أصواتنا – أكد الصحفي التركي يافوس بيدر أن الإعلام في تركيا يسيطر عليه “تحالف غير مقدس” بين السلطة والمال ما أركع الصحافة على ركبتيها، عاجزة عن رقابة أدوات الحكم وكشف ملفات الفساد.
وأضاف بيدر خلال جلسة حوارية ضمن فعاليات مؤتمر شبكة إعلاميون من أجل صحافة استقصائية عربية “أريج” السادس مساء الجمعة، أن ملكية ثلاثة أرباع وسائل الإعلام تعود إلى مجموعات استثمارية ضخمة متداخلة مع السلطة تبث “بروباغاندا” ممنهجة وتسعى للاستحواذ على قطاع الإعلان الذي يقدر ب4.5 مليار دولار سنويا.
وأشار إلى أن هذا التحول الانحداري تعمّق بعد الانتخابات الأخيرة عام 2011 التي ثبّتت حكم حزب العدالة والتنمية بزعامة رئيس الوزراء رجب طيب أردوغان، الذي صعد للسلطة عام 2001.
وانتقد بيدر استحواذ أردوغان على عامودين لمقالات رأي في الصحافة التركية، التي يحتل أقارب له مناصب في هيئاتها التحريرية.
وأكد أن رئيس الدولة عبد الله غول يرفض إخضاع الإعلام للسلطات، ناقلا عنه أنه طلب من الصحافيين عدة مرات “أن يقاوموا”، في إشارة ضمنية الحكومة، مؤكدا أنه من الصعب تحديد عدد الصحافيين الموقوفين في بلاده، مؤكدا على عدم جواز اعتقال أي إعلامي.
وأضاف بأن أكثر من ثلاثة أرباع المؤسسات الإعلامية اليوم موالية للحكومة ، لافتا إلى أن التلفزيون الرسمي يدار من قبل “شخصيات بيروقراطية بعقلية الحرب الباردة دون أي استقلالية تحريرية”.
أما القطاع الخاص “فيسعى إلى حصد رضا السلطة من أجل تحقيق مكاسب مالية، مثل صفقات تجارية أو ضرائب مخفضة”، على ما يصيف الصحافي التركي موضحا أن امبراطوريات الإعلام تعود لرجال أعمال يمتلكون وسائط متعددة من المكتوب إلى المرئي.
ما تبقى من صحافيين مستقلين باتوا “شخصيات غير مرغوب بها”، فإما طردوا أو دفعوا إلى هجر غرف التحرير، على ما يقول بيدر، وهؤلاء الصحافيين لا يجدون وظائف في وسائل إعلامية أخرى لأنها تخشى ردة فعل السلطة التركية في حال جرى توظيفهم.
يشار إلى أن أول أيام المؤتمر السادس لشبكة أريج تضمن ثماني جلسات لعرض تحقيقات أنجزها صحافيو الشبكة إضافة إلى ست ورش عمل تدريبية وجلستين رئيسيتين.