وليد بطراوي - العزوف عن الشكوى و قصور القوانين يحول دون لجم ظاهرة الشعوذة في غزة

2012/05/24
التاريخ : 24/05/2012

لم يكن صعباً على الزميلة هدى بارود اقناعنا بموضوع تحقيقها حول اعمال الشعوذة في قطاع غزة، فهي ظاهرة منتشرة لا تقتصر على فئة معينة من الناس، ولكن الصعوبة كانت في الوصول الى “ضحايا” المشعوذين وخاصة في مجتمع منغلق كمجتمع قطاع غزة. وكانت تخوفاتنا تدور حول ذلك الخط الرفيع الذي يفصل بين الشعوذة والعلاج بالقرآن. وبعد البحث توصلت الزميلة هدى الى فرضية مفادها ان هناك ” دجالين وشيوخ غير مؤهلين يروجون علاجا مدعين المعالجة بالقرآن الكريم مستغلين تغاضي حكومة غزة المقالة عن ممارساتهم، ما يؤدي إلى وفيات وأمراض مزمنة لمن يتبع نصائحهم بعيدا عن مسارات الطب الحديث”.

وقد جاء استعداد احدى المتضررات من طريقة العلاج هذه للافادة باقوالها ليعطي دفعة قوية للتحقيق للتكشف حالات اخرى كانت طي الكتمان خشية من “الفضيحة” كما يقولون.

ثم تطور خط سير التحقيق الى ان وصل الى القوانين التي لا تجرم مثل هذه الاعمال، والى حقيقة انتشار هذه الظاهرة بشكل كبير ومعرفة الجهات الرسمية ومحاولة السيطرة على الظاهرة لكن دون نتائج حقيقة، وخاصة انه لا يوجد اي نوع من العقاب سوى “تعهد” المشعوذين بعد ممارسة هذه الاعمال.

وقد كان لجرأة الزميلة هدى، واصرارها الوصول الى صلب الحقيقة اهمية كبيرة في انجاز التحقيق وذلك من خلال قيام زميل لها بخوض تجربة العلاج بالشعوذة والتي اضافت نكهة خاصة للتحقيق.

الزميلة هدى ابدت قدرة ابداعية على ربط الحقائق والقصص ببعضها البعض مما سهل عملية التحرير، وكذلك قدرتها على تحمل تبعات القصص التي استمعت اليها، وتصميمها على متابعة التحقيق بالرغم من جميع المعيقات.


إعلاميون من أجل صحافة استقصائية عربية (أريج)
Privacy Overview

This website uses cookies so that we can provide you with the best user experience possible. Cookie information is stored in your browser and performs functions such as recognising you when you return to our website and helping our team to understand which sections of the website you find most interesting and useful.