اسطوانات الغاز- معين النجري

2016/07/11
التاريخ : 11/07/2016

في المحل الحج عبده الروضي لاستبدال الاسطوانات الغاز في حي الجراف شمال العاصمة صنعاء ثمة ثلاث مجموعات من الاسطوانات،المجموعة الأولى للاسطوانات المعبأة والثانية للاسطوانات الفارغة والثالثة للاسطوانات المعبأة بالغاز لكنها غير صالحة للاستخدام بسبب تسريب الغاز ويتم حصرها لإعادتها إلى المحطة الرئيسية بعد أن أعادها الزبائن.،وكل يوم تكبر هذه المجموعة بشكل ملفت .
وما أن تكاد تتحدث إليه عن اسطوانات الغاز التالفة حتى تسمع سيل من قصص الحرائق التي حدث لمواطنين بسبب هذه الاسطوانات.
وعندما قررت العمل على هذه الفرضية وبدأت بجمع المعلومات الأولية تفاجأت بعدد الحالات في مركز الحروق التابع للمستشفى الجمهوري بصنعاء التي أصيبت بسبب تسرب الغاز، مئات القصص المؤلمة يرويها الاختصاصيون في المركزحيث وجدت اسر كاملة مصابة وحالات تجعلك غير قادر على النوم،وهنا قررت انجاز التحقيق.
وبعد الاتفاق مع المشرف الأستاذ خالد الهروجي و شبكة أريج تم توزيع استبيان على 2000 مواطن كان هذا الرقم مبالغ به ويحتاج إلى مجهود لكن النتيجة التي اظهر كارثية .
ثم قمت بتنفيذ استبيان اخر لم أكن قد اتفقت مع الشبكة على تنفيذه ، هذا الاستبيان استهدف أصحاب معارض استبدال الاسطوانات، وكانت النتيجة أيضا مخيفة. كما قمت بفحص عينة عشوائية وكانت النتيجة جميع عناصر العينة غير مطابقة للمواصفات والمقاييس.
بعدها بدأت بجمع المعلومات من الجهات ذات العلاقة.
في الشركة اليمنية للغاز الكل يمنحك الإجابة عن الأسئلة لكن ممنوع تصوير الوثائق ولا يمكن أن تحصل على نسخة من أي تقرير في الشركة وعليك أن تكتب كل المعلومات بخط يدك حتى لو كانت 100 صفحة. وهنا يجب أن اشكر مخترع التلفونات الذكية.
حقيقة لا احد من الجهات ذات العلاقة ، الهيئة اليمنية للمواصفات والمقاييس، وزارة الصناعة، وزارة الصحة، الدفاع المدني،المستشفيات، يرغب في إخفاء المعلومات لكن هناك من لا يرغب في توثيقها،خاصة بعد سقوط صنعاء بأيدي جماعة الحوثي.
وبعد انجاز التحقيق اكتشفت أن هناك أربعة مصادر للاسطوانات التالفة هي انتهاء فترت الصلاحية وسوء الاستخدام و التهريب والطقس الذي يختصر فترة الصلاحية في المناطق الحارة.

اخذ التحقيق وقت أطول مما يستحق بسبب الأوضاع التي يعيشها اليمن وكان المشرف أكثر إلحاحا على انجاز التحقيق .