تكمن اهمية تحقيق عامر عياد حول المياه الملوثة ببلدة سبيبة من محافظة القصرين بالوسط الغربي لتونس، انها تكشف واقع التلوث العام للمياه في منطقة تعاني من التهميش الاقتصادي والسياسي منذ حوالي نصف قرن.
عمل معد التحقيق على الانتقال الى اكثر من منطقة في بلدة سبيبة وريفها من اجل اخذ الشهادات والعينات اللازمة لاثبات فرضيته. من الواضح ان هناك نجاحا نسبيا في الالمام بكامل جوانب التحقيق وخاصة من باب البحث الميداني وتعدد الشهادات الاهلية والرسمية من اجل اثبات الفرضية.
غير ان الاشكال الذي واجه الصحفي في التحقيق هو المتعلق باثبات الرابط بين انتشار امراض الالتهاب الكبدي واستهلاك المياه الملوثة فضلا عن رفض السلط الرسمية اعطاء اي ارقام تتعلق باعداد المصابين بهذا المرض في المنطقة المستهدفة من التحقيق.
اعتمد معد التحقيق على شهادة الاطباء من اجل اثبات هذا الرابط بين المياه الملوثة وامراض الالتهاب الكبدي المنتشرة. ربما تكون نقطة الاثبات والتي تعتمد اساسا على شهادة الاطباء الحلقة الاضعف في التحقيق، غير انه من المهم ان الصحفي تدارك الامر عن طريق التحاليل الطبية التي تؤكد تلوث المياه وامكانية ان يؤدي هذا التلوث بنسبة كبيرة الى انتشار امراض الالتهاب الكبدي في المنطقة.
باعتباران الامر يتعلق باول تحقيق ينجزه عامر عياد لصالح اريج، فاننا نستطيع القول ان معد التحقيق نجح نسبيا أمام فرضية كلاسيكية تتخللها العديد من عوائق الاثبات.