عمان – 6 ديسمبر/ كانون الأول 2015 (أريج) – اشتكى إعلاميون عرب من تقهقر حرية النشر/ البث نتيجة تسليط سيف الاعتقال على الإعلاميين، تعظيم الرقابة عليهم ومحاولة تدجينهم بفعل حزمة تشريعات وضغط الرأي العام.
وفي جلسة نقاشية في ملتقى أريج الثامن بعنوان: “مستقبل صحافة الاستقصاء في العالم العربي”، تحدث إعلاميون من الأردن، مصر، تونس، اليمن والبحرين عن قيود قانونية تكبّل الإعلاميين وعن تعسّف السلطات في تطبيقها. وأشاروا بالتحديد إلى قانون مكافحة الإرهاب المستنسخ في عدّة دول عربية وإفراغ قانون حق الولوج إلى المعلومات من محتواه، وسط عودة “العقلية البوليسية” و”محاولات تدجين الإعلام”، بعد موجة التغيير التي عصفت بالعالم العربي قبل خمس سنوات.
خبير أخلاقيات الإعلام والقوانين الناظمة له الأردني يحيى شقير حثّ الإعلاميين على امتلاك ثقافة قانونية عالية، الالتزام بالمهنية ومدونات السلوك والتضامن بين أعضاء الأسرة الصحافية. وحضّ الاستقصائيين بالتحديد على توخي “الدقّة والصدقية 100 % لتفادي المساءلة القانونية”.
الصحفي المصري حسام بهجت (موقع مدى مصر) تطرق إلى تجربة توقيفه أخيرا بعد أن نشر تقريراً عن محاكمة ضباط بتهمة الانقلاب على نظام الحكم في مصر. وقال بهجت إن وسائط الإعلام المصرية باتت بلون واحد بسبب الرقابة. وأشار إلى وقوع الإعلامي بين حدي سكّين تشريعية؛ إذ اتهم بنشر أخبار كاذبة بغرض الإضرار بالأمن القومي، ومن جهة ثانية بنشر معلومات من شأنها إثارة الذعر بدون قصد. وبالتالي، يواجه الصحافي خطر الحبس حتى لو أثبت بالوثائق صحّة بياناته المنشورة، حسبما يشرح الإعلامي المصري.
أيده في ذلك يحيى شقير، مضيفا أن في مصر 172 مادة قانونية يمكن استخدامها لحبس أي إعلامي يخالف التوجهات الرسمية.
التونسي حمزة البلومي مقدم البرنامج الحواري “اليوم الثامن” في القناة التونسية اشتكى من جانبه أن ضغط الرأي العام يؤثر على سقف الصحافيين، إلى جانب القوانين الناظمة.
محمد فاضل العبيدلي من البحرين قال إن المشهد الإعلامي في البحرين تغير إلى الأسوأ منذ الاحتجاجات التي وقعت عام 2011، إذ انجرف الإعلاميون إلى الاستقطاب المذهبي الجارف. ويستخدم إعلاميون مواقع التواصل الاجتماعي لبث محتوى متطرف يحض على العنف ويعمق الانقسامات.
أما خالد الهروجي (اليمن)، فتحدث عن انهيار مؤسسات إعلامية في بلاده وسط بيئة عمل خطرة فيما يتعرض الإعلاميون للقتل والاعتقال. ورأى الهروجي أن صحافة الاستقصاء تواجه تحديات كبيرة، في مقدمتها اعتقال الصحافيين، مصادرة أدواتهم ما دفع العديد منهم للنزوح أو الهجرة.
اللبناني حازم أمين (صحيفة الحياة اللندنية) تحدث عن فوضى في القوانين والتضارب فيما بينها يؤثران على انتشار صحافة الاستقصاء. ورأى أن الإعلام التقليدي في الدول العربية لا يتسع لمرونة الاستقصاء وجسارته، وبالتالي تهاجر التحقيقات الاستقصائية صوب فضاء الإعلام الرقمي.
المسؤول في موقع (مدى مصر) حسام بهجت رأى من جانبه أن الإعلام الرقمي لم يستطع حتى الآن “ملء الفراغ المتاح والوصول إلى الخطوط الحمراء. فما زلنا نحترس منها قبل الوصول إليها”.
ضمن ملتقى أريج الثامن، يشارك قرابة 300 إعلامي عربي وخبراء أجانب في سلسلة ورش تدريب، محاضرات وحلقات نقاشية.
منذ نشأتها أواخر 2005، دربت أريج 1600 صحافي ومحرر وأستاذ إعلام وطالب. وساهمت في تأسيس وحدات استقصاء في عدة وسائط إعلام في الأردن، فلسطين، مصر، لبنان واليمن، كما أشرفت على نشر/ بث قرابة 300 تحقيق استقصائي. وتستخدم عدة كليات إعلام مساق أريج المبني على منهجيتها الميدانية في تدريس ثلاث ساعات معتمدة لطلبة البكالوريوس.
Leave a Reply