كان حلم مريم أن تترك بصمة في مجتمعها عن طريق الإعلام لقناعتها بتأثيره وأهميته في تنوير المجتمع وخدمة بلدها.
بدأت مريم فاضل طريق الإعلام بمسابقة أعدتها إذاعة موريتانية. تنقلت بعدها في العمل كمقدمة برامج في أماكن عديدة كان آخرها قناة المرابطون المستقلة الموريتانية.
لكن نقطة التحول في حياتها المهنية كانت اختيارها مسؤولة الإعلام في المكتب التنفيذي لشبكة الصحفيات الموريتانيات، حيث قررت هي وزميلاتها ضخ دماء جديدة في الشبكة بعد تحرير الفضاء السمعي البصري في موريتانيا.
عملت مريم جاهدة منذ العام 2015 في إدخال صحافة الاستقصاء إلى موريتانيا لإيمانها بأهميتها في كشف قضايا الفساد وتنوير المجتمع بالتركيز على قضاياه. وأثمرت جهودها خروج شبكة الصحفيات الموريتانيات للنور التي كان لها دور رئيسي في عقد أول ورشة لـ “أساسيات الصحافة الاستقصائية” في موريتانيا بالتعاون مع شبكة أريج.
ماهي العوامل التي ساعدت الصحافة في موريتانيا على أن تتصدر سلم حرية الإعلام في المنطقة العربية بحسب التقرير السنوي لمنظمة مراسلون بلا حدود؟
العامل الأول والأساسي هو وعي السلطة الموريتانية بأهمية حرية الإعلام وسهرها على أن تحافظ موريتانيا على ذلك التقدم، إضافة إلى نضالات الصحفيين الموريتانيين للحفاظ على تلك الحرية وديمومتها.
هل ساعدت حرية الإعلام في موريتانيا الصحفيين على كشف قضايا الفساد والعمل على إحداث تغيير، أم أنها تواجه صعوبات أخرى؟
للأسف، حتى الساعة، ما زالت المحاولات في الاستفادة من حرية الإعلام فيما يخص قضايا الفساد وإحداث تغيير متواضعة جدا. والسبب، حسب رأيي، هو غياب الصحافة الاستقصائية المهنية.
كيف يمكن لصحافة الاستقصاء أن تساعد في تطوير مهارات الصحفيين الموريتانيين؟
نعلق آمالا كبيرة على ذلك الجيل والأجيال القادمة من الأريجيين الذين سيكونون نواة لصحافة استقصائية ترى وتسمع وتكشف مكامن الخلل بالأدلة والإثباتات الدامغة للرأي العام. عندما ينتهي التحقيق الاستقصائي يبدأ التحقيق الجنائي، وتستطيع الصحافة أن تمارس سلطتها بحق، وتحسن من وضع المواطن، وترد له حقه، وتكشف الثغرات الموجودة في القوانين فيتم تصحيحها وسن قوانين جديدة كما حدث في الدول التي عمل صحفيوها في صحافة العمق، وخاصة بإشراف أريج.
ماهو الهدف الرئيسي من تأسيس شبكة الصحفيات الموريتانيات، وكيف يمكن أن تكون الشبكة عاملا مساعدا في نشر صحافة الاستقصاء في موريتانيا؟
نحن في الشبكة نؤمن بأن ما ينقص صحافتنا هو التكوين والتأطير في مجال الاستقصاء. وبتأسيسنا للتعاون مع شبكة أريج الرائدة في مجال الاستقصاء ستساعد الشبكة في الوصول إلى هدفنا وهو تطوير الصحافة الموريتانية. وسنعمل جاهدات، بالتعاون مع أريج، على تأطير المكتب حول الاستقصاء حتى ننشر ثقافة الاستقصاء في أوساط الصحافة الموريتانية.
كيف تقيمين دور أريج في نشر صحافة الاستقصاء في الوطن العربي؟ وماذا تتوقعين كصحفية موريتانية من أريج خلال السنوات القادمة؟
نجاح أريج، رغم الظروف التي عملت بها، وحسب رأيي، يرجع لسببين أساسيين، الأول الإصرار والعمل والجد والمهنية، وإيمان الأريجيين بهذا العمل، والثاني هو شفافية ونزاهة مصادر تمويل شبكة أريج.
وأتوقع من أريج أن تعمل على إنجاز ورشات أخرى في أساسيات الصحافة الاستقصائية بموريتانيا حتى نوسع القاعدة وكذلك عمل ورشات متقدمة في الصحافة الاستقصائية، وأن تعمل على تأطير مدربين موريتانيين في مجال الصحافة الاستقصائية.