أيمن مكية - وجه آخر لاستغلال السوريين داخل بلدهم: الاستثمار في الأطفال لنبش القمامة وخسارة الدولة ملياري ليرة سورية سنوياً

2013/08/5
التاريخ : 05/08/2013

هي المرة الأولى التي أخوض فيها تجربة الصحافة الاستقصائية واتمنى أن لاتكون هي الأخيرة، حيث انجزت اول تحقيق استقصائي معشبكة “أريج” حول موضوعطرح من قبل في سورية ولكن دون تسليط الضوء على المشكلة الجوهرية فيه.

مقدمة

بدأ التفكير الحكومي بمسألة النفايات الصلبة وكيفية الاستفادة منها مع ظهور المخطط القومي الشامل للنفايات الصلبة في سورية ووضعه معشركة فرنسية لتنفيذه، لكن هذ الأمر طال أمده دون ان يبدأ فما تم تنفيذه حتى الآن هو عبارة عنهياكل أبنية موجودة على الأرض. منعطف جديد طرأ على المشروع مع دخول القطاع الخاص على الخط لأولمرة والاستثمار في مشروع مكبالنفايات في الغزلانية لكن سرعان ما توقفت الشركة عن العمل لخروج الطرفالحكومي عن الشروط المنصوص عليها في العقد -على حدقولها- وعمل بعض الأطراف الحكومية على افشال عمل الشركة الخاصة وعرقلةعملها.

البداية

كانت الفرضية ” فشل استثمار مشاريع معالجة النفايات الصلبة في سورية، بسبب عدم قدرة الحكومة على منع ظاهرةالنباشين، مما أدى إلى توقف مشاريع معالجة النفايات وانتشار الأوبئةوالأمراض”. وقد بدأت العمل وكلي رغبه بالكشف عن خفايا هذا الموضوع ومنهو المستفيد من إفشاله وإبقائه دون تنفيذ، وكشف من يهمهم الكسب الماديمستغلين ضعف الرقابة، ووجود موظفين حكوميين ضعيفي الخبرة في ظل تفشي ظاهرة النبش.
كان هدفي من التحقيق اطلاع الرأي العام والمعنيين على أهمية مشروعالنفايات الصلبة والخسائر الكبيرة التي تنتج عن عدم البدء الجادبالاسثمار في هذا المشروع والأموال الكبيرة التي تخسرها ميزانية الدولةنتيجة عدم الجدية في هذا المشروع، والحض على تفعيل ضبطالنباشين الذين يعيقيون الاستثمار في النفايات الصلبة والشخصيات التيتقف ورائهم وتحضهم على الاستمرار. كذلك كان الهدق كشف مدى التزام السلطات المحليةالمسؤولة عن تنفيذ هذا المشروع بعد أن تفاقم هذا الأمر سواء من حيثالخسائر أو من حيث عدد النباشين، وتحول هؤلاء النباشين إلى مافيات منظمةتتبع لشخصيات كبيرة ورسمية.

معطيات مشجعة
بعد أن توفر لدي معطيات موثقة من تقارير رسمية حول واقع النفايات الصلبة في سوريا عموماً ودمشق وريفها خصوصاً تشجعت للمضي بإعداد التحقيقوالاطلاع على الظاهرة على أرض الواقع حيث زرت مكب النفايات الصلبة فيمنطقة باب شرقي الكائن في داخل العاصمة دمشق، والتقيت بالعديد منالنباشين بعد أن انتحلت شخصية نباش للحصول على المعلومات، وتسنى ليجمع شهادات من شهود عيان ومشاركين في إفشالالمشروع من نباشين وشخصياترسمية وغير رسمية وموظفين حكوميين، وثبت بالدليل القاطع اقدام العديد منالشخصيات على إدخال النباشين لمكبات القمامة وأخذ المواد القابلة لإعادةالتدوير مقابل مبلغ مادي معين مستغلين ضعف الرقابة،

الصعوبات التي واجهتها
في الحقيقة كان أمامي صعوبة وحيد تمثلت في الحصول على الارقام حول هذاالموضوع سواء على الصعيد الرسمي أو الغير رسمي لكنني اتبعت طرقا خاصة للحصول على الارقام بدقة وخاصة من الجهات الحكومية المعنية بالموضوع،وكذلك الشركة الخاصة التي دخلت مع القطاع الحكومي في الاستثمار بهذاالقطاع كما انني عانيت من صعوبة في التنقل بسبب الظروف الخاصة التينعيشها، وكذلك عدم تعاون أطراف التحقيق في بعض الاحيان.


تليقاتكم

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *