هشام علام - الترياق القاتل..متعايشون مع "الإيدز" يواجهون انهيار المناعة والوفاة

2014/08/12
التاريخ : 12/08/2014

أكثر ما ميز هذا التحقيق هو المحقق نفسه.

في ديسمبر الماضي كنا قد أنجزنا قرابة ٨٠٪ من الفرضية٬ غير أننا فوجئنا بنشر تحقيق يتضمن بعض الحقائق التي توصلنا اليها في جريدة منافسة٬ فكان لابد من تعديل التحقيق واستبعاد ما نشر في ذاك التحقيق. وبالفعل تم ذلك٬ واستغرقت هذه العملية ٦ أشهر أخرى٬ ليصبح عمر هذا التحقيق الصحفي منذ باديته وحتى موعد نشره عام بالتمام والكمال.

كانت المشكلة الأكبر بالنسبة لي هي عدم إلمام الصحيفة بمنهج اريج للصحافة الاستقصائية٬ لكن بعد اسابيع نجحت في الالتحاق باحدى الدورات التدريبية التي جعلتها تتجاوز تلك العقبة تطور مهاراتها الصحفية.

العقبة الثانية كانت في عدم اتاحة المصادر الخاصة بهذا الموضوع الشائك٬ وبالتحديد حالات مرضى الايدز الذين يخشون الوصم المجتمعي لهم ولذويهم٬ وهو ما تطلب مجهودا مضاعفا لكسب ثقتهم ومشاركتهم في رحلاتهم الشهرية الي المستشفيات واماكن تلقى العلاج.

في منتصف التحقيق توصلت الزميلة علياء ابوشهبه الي معلومة مفادها ان احدى المستشفيات خصصت قسما خاصا لتجريب احد الادوية التي انتجتها القوات المسلحة لعلاج مرضى الايدز٬ غير انه تم فرض سياج من السرية على الموضوع٬ وعندما حاولنا النبش وراءه تلقت الزميلة “وعيداً” صريحا في حالة نشر اية معلومات٬ وكان توثيق الحالات التي تضررت من جراء هذا العلاج التجريبي أمرا عسيراً٬ ومن ثم قررنا حفاظا على سلامة الصحفية٬ والتزاما بالفرضية الرئيسة تنحية هذا الجزء جانبا لوقت آخر.

كانت الكتابة ووفرة المعلومات عقبة اخرى٬ بناء قاعدة بيانات مبكرا سهلت الأمر كثيرا٬ ورغم ذلك استغرق اختصار وتحرير التحقيق وتدقيق المعلومات وتحديث المصادر بعض الوقت٬ وفي النهاية خرج التحقيق بهذا الشكل الذي احدث ردود فعل كبيرة لدى القراء٬ وتم تناوله في عدد من وسائل الاعلام بعدما أصبحت القضية محل نقاش مجتمعي.


إعلاميون من أجل صحافة استقصائية عربية (أريج)
Privacy Overview

This website uses cookies so that we can provide you with the best user experience possible. Cookie information is stored in your browser and performs functions such as recognising you when you return to our website and helping our team to understand which sections of the website you find most interesting and useful.