عبير سعدي: يجب على الصحفي أن يتحلى بمهارة تقييم المخاطر وكيفية التعامل معها

عبير سعدي،  مراسلة حربية وباحثة ومستشارة إعلامية ومدربة، لديها نحو عقدين من الخبرة المهنية في تغطية الأحداث في مناطق النزاع في الشرق الأوسط وأفريقيا وآسيا. اكتسبت عبير سمعة دولية في مجال تطوير الإعلام والتدريب في مناطق النزاع. خلال عملها على مدى فترتين نائبا لرئيس الرابطة الدولية للمرأة في الإذاعة والتلفزيون IAWRT، قامت الرابطة بالعديد من الأنشطة في دول في أفريقيا وآسيا.

 

قمت مسبقا بإعداد دليل السلامة الصحفيات ونشرته الرابطة الدولية للمرأة في الإذاعة والتلفزيون، من وجهة نظرك ماهي أهم النقاط المتعلقة بسلامة الصحفيات بالمنطقة التي يجب أخذها في الاعتبار؟

تتعرض الصحفيات لنوعين من الهجوم، أولا الهجوم الذي يستهدفها كصحفية، ونحن نعلم أن العالم أصبح مكانا قاسيا جدا بالنسبة للعاملين في مهنة الصحافة من الجنسين بشكل عام. ثانيا، الهجوم المتصل بالنوع الاجتماعي، والذي يتضمن تهديدات تأتي أكثر للصحفيات كسيدات يعملن بمجال الصحافة. تشمل تلك الأخطار التحرش على سبيل المثال، كالتحرش بالصحفية في ميدان العمل ومن المصادر وأحيانا داخل مكان العمل أو التحرش الإلكتروني.

وهناك أيضا تهديدات قد تنال من أسرة الصحفية نفسها، والتي تستهدف بشكل أكبر الصحفيات العاملات بمناطق الحروب والنزاعات. في مجال عملي أركز على التهديد الإلكتروني للصحفية، لأن العالم يعتمد على منصات التواصل الاجتماعي بشكل أوسع الآن، كما أن الصحفية دائما ما تكون معرضة لنوع من التشويه عبر تلك المنصات. وفي كثير من الأحيان تبدأ التهديدات الموجهة للصحفية عبر الوسائل الإلكترونية أولا وقد تنتهي إلى القتل في أسوأ الظروف، مثلما حدث للصحفية الاستقصائية المالطية الزميلة دافني كاروانا غاليزيا، والتي شاركت في ملف أوراق بنما، وهو ملف كبير شارك فيه صحفيون من جميع أنحاء العالم. من قام بقتلها بدأ بإرسال تهديدات إلكترونية. ولهذا أنصح الصحفيات بأن يأخذن بعين الاعتبار أي نوع من التهديدات تلقينه، كما أود أن أوضح أن أي نوع من التحرش والتهديد الإلكتروني يمكن التعامل معه، كذلك يجب على الوسيلة الإعلامية التي تعمل بها الصحفية أن تتحمل المسؤولية فيما يخص تلك التهديدات، وأن تكون هناك سياسات واضحة تتبعها الصحفيات بهذا الشأن داخل كل مؤسسة.

 

كيف يمكن للصحفيين والصحفيات التعامل مع تلك المخاطر؟


الإعداد هو المفتاح، كما يعد الصحفي لمهامه بشكل مهني، عليه أن يعد لها أيضا من الناحية الأمنية… وأن يسأل ماهي المخاطر المتوقعة ومن يقف وراء تلك المخاطر، وفي حال اجراء لقاءات صحفية، هل أماكن اللقاءات آمنة أم لا، وكذلك تقييم إمكانية  تعرض الصحفي للمخاطر بسبب هويته كالجنسية والنوع الاجتماعي والعرق، وما إذا كان يمكن إخفاء أو التعامل مع الأمور المتعلقة بالهوية أو أنها أشياء بطبيعتها لا تتغير وبالتالي يأخذ الصحفي قراره بعدم القيام بتلك المهمة.

كما يجب على الصحفي مراعاة جميع التفاصيل خلال تنفيذه مهامه الصحفية، كوسيلة الانتقال لموقع الحدث، المسارات التي يسلكها خلال الطريق، ومسألة المراقبة سواء كانت إلكترونية وما إذا كانت هناك سيارات تتعقبه أم لا. ومن المهم ألا ينشر الصحفي كل المعلومات على منصات التواصل الإلكتروني وتصنيف المعلومات طبقا لحساسيتها وخصوصيتها. وأخيرا، أود أن أؤكد على السلامة النفسية للصحفيين، إذا كنت تعمل على تحقيق استقصائي كما هو الحال مع شبكة أريج، فتلك التحقيقات تضعنا تحت ضغوط نفسية كبيرة وعلينا أن نعلم أن الإنسان هو طبيب نفسه فلا ننسى أنه علينا أيضا آن نعيش حياة طبيعية إلى جانب الحياة المهنية.

 

استنادا لخبرتك…ماهي أهم المهارات الواجب توافرها لدى الصحفي المتخصص في مناطق الحروب والنزاعات؟

أهم المهارات هي تلك المتعلقة بالعمل الصحفي بشكل عام، بجانب خبرته الجيدة وحضوره الدائم لدورات السلامة المهنية، وكذلك الاطلاع الدائم على أحدث الأشياء المتعلقة بهذا الشأن، حتى دورات الإسعافات الأولية، هذه الأشياء أصبحت ضرورية، وأصبح هناك العديد من الدورات المتعلقة بالسلامة النفسية والرقمية والجسدية وكذلك دورات الإسعافات الأولية، والأهم هو أن يتحلى الصحفي بمهارة تقييم المخاطر وكيفية التعامل معها.