فزعة الملك

2012/06/11
التاريخ : 11/06/2012

محمود الزيودي -قبل ان تبدأ هيئة الاذاعة البريطانية ببث تقرير مركز أريج للصحافة الاستقصائية بإشراف الزميلين سعد حتر ومجدولين علان عن مراكز التربية الخاصة في الأردن كان جلالة الملك عبد الله الثاني بن الحسين يفاجئ عدداً من هذه المراكز بزيارة تفتيشية مفاجئة أربكت العاملين في هذه المراكز الذين حاولوا ارشاده الى باب الزوار فاختار الأبواب الجانبية التي توصل الى مهاجع نزلاء هذه المراكز التي لم يتبدّل بها الحال من جرس الانذار الذي قرعته وسائل الاعلام عن التقرير التلفزيوني … قرع جرس الانذار في اسماع الملك ففزع للأطفال المعاقين كما يفزع لأطفاله … تكررت الحالة في المملكة الثالثة حينما استطاعت احدى موظفات وزارة التنمية ايصال اخبار الحال المائل في مراكز ايواء الأيتام الحكومية الى اسماع المغفور له الملك الحسين … تابع الأردنيون الزيارة المفاجئة وعلاج الأمر بنقل الأيتام الى رحاب الهاشمية … هذه المرة جاءت رسالة الملك الشاب الى الحكومة شديدة اللهجة . لا بد أنه شاهد بعض ما قطّع نياط قلوبنا ونحن نتابع جهود الصحفيّة الناشطة حنان خندقجي التي أمضت اربعة أسابيع خلال عام متطوعة في تلك المراكز تسجل بالصورة والصوت عذاب انسان يحتاج للرعاية الانسانية أكثر مما يحتاج للضرب والرشق بالماء الساخن … سأختار مشهدا ً من الفيلم الذي أفزع الملك وشعبه … تقول احدى المشرفات لزميلتها ( أمرته أن ينام في السرير ولكنه اصر على البقاء معي … وأنا عندما أغضب اتحول الى كارثة … ضربته ووضعته في الفراش وغطيته وارتميت فوقه … شعرت به يختنق وخفت أن يموت وبعد ذلك نام ) … الوجه الأخر لجهود الاستقصائيين المنصفة عرض الصورة المشرقة لنساء ورجال يعاملون أولئك المساكين بما يمكن أن يكون درسا ً وأسلوب تربية للأسرة التي رحمها الله بمعاق احتفظت به في البيت ابتغاء وجهه تعالى … ترى هل مالت الحال بالبيروقراطيّة الأردنيّة حتى يتدخل الملك شخصيا ً لتشديد رقابة وزارة التنمية الاجتماعيّة على المراكز التجاريّة لتربية المعاقين واصلاح المشرفات في مراكزها ؟؟؟؟

اعتذار وزير التنمية الجديد جدا ً شجاع … ولكن ما نخشاه أن يفتر الحماس بعد شهور وتترهل الاجراءات لتعود حليمه الى عادتها القديمة … فتلك المراكز مغلفة بالسريّة بسبب ظروف نزلائها الاّ اذا ربطت الكاميرات التي أمر بها رأس الدولة بمركز مراقبة خاص على مدار الليل والنهار داخل الوزارة ولا أعتقد أن الأمر صعب بوجود موصلات الألياف الضوئية .

للإطلاع على التحقيق كاملا

أخبار ذات صله