقراطية، شفافة وتعددية لن ينجح من دون تطوير دور الإعلام المستقل في مواجهة مؤسسات إعلامية مملوكة أو مدعومة من الحكومات، العائلات المالكة وشلل رجال المال والأعمال”.
سيشهد ملتقى أريج 2014 إطلالة كوكبة من خبراء الاستقصاء وحماة حرية الفكر والقلم؛ في مقدمتهم رائد الاستقصاء الأمريكي سيمور هيرش Seymour Hersh الذي ارتبطت باسمه جائزة أريج لعام 2010. لمع نجم هذا الاستقصائي الأسطوري بعد تحقيقات نوعية كشف من خلالها فظائع مجازر ارتكبها جنود أمريكيون في قرية (ماي لي) الفيتنامية عام 1968، وأيضا تعذيب سجناء أبو غريب غرب بغداد عام 2004. وكتب هيرش أيضا التاريخ البديل للحرب “الدائرة ضد الإرهاب”.
وعن كلمته المقررة في ملتقى أريج، يقول حائز جائزة بولتزر الرفيعة: “ما تقوم به أريج مهم جدا في الشرق الأوسط. وهو من بين الأسباب التي جعلتني حريصا على تقديم مداخلة فيه على غرار مناسبات شبيهه والحديث عن صحافة الاستقصاء، وكيف نقوم بها بعد سنوات على فكفكة روايات السياسيين والصحف عن الأحداث المتلاحقة”.
كما يتحدث في جلسة مماثلة السياسي/ الدبلوماسي، الباحث والإعلامي الأردني د. مروان المعشر صاحب كتب “نهج الاعتدال العربي”، “اليقظة العربية الثانية” و” النضال من أجل التعددية”. وسيتحدث أمام المشاركين في جلسة ثالثة حاصد الجوائز الإعلامي البريطاني تيم سباستيان (عضو مجلس إدارة أريج)، الذي أدار برنامج حواري رئيسي في البي بي سي (هارد توك) لمدة سبع سنوات قبل أن يطلق برامج مناظرات عربية متلفزة.
يوفر الملتقى منصة لتبادل الخبرات والإنجازات بين الصحافيين الذين تدربوا على منهجية أريج وأنجزوا قرابة 300 تحقيق في العمق؛ مكتوب، إذاعي ومتلفز في دول انتشار الشبكة التسع. ويناقشون أيضا التحديات المجتمعية، السياسية والقانونية أمام انتشار صحافة الاستقصاء في العالم العربي.
كما يطلعون على آخر أدوات التقصي التي يوفرها حاصدو جوائز عالمية أمثال يسري فوده (مصر)، كريغ سيلفرمان (صاحب دليل إرشادي حول التحقق من المحتوى الرقمي)، إليوت هيغنز (صحافة الاستقصاء من وإلى المواطن)، آبيغيل فيلدنغ-سميث (كبيرة المراسلين في مكتب صحافة الاستقصاء/ لندن)، جوناثان كالفرت وهايدي بليك (فريق الساندي تايمز البريطانية، الذي كشف تجاوزات قطر في مسعاها لاستضافة بطولة العالم بكرة القدم عام 2022).
على مدى يومين عشية الملتقى، تنظم ثلاث ورش متخصصة حول “تعقّب خط تهريب المال والفساد والجريمة المنظمة”، “ضمان سلامة الصحافي الشخصية وتحصين بياناته الرقمية” و “توظيف تقنيات الحاسوب في صحافة الاستقصاء”.
تعقب ذلك أنشطة ومحاضرات بالتزامن والتقاطع على مدى ثلاثة أيام في إطار الملتقى. تتضمن الورش “التحقق من بيانات المحتوى الرقمي ومضاهاتها مع الحقائق قبل النشر/ البث”، “استخدام وسائط الإعلام المتعددة”، “منهجية بناء سيناريو روائي (Script) للوسائط المتعددة؛ المتلفز الإذاعي والمكتوب”، “تقنيات المقابلة الصحافية مع سياسيين” و “حشد المصادر”، “كشف الهدر وسوء إدارة أموال المنح والمساعدات الخارجية” و “تقصي ملفات النفط والغاز”.
وسيتوج ملتقى أريج بحفل عشاء يتخلله توزيع جوائز 2014 عن أفضل تحقيقات مؤثرة كشف معدّوها قضايا مجتمعية ملحة بفضل استخدامهم أساليب تخفي جريئة، كشفهم لقضايا فساد وقدرتهم على توثيق مشاكل بيئية وصحية.
أريج دربت منذ نشأتها قرابة 1200 صحافي ميداني وأهلت 30 مشرفا ومدربا و100 أكاديمي في كليات إعلام في الأردن، سورية، لبنان، مصر، العراق، فلسطين، اليمن، البحرين وتونس. وساهمت في تأسيس وحدات استقصاء في عدة وسائط إعلام في الأردن، فلسطين، مصر، لبنان واليمن. وتستخدم عدة كليات إعلام مساق أريج المبني على منهجيتها الميدانية في تدريس ثلاث ساعات معتمدة لطلبة البكالوريوس.
تتلقى أريج تمويلا من برنامج دعم الإعلام الدولي في الدنمارك (IMS)، وكالة التعاون والتنمية الدولي السويدية (SIDA)، وزارة الخارجية النرويجية ومؤسسة المجتمع المفتوح (OSF).