التحقيق كان من انجاز اثنين من الصحفيين و لم يكن من السهل التنسيق بينهما رغم ان موضوع التحقيق لم يكن بتلك الصعوبة فقد راعينا انه اول تحقيق لهما و انهما في ذلك الوقت لم يتدربا بعد على منهجية اريج.
فوجئت بتحمسهما للموضوع و قدرتهما بسرعة على جمع حالات التجاوزات في مسألة القيام بالفحص الطبي قبل الزواج من عديد المناطق في الجمهورية التونسية. اضطررنا رغم ذلك لتغيير الفرضية لاننا في البداية عملنا على تأثير عدم اجراء الفحوصات الطبية قبل الزواج على انتشار الامراض المنقولة جنسيا ثم طليت منا ادارة اريج ان نغير ذلك ليصبح موضوعنا هو تأثير ذلك على انتشار الامراض المعدية و الوراثية.
كانت لدي لقاءات دورية مع الصحفيين لمتابعة مدى تقدم العمل و التنسيق بينهما خاصة و ان بعض الخلافات طرأت بينهما مما تسبت في تعطيل العمل و تأخيره.كان يجب علي ايضا ان اشرح لهما باستمرار مبادئ العمل الاستقصائي بما انهما شرعا في العمل على التحقيق دون متابعة الدورات التدريبية التي تنظمها اريج. كنا نتواصل ايضا عبر الايمايل حيث يبعث الصحفييان الي باستمرار ما تحصلا عليه من وثائق و شهادات و دراسات. و كل منهما كان يقوم ،على حدة، بصياغة المعلومات التي تحصل عليها و ارسالها الي، ثم اقوم انا بالربط بينها و الطلب منهما اكمال النقائص.
كما قلت سابقا اهم التحديات التي واجهتها في عملية الاشراف هي اولا صعوبة التنسيق بين الصحفيين نتيجة الخلافات التي طرأت بينهما و ثانيا عدم معرفتهما بمبادئ الصحافة الاستقصائية. حاولت تهدئة الجو بينهما و تحويل انتباههما نحو ضرورة انهاء التحقيق. كما حاولت ان العب في نفس الوقت دور المشرفة و المدربة.
رغم حداثة تجربتهما بالصحافة فقد احسست ان عندهما رغبة كبيرة في العمل و تعلم اساليب التقصي. تحمسا كثيرا للموضوع منذ البداية و قاما بعمل ميداني هام جدا حيث بالاضافة الى جمع الشهادات، قاما بتقمص شخصيات خطيبين مقبلين على الزواج لرؤية مدى احترام الاطار الطبي لتنفيذ اجراء الفحص الطبي قبل الزواج الذي هو منصوص عليه في القانون.
رغم صعوبات الحصول على ارقام ثابتة حول الازواج الذين يلتزمون بهذا الفحص فقد اتجها الى كل الجهات الرسمية و غير الرسمية. قاما بتعديد المصادر التي استقيا منها المعلومة، بالاضافة الى تجميع دراسات و ووثائق طبية تثبت تفاقم الامراض الوراثية. كان ايضا لديهما استجابة كبيرة للملاحظات التي كنت ابديها فيما يخص عملهما و سعي منهما الى الالتزام بها و تطبيقها
