100 واط: فن المقابلات مع جاسم العزاوي

2021/06/2
التاريخ : 02/06/2021

عمان- 26 آيار/ مايو 2021


تناولت الندوة الإلكترونية الثانية لمشروع “100 واط” فن إجراء المقابلات بالنسبة للإعلاميين ومعايير المقابلة الناجحة، وأهم النصائح التي ينبغي على الإعلاميين اتباعها من أجل إنجاح الحوار الذي يجرونه.


“100 واط” هو مشروع إعلامي تدريبي يمتد لمدة 3 سنوات، أطلقته شبكة “أريج” (إعلاميون من أجل صحافة استقصائية عربية) بدعم من سفارة مملكة هولندا في الأردن. ويهدف المشروع إلى تدريب أكثر من 100 100 صحفي/ة، ومنتج/ة محتوى، وطالب/ة صحافة واعلام وأستاذ/ة جامعي/ة على السرد القصصي الصوتي “بودكاست”، لإنتاج قصص متنوعة تتطرق للقضايا الاشكالية في المجتمع الأردني، بما يساهم في الإصلاح. 


استضافت الندوة التي عقدت في 26 آيار/ مايو 2021، المذيع والمدرب الإعلامي جاسم العزاوي، وأدارتها الزميلة صفاء الرمحي.


بدأ العزاوي الجلسة، بالإشارة إلى مقولة الكاتب الفرنسي فولتير “الرجل لا يعرف بإجاباته ولكن يعرف بأسئلته”، مؤكدًا أنها تنطبق على الصحفي بشكل خاص، لأن طرح الأسئلة هو حرفته الأساسية ولا يمتلك أداة غيرها. 


وأوضح العزاوي أن هناك ثلاثة قوانين رئيسية تحكم الحوار الصحفي وهي: فترة الحوار التي تحدد إيقاع المقابلة، وهوية الضيف التي تحدد طبيعة الأسئلة، “فالسؤال الموجه إلى مسؤول رسمي يختلف عن السؤال الموجه إلى أستاذ جامعي”، بالإضافة إلى المواضيع التي تحدد مسار النقاش من بدايته إلى نهايته.


وأشار إلى أن المدرستين اللتين تمثلان عالم الأخبار، أحدهما هي المدرسة الأيدولوجية، وهي التي تمثل الإعلام المنحاز الأحادي، الذي تغلب عليه الأكاذيب والتركيز على أجزاء صغيرة من المواضيع الأكبر، وهي المدرسة هي التي ينتمي إليها الإعلام العربي. بينما مدرسة الحقائق، التي تمثل قطاعًا كبيرًا من الإعلام الغربي، تتسم بالموضوعية وعدم شخصنة الأمور، والاعتماد على بيانات موثقة، وتحقق التوازن وعرض الآراء المختلفة لتحقق غايتها في البحث عن الحقيقة.


وحول معايير نجاح المقابلة، شدد العزاوي على ضرورة أن يكون الحوار انسيابيًا، وأن يتسم بالحيوية على سواء على مستوى الإيقاع أو اللغة، بالإضافة إلى الموضوعية والتناسق وتغطية جميع جوانب الموضوع محل النقاش، مضيفًا أن الأداء المميز أيضًا يعتبر أحد عناصر إنجاح المقابلة.


وردًا على سؤال أحد المشاركين حول الضيوف الذين يتعمدون المراوغة وعدم الإجابة على أسئلة المحاور، أكد المدرب الإعلامي أنه حتى المراوغة هي جزء من فن المقابلات، لأنها توفر مساحة كبيرة للمحاور لملاحقة الضيف وممارسة مهاراته في الحوار وإلقاء الأسئلة.


كما شدد على ضرورة تأطير السؤال بمعلومة أو موقف، وتجنب الأسئلة العامة مثل: “هل تعتقد؟ وما شعورك؟”، لتسهيل الإجابة على الضيف وعدم افتراض أنه ملم بكل شيء أو أنه متحدث فصيح.