حيدر المجالي - عماد يروي الفصل الاخير في حياة صديقه المدمن

2007/02/18
التاريخ : 18/02/2007

لا يمكنني ان اشرح تفاصيل تجربة غنية بكل شيء، مهنياً او عملياً او حتى ثقافياً،عشتها مع عالم غامض ومجهول ” عالم المخدرات” خصوصاً وان العمل الذي قمت به طوال ستة شهور لم اكن فيه وحدي انما هناك مظلة تفيات ظلالها اضافت الى مخزوني المهني والمعرفي الشيء الكثير.. اعلاميون من اجل صحافة استقصائية”اريج” فهذه المؤسسة قدمت لي الكثير وحققت لي ما لم اكن لاحققه مستقبلاً من حيث القدرة على الصبر والاصرار لتحقيق غاية.. تلك المدة التي امضيتها في عمل تحقيق استقصائي حول ” تجار المخدرات يقتحمون اسوار الجامعات” تعرضت فيها للكثير الكثير من الصعوبات والهفوات ، كما استطعت من خلالها ان اجمع كماً هائلاً من المعلومات عن المخدرات وان كنت لم اشر اليه في تحقيقي كاملاً. مثلاً كدت ان اضبط مع احد المدمنين، حين اصطحبته لشراء الهيروين… وفي منطقة “اللبّن” تعرضت لدورية اشتبهت بوجودي ولولا انني شرحت ظروفي الكاملة لتم اجراء فحص “بول” لي للتاكد من انني لا اتعاطى هيروين.. تعرضت لتهديد بتشطيب وجهي من احد المدمنين على الحبوب المخدرة، السبب انني التقطت له صورة وحين عرف انها للنشر بالصحيفة قام بتهديدي. بعض المسؤلين اخفوا عني بعض الحقائق، واما الكثير منهم فقد زودني بكافة المعلومات التي احتاجها وسهلوا لي عملي بشكل كبير واخص ادارة مكافحة المخدرات ومراكز معالجة المدمنين جميعها والمركز الوطني للطب الشرعي… ومن الطرائف ان ابوي احد المدمني الذين التقيتهم في مركز معالجة المدمنين ضغط على للتوسط لهم عند مدير المركز الدكتور جمال عناني من اجل ادخال ابنهم الذي يستهلك 164 حبة” صليبا” اسبوعياً في ظل رفض مدير المركز لان المدمن يريد ان يتهرب من الاقامة الجبرية المفروضة عليه امنياً. لا انسى المشرف على هذا التحقيق الزميل الاستاذ سعد حتر فقد كنا طوال تلك المدة فريقاً واحداً، وانني اسجل للزميل حتر كل التقدير والاحترام فقد استفدت من مهنيته العالية وخبرته الطويلة الشيء الكثير، واما الزميلة الاستاذة رنا صباغ فقد كانت الدليل والموجه بكل جديتها ومهنيتا وانسانيتها في العمل. فكانت تتابع معي السير في التحقيق منذ ان كنا في بيروت” الجامعة الامريكية” وحتى نشر التحقيق. لااخفي عليكم كنت خائفاً من عدم نشر موضوعي في الراي، غير ان مخاوفي تبددت حين استقبل هذا التحقيق بكل جدية واخذ مكانه في النشر، كما اسجل شكري لعطوفة الزميل الاستاذ عبدالوهاب زغيلات رئيس التحرير الذي دعم هذه الفكرة وشجعها منذ البداية، كما اشكر الزميل مدير التحرير خليل الشوبكي على دعمه لهذا الجهد الكبير. واشكر كل من ساهم في تحقيق هذا الانجاز.


تليقاتكم

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *