ضيف هذا العدد من النشرة الشهرية لشبكة أريج الصحفي المصري مصطفى مرصفاوي محقق صحفي ومنتج برامج تلفزيونية، عمل مع المصري اليوم، وقناة أون تي في (ONTV) و سي بي سي (CBC)، ومراسلاً صحفياً لعدد من الصحف العربية ومؤخراً نشر مرصفاوي تحقيقه “موت في الخدمة ” على قناة بي بي سي(BBC) .
كشف “موت في الخدمة”ولأول مرة عن انتاهاكات بالغة وحوادث قتل مزعومة لأفراد قوات الأمن المركزي المصرية. كما وجد التحقيق أدلة تشير إلى تستر منهجي على هذه الانتهاكات.
1- استغرق إنجاز تحقيقك الذي بث مؤخرًا على قناة بي بي سي عربي حول قرابة العامين، فما هي الصعوبات التي واجهتك أثناء جمع البيانات وإخراجها على شكل تحقيق؟
التحديات عديدة أولها كان في الوصول إلى معلومات كافية، تثبت بأن هناك منهجية في حوادث القتل والمعاملة السيئة اتجاه ضباط الأمن المركزي المصري، وصعوبة الوصول إلى هذه المعلومات كانت بسبب وقوع هذه الحوادث داخل معسكرات الأمن المركزي الذي يمنع أي شخص من الاقتراب أو التصويرأو دخولها، فعملية جميع المعلومات من وثائق وشهود في كل واقعة كانت تمتد ما بين شهر وشهرين في كل واقعة .
3- منع التحقيق من أن يبث أو ينشر في وسائل الإعلام المصرية فما هي أسباب/ مبررات هذا المنع ؟
الأسباب تتعلق بالمناخ العام ، حالياً توجد عملية تضييق وتقييد لجميع وسائل الإعلام في مصر سواء كانت تلفزيونية أو مطبوعة، إضافة إلى أن ما يحدث داخل معسكرات الأمن المركزي وخاصة من وقائع القتل والانتحار، لم يسبق أن نشر عنها أي معلومات أو تقارير معمقة في مصر.
4- لماذا اخترت هذه القضية للحديث عنها وتحويلها إلى وثائقي ؟ وكيف تبنت بي بي سي الفكرة؟
البداية كانت من خلال مشاركتي في التغطية الخبرية لحادث قطار عام 2012 ، بمحافظة الجيزة والذي كان يقل المئات من جنود الامن المركزي إلى القاهرة، بعد أن تلقوا فترة تدريبهم التمهيدية بمعسكرات الصعيد، وخلال التغطية استمعت للكثير من شهادات المجندين عن المعاملة السيئة خلال فترة التدريب، وبعدها بدأت عملية البحث في القضية حتي وصلت إلى قائمة طويلة تضم ما يقرب من 15 حالة انتحار وقتل لجنود أمن مركزي داخل المعسكرات في ال10 سنوات الأخيرة.
بعد عام من العمل عليها تحت إشراف أريج، وبعد الوصول إلى أدلة تفيد وجود عملية تعتيم منهجية في بعض حوادث القتل والإعلان عنها بأنها عمليات انتحار تبنت بي بي سي الفكرة وطلبوا تطوير القصة والتجقيق في وقائع أخرى لإثبات أن حوادث القتل والمعاملة السيئة ممنهجة.
4- ما هي أهم النصائح التي تقدمها للصحفيين من تجربتك في هذا التحقيق؟
النصيحة الأهم، هي التمسك بنشر التحقيق وعدم الاستجابة لمحاولات المنع أو التضييق أو النشر، التحقيقات الاستقصائية تنجز لكي تنشر وليس لتحفظ في الأدراج.
6- كان هذا التحقيق أول تجربة تلفزيونية/فيديو لك، كيف تقيم هذه التجربة وماذا تنصح من يود سلوك هذا النهج؟
نعم هي التجربة التلفزيونية الأولى، بصورة عامة أشعر برضا عن المنتج النهائي الذي وصلت إليه، وبث من خلال شاشة مهنية وعريقة كالبي بي سي، هذا النهج من التحقيقات التلفزيونية في تقديري هو الأكثر متعة في فنون الصحافة المختلفة، لكنها الأصعب لأن الصحفي مطالب بأن يكون كل دليل اثبات مصور حتي يمكن عرضه علي الشاشة.