عمان- 11 فبراير/ شباط 2015 – أنهت شبكة أريج (إعلاميون من أجل صحافة استقصائية عربية) اليوم الأربعاء ورشة تدريب مكثفة حول استخدام الوسائط المتعددة في الصحافة الاستقصائية، بمشاركة 13 صحافي/ة من خمس دول عربية؛ مصر، العراق، اليمن، تونس والاردن.
على مدى ست أيام، اطلع المشاركون على أساسيات صحافة الاستقصاء المرئية وكيفية معالجة القصة تلفزيونيا، وامتلكوا مهارات لتحويل السرد القصصي من المطبوع إلى التلفزة.
واشتمل التدريب على شرح عن الفارق بين الصحافة التقليدية والاستقصائية، التعرف على مصادر التحقيق وأنوعها إلى جانب تجهيز الفرضية وفق منهجية أريج.
في أجواء تفاعلية، تدرّب المشاركون أيضا على قواعد التصوير الفتوغرافي، والاستخدام الأمثل للكاميرا وقواعد التصوير للفيديو بما في ذلك تفريغ اللقطات المرئية وبناء السكريبت بالإضافة إلى تحرير الفيديو (المونتاج). وتضمنت الورشة تدريبات عملية ساهمت في ترسيخ هذه الوسائل والأدوات لدى جيل جديد من إعلاميي الاستقصاء.
وسينطلق كل مشارك، حال عودته إلى بلده، لإنجاز أول تحقيق استقصائي متلفز، ضمن مدة تتراوح بين 9 – 12 دقيقة.
من وكالة وفضائية (معا) الفلسطينية، يقول المشارك كريم عساكرة إن الدورة المكثفة كانت “غنية، لشمولها على عدة مواضيع كالتعامل مع المونتاج وكتابة النصوص المتعلقة بالصحافة الاستقصائية المتلفزة والتصوير ومنطق التفكير الإبداعي المتعلق بالصحافة”.
ويؤكد أصيل سارية من قناة (اليمن اليوم) أنها “المرة الأولى التي أتلقى فيها تدريبا احترافيا في التحقيقات الاستقصائية يمكنّني من الولوج في تفاصيل هذا المجال”. ويتابع سارية: “خرجت من هذه الدورة محملا بالعزم لإنتاج أول تحقيق متلفز خاص بي، وهو الطموح الذي كنت أبحث عنه منذ سنوات”.
أما نجوى الهمامي من قناة (الأولى التونسية) الخاصة، فتؤكد قدرتها الآن “على حمل الكاميرا وإجراء تحقيقي لوحدي، بعد أن تدربت على تقنيات العملية التصويرية كاملة”. وتقول الهمامي إنها كانت تعد سابقا تقارير إجتماعية وسياسية إخبارية، لافتة إلى أن حلمها “بالتخصص في التحقيقات الاستقصائية المتلفزة بدأ يتحقق. الآن أصبحت أكثر قدرة على تنظيم الأفكار والعمل بأقل وقت ممكن”.
الصحافي العراقي أسعد زلزلي مراسل قناة (بلادي) يقول إنه امتلك “الأدوات السليمة والمهنية في مجال الإعلام بعد هذه الدورة، وأصبحت أكثر إدراكا لمدى أهمية البحث الصحافي في عملي بعد أن كان مجرد أمر هامشي”.
ويرى زلزلي “أن كل الإعلام الذي عرفته سابقا كان غير مكتمل، وما تدربت عليه في هذه الدورة يجمع كل الجوانب التي تهم الإعلامي في عمله الصحفي”.
من قسم التحقيقات في جريدة (المصري اليوم)، يؤكد الصحافي محمد طارق أنه تعلم “مهنة جديدة مختلفة تماما، فصحافة الفيديو كانت مفقودة في الوطن العربي مقارنة بدول الغرب”. شارك طارق في ورشة عمان بعد أن علمِ العام الماضي بأن شبكة أريج بدأت تتجه لنشر صحافة الفيديو. “بالتزامن مع هذا الأمر كنت أعمل على تحقيق استقصائي وهو ما شجعني لأن أعمل على إنتاج التحقيق متلفز”، حسبما يضيف.
منذ نشأتها أواخر 2005، دربت أريج 1540 صحافي ومحرر وأستاذ إعلام وطالب جامعي. وساهمت في تأسيس وحدات استقصاء في عدة وسائط إعلام في الأردن، فلسطين، مصر، لبنان واليمن، كما أشرفت على نشر/ بث قرابة 310 تحقيقات استقصائية.
وتستخدم عدة كليات إعلام مساق أريج المبني على منهجيتها الميدانية في تدريس ثلاث ساعات معتمدة لطلبة البكالوريوس.