تونس– اختتمت في تونس أمس السبت، ورشة حول الوسائل الحديثة لتدريس مساق صحافة الاستقصاء لطلاب الإعلام (بكالوريوس وماجستير) في الجامعات العربية ضمن ثلاث ساعات فصلية معتمدة ستؤهل الجيل الجديد من الصحفيين على صحافة الاستقصاء.
شارك في الورشة التي نظمتها شبكة إعلاميون من أجل صحافة استقصائية عربية (أريج) بالتعاون مع معهد الصحافة وعلوم الأخبار في جامعة المنوبة/تونس،(13) من اساتذة الإعلام في الجامعات العربية في الجزائر، لبنان، تونس، المغرب، موريتانيا وليبيا.
على مدى ثلاثة أيام، تدرب المشاركون على أسس تعليم الطلاب صحافة الاستقصاء من خلال استخدام الفرضيات، كيفية استخدام الجداول الزمنية لبناء قصة، ماهية الانتقال من الاستراتيجية للمصادر ، وتعريف المصادر المفتوحة والمصادر السرية؛ والاستخدامات المناسبة لكليهما.
درب في الورشة الأكاديمي الدولي د. مارك هنتر، الحائز على جوائز استقصائية عالمية، والمؤلف الرئيس لدليل أريج “على درب الحقيقة” الذي يعتمده الصحافيون العرب ممن ينجز تحقيقات استقصائية بإشراف ودعم الشبكة، بالإضافة إلى المنهاج الأكاديمي الذي بدء تدريسه كمساق تجريبي في خمس جامعات عربية بما فيها الجامعة اللبنانية الأمريكية، جامعة رفيق الحريري، جامعة الأهرام الكندية وجامعة صنعاء منذ ثلاث أعوام.
يقول د. هنتر: “أنا سعيد بأن هذا المنهاج تم عرضه على عدد جديد من الأكاديميين في دول عربية جديدة تعمل بها أريج. عملوا جميعا باجتهاد على المبادىء الحديثة لتدريس مساق التحقيقات الاستقصائية وتبادلوا الأفكار في كيفية إستخدامها مع طلابهم الآن وفي المستقبل”. ويضيف: “ما يحصل اليوم هو مراكمة وتبادل المعرفة حول كيفية تدريس هذا المنهاج في الجامعات العربية والأمور تسير بسرعة إلى الأمام وتتطور للأفضل حيث يساهم ذلك في تعظيم نجاحات أريج بوصفها بيت خبرة للصحافة الاستقصائية في العالم العربي”.
من جهته يقول الأستاذ المتخصص في الأجناس الأخبارية في المعهد العالي للإعلام والاتصال في الرباط د. محمد العلالي أن “هذه الورشة التكوينية كانت نوعية بالنسبة للفريق المشارك ولموضوع التدريب، وبخاصة أن الصحافة الاستقصائية عندما يتم إستنبطانها في الممارسة الإعلامية تتحول إلى عامل مساعد للحكومات والمؤسسات لإقامة العدالة ومراقبة الشأن العام وتحقيق شفافية العمل في إطار من الحرية والمسؤولية”. ويضيف”الصحافة الاستقصائية عامل مساعد للدول العربية التي تعيش مرحلة إنتقال صوب الديمقراطية حيث يشكل الإعلام أحد الروافع هذه العملية”.
ويقول أستاذ التطبيقات في الصحافة والصحافة المتخصصة في جامعة الزيتونة بترهونة سمير جرناز: “الورشة هامة وضرورية بسبب تزاوج المعلومات النظرية الغزيرة مع المهارات المكتسبة والخبرة العملية”.
بينما تعلق الأستاذة المتخصصة في تدريس مادة الفنون التحريرية في معهد علوم الإعلام والاتصال في جامعة الجزائر (3) نور الهدى بوزقاو أن الورشة حققت لها هدفين متكاملين: “كأستاذة جامعية لأنه لا توجد في جامعتها مادة مخصصة لتدريس الاستقصاء وستجعلها تفكر في إضافة مواد جديدة للمادة التي تدرسها، كما ستساعدها كصحافية عاملة في الميدان”.
وبحسب المحاضر في معهد الإعلام في جامعة المنوبة د. فرج زميط، الذي يحمل الدكتوراه في أخلاقيات الصحافة أن الورشة مكنته من فهم أسس الصحافة الاىستقصائية وبناء المحتوى بطريقة موضوعية وعلمية وحياكة القصة بطريقة مشوقة”. ويتابع أن الورشة تختلف عن بقية الورشات لأنها ليست طرح نظريات وحسب؛ وإنما رفدتنا بالأمثلة اللازمة التي تمكنا من التعمق في موضوع تدريس الصحافة الاستقصائية لطلابنا.
أما رئيس قسم الإعلام في المدرسة الوطنية للإدارة والصحافة في نواكشوط (موريتانيا) يقول “أن الورشة اتاحت لي فرصة للتواصل مع مؤلف هذا المساق النادر ومع زملاء وزميلات في دول عربية للتباحث حول الإشكالات التي تواجهنا في مؤائمة البعد النظري مع التطبيق الميداني آخذين بعين الإعتبار الظروف البيئية الأكاديمية والاقتصادية والاجتماعية في كل بلد عربي”. ويضيف: “للصحافة الاستقصائية بعدين وطنيين هاميين: تعزيز مهارات الإعلاميين للتطرق لقضايا مهمة للمجتمعات المحلية لتدعيم الحوكمة الرشيدة والشفافية وحق المواطن في المساءلة.
شاركت في التدريب د. ساندرة وايتهد، من جامعة رفيق الحريري في لبنان والتي كانت من ضمن أول من درس المنهاج التدريبي الخاص بأريج في كليتها. وتحدثت عن استراتيجيات التدريس التي اتبعتها من خلال الإستئناس بمواد منهاج أريج الأكاديمي ومواطن النجاح التي بحاجة إلى تفعبل وجوانب الضعف التي بحاجة إلى تحسين “.
على مدى عشر سنوات، درّبت (أريج) 2062 صحفي/ة، أستاذ/ة إعلام وطالب/ة، كما شاركت في تأسيس وحدات استقصاء بغرف الأخبار في الأردن، تونس، فلسطين، اليمن، مصر ولبنان. وأسهمت الشبكة في إطلاق ست هيئات استقصائية محلية في العراق، اليمن، تونس، فلسطين وسوريا، وأشرفت على بث/ نشر أزيد من 456 تحقيق استقصائي عبر فضائيات عربية ودولية مثل “بي.بي. سي”، “الجزيرة الإنجليزية”، “دويتشه فيله” بالعربي و”العربي الجديد”.
Leave a Reply