بدء فعاليات اليوم الاول لمؤتمر اريج للصحافيين الاستقصائيين العربي

2010/01/20
التاريخ : 20/01/2010

عمان –20/11/2009 استعرضت شبكة صحافيون من أجل صحافة استقصائية عربية (أريج) جملة منجزاتها خلال  السنوات الأربع الماضية، لدى افتتاح مؤتمرها الثاني في عمان الجمعة، بمشاركة زهاء 200 صحافي عربي والعديد من خبراء المهنة عبر العالم. تجتمع هذه المجموعة النخبوية في العاصمة الأردنية للسنة الثانية بهدف مواصلة التشبيك وتبادل خبرات حصدوها خلال سنوات من الحفر في أعماق قضايا تهم المجتمع، في ظل عقبات قانونية، سياسية ومجتمعية، “بهدف كشف المستور وتفعيل مبدأ المساءلة من أجل المصلحة العامة”، حسبما قال في رئيس مجلس إدارة الشبكة دواد كتاب في كلمته. “هذا الجيل العربي مصدر فخر لنا جميعا ويبشر ببزوغ فجر جديد لإعلام عربي مهني وصادق ومستقصي”، أضاف كتاب أمام قرابة 300 مدعو في مقدمتهم وزير الدولة لشؤون الإعلام والاتصال نبيل الشريف ورئيس الوزراء الأسبق طاهر المصري. وكشف عن نية الشبكة إقامة أقسام استقصائية في خمس مؤسسات إعلامية في الأردن، مصر وفلسطين، بهدف تطبيق التجربة ذاتها في باقي البلدان التي تعمل فيها أريج: لبنان، سوريا، العراق، اليمن والبحرين، بالإضافة إلى دول عربية أخرى. في الأثناء، تنهال طلبات من مؤسسات إعلامية عربية مختلفة على مكتب أريج في عمان سعيا وراء تدريب كوادرها على أسس الصحافة الاستقصائية على أيدي خبراء من أريج، كما قالت رنا الصباغ، المديرة التنفيذية للشبكة. وذكرت الصباغ أن المركز الدولي للصحافيين في واشنطن خصّص جائزة تقديرية مشتركة باسم الصحافي سيمور هيرش، الذي كشف ممارسات التعذيب في سجن أبو غريب، مع نسخة من هذه الجائزة الرفيعة للصحافيين العرب تحت اسم “سيمور هيرش – أريج”، وذلك ابتداء من عام 2010. استعرضت الصباغ أيضا المعوقات التي تواجه الصحافيين في هذه المنطقة من العالم، مشيرة إلى أن غالبية إدارات وسائل الإعلام لا تتفهم ضرورة “الاستثمار في جهد مكلف من الناحية البشرية والمالية”. من هذه المصاعب كذلك ضغوط رسمية أو خاصة، قالت الصحافية إنها مورست على بعض الصحافيين العاملين مع أريج، فضلا عن معوقات الحصول على معلومات، ذلك أن قوانين حرية المعلومات غائبة عن غالبية الدول العربية، باستثناء الأردن. بيا ثوردسن، عضو مجلس إدارة أريج ومنظمة الصحافة الاستقصائية الدنماركية، أكدت على أهمية المؤتمر من أجل “التشبيك” بين الصحافيين العرب لتبادل الخبرات والمعرفة. “لقد أدركنا من خلال التشبيك عبر العالم أن الصحافيين لديهم الكثير من الحيل والأدوات ليتشاركوا بها مع بعضهم البعض”، قالت ثوردسن، مشيرة إلى أهمية استغلال لحظات المؤتمر وجلساته المتنوعة. ثورا هيغل، منسقة وحدة الإعلام والحوار في برنامج دعم الإعلام الدولي، أشارت إلى “إنجاز رائع” حققته شبكة أريج في العالم العربي، إذ عززت ثقافة الصحافة القائمة على الدقة، الموضوعية والتوازن. يذكر أن برنامج دعم الإعلام الدولي هو أهم داعم لهذا المؤتمر، إلى جانب العديد من المؤسسات الأخرى المساهمة. وتحدث في الجلسة الافتتاحية تشارلز لويس، رئيس تحرير ورشة الصحافة الاستقصائية ومؤسس مركز النزاهة العامة في الولايات المتحدة، عن تجربته في عالم الصحافة الاستقصائية. روى لويس كيف أنه اتخذ قرارا “جنونيا” بترك عمله في برنامج “ستون دقيقة” على شبكة سي بي إس من أجل تأسيس مركزه، إذ كان “حانقا” بسبب الرقابة التي مورست عليه خلال عمله في البرنامج. في مركز النزاهة، عمل لويس مع فريق من الصحافيين الاستقصائيين على كشف العديد من القضايا التي كان لها تأثير على المجتمع الأميركي، مثل عمليات تهريب السجائر. أول أيام المؤتمر شهد إطلاق دليل أريج للصحافة الاستقصائية: “على درب الحقيقة”، الذي أنجز بدعم من منظمة اليونسكو، بالعربية، الانجليزية والفرنسية. يتوج الدليل تجربة أربع سنوات من التفاعلية مع إعلاميين وأكاديميين غربيين، راكمت الشبكة خلالها أفضل المعايير الدولية في تجهيز التحقيقات بعد مواﺀمتها مع احتياجات الــواقــع العربي ومناخات الإعلام السائدة فيه. “تبين أن من يحاولون القيام بتحقيقات استقصائية يفتقرون لأسس مبرمجة واضحة لتنفيذ هذه التقارير”، قال مارك هنتر، استاذ الإعلام في كلية إنسياد وجامعة باريس 2، والمؤلف الرئيسي للدليل. إلى ذلك، تستمر خلال اليومين المقبلين فعاليات المؤتمر، من جلسات وورش عمل تستضيف خلالها أريج خبراء وأساتذة المهنة من مختلف أصقاع العالم. يتوج المؤتمر بطاولة مستديرة بمشاركة رؤســاﺀ ومدراﺀ تحرير من 12 دولة عربية لمناقشة واقع وتطلعات الصحافيين الاستقصائيين في العالم العربي وكيفية تـشجيع هذا النمط الذي يتطلب تفرغا تاما أو جزئيا، فضلا عن إسناد تقني وقانوني ومادي. تيم سيباستيان، رئيس مجلس إدارة البرنامج الحواري الإعلامي البريطاني “حوارات الدوحة”، أعرب عن إعجابه بما تحقق خلال السنوات الأربع الماضية. “استمرار أريج خلال هذه المدة هو بحد ذاته إنجاز يضاف إلى التدريب الإعلامي الذي وفرته الشبكة وتحسين ظروف عمل الصحافيين في هذه المنطقة من العالم”، قال سيباستيان.

أخبار ذات صله