عمان – 1 تشرين الثاني/ نوفمبر، 2012 – أنهت طواقم أريج استعداداتها المكثّفة لعقد مؤتمرها السنوي الخامس في القاهرة – بين 23 و25 تشرين الثاني/ نوفمبر- بمشاركة أزيد من 300 صحافي وأكاديمي عربي وأجنبي متخصصين في حقل الاستقصاء.
المؤتمر الذي يلتئم تحت شعار: “تقصّي ممارسات أصحاب النفوذ والسلطة: واجبات الإعلام”، يكتسب أهمية استثنائية لجهة مكان انعقاده، توقيته في غمرة الثورات العربية وتراكم خبرات الخبراء والصحافيين المشاركين فيه.
وكانت شبكة (إعلاميون من أجل صحافة استقصائية عربية) اختارت العاصمة المصرية لعقد مؤتمرها الخامس هذا العام– لأول مرة خارج عمّان؛ مقر الشبكة منذ انطلاقها أواخر 2005. جاء هذا القرار ترجمة لاستراتيجية أريج الرامية لتعميم أنشطتها اللامركزية في دول انتشارها التسع، وتماشيا مع مقاصد الثورات العربية، التي اندلعت في تونس مطلع 2011 ثم تمددت صوب دول عربية أخرى، لا سيما مصر وليبيا.
على مدى ثلاثة أيام، ينخرط المشاركون في ورشات عمل تفاعلية لقياس نجاحات وهفوات الإعلام في المرحلة الانتقالية بعد الثورات العربية ومناقشة أفضل الأساليب في تغطية أخبار اضطرابات وأحداث عصيبة تترك صدمات نفسية لدى الصحافي وجمهور القراّء.
ويتابعون أيضا نقاشات طاولتين مستديرتين: الأولى تحت عنوان “مستقبل الصحافة الاستقصائية في مساقات الإعلام في الجامعات العربية”والثانية حول “خصائص وآليات بناء فريق الاستقصاء وتعميق الالتزام بمنهجية أريج”
يشارك في الطاولة الأولى 28 من أساتذة كليات الإعلام في 21 جامعة داخل الأردن، مصر، لبنان، تونس، فلسطين واليمن. وينضم إلى المتحاورين 27 طالبا وطالبة من هذه الجامعات، من أجل إثراء النقاش، بحثا فضلى آليات إدخال مساقات صحافة استقصاء من وحي دليل أريج الإرشادي: “على درب الحقيقة”.
وفي الطاولة الثانية يشارك رؤساء تحرير ومديرو وحدات صحافة الاستقصاء في (راديو البلد)، صحيفة (الغـد) وقناة (رؤيا) التلفزيونية/ الأردن، وقناة (الجديد) وصحيفة (الحياة) اللندنية/ لبنان إلى جانب صحف الوطن، الشروق والمصري اليوم ومحطتي (أون تي في) و (النهار)/ مصر.
يشارك في برنامج أريج سبعة خبراء غربيون في صحافة الاستقصاء، أساتذة جامعات وطلبة من كليات الإعلام في تلك الجامعات، مدربون ومشرفون وصحافيون في نادي أريج، الآخذ بالإتساع يوما بعد يوم.
رئيس مجلس إدارة أريج داود كتّاب يقول إن تنوع خلفيات المشاركين في المؤتمر ومحاضرات الخبراء الأجانب يسلّحان الأريجيين العرب بأدوات إبداع وتقصّي ضرورية لكشف ممارسات الفاسدين في حقبة ما بعد الثورات العربية. ويؤكد كتّاب أن المؤتمر يسهم في إغلاق دائرة أنشطة أريج من خلال مأسسة منهجية الاستقصاء داخل وحدات مستقلة تابعة لغرف الأخبار، تشجيع إدخالها ضمن مساقات كليات الإعلام على الساحة العربية وتأهيل جيل جديد من الصحافيين الاستقصائيين متعدد القدرات في الكتابة لوسائط إعلام مختلفة.
في ختام المؤتمر، توزّع الشبكة جوائزها السنوية عن أفضل تحقيقات نشرت/ بثت بين خريفي 2011 و2012، إلى جانب جائزة نقدية قدرها 3000 دولار، تمنح لأول مرّة لأفضل صحافي/ة أنجز/ت تحقيقا سياسي الصبغة.
وعلى غرار برامج المؤتمرات السابقة، يطلع المشاركون على آخر تقنيات توظيف الحاسوب في تطوير صحافة الاستقصاء، كما يتابعون شرحا عن أهم التحقيقات المنشورة في دول انتشار أريج. وتعقد على هامش المؤتمر ورشة عمل على مدى ثلاثة أيام حول استخدام (لوحة القيادة) الخاصة بالتحقيقات الاستقصائية؛ تعقب المال المنهوب خلف أسماء وشركات وهمية. ويتلقى الصحافيون أيضا نصائح لكشف محاولات تزوير الانتخابات والتمويل غير القانوني للحملات الانتخابية وضمان السلامة الشخصية للصحافيين أثناء البحث عن الحقائق.
ويطلع المشاركون أيضا على أسس تطوير الأفكار وتحويل القصص المكتوبة إلى تقارير متلفزة.
هذا المؤتمر يشكّل منصة متجددة لتبادل الأفكار والتجارب بين الشباب العرب والأجانب، ضمن استراتيجية أريج الرامية لرفع سوية صحافة “نبش الحقائق” وأتمتة أدواتها لتواكب آخر الإنجازات الاستقصائية على الساحة الدولية.