غياب الجهة الرقابية على تطبيق قانون كودة البناء الخاص بالمعاقين يحرمهم المشاركة الفاعلة بالمجتمع
التحقيق الاستقصائي المتعلق بمدى تطبيق كودة البناء في الأردن والذي أعدّته زينه حمدان تحت إشرافي يقدم مثالا آخر على العمل المتميز الممكن إعداده عندما تتوفر لدى معدّته العناصر الأساسية المطلوبة لمثل هذا العمل، وأهمها إيمان المعدّة برسالة تحقيقها الاستقصائي ومثابرتها وصبرها واستعدادها لمواجهة العقبات غير المتوقعة وتخطي تلك العقبات عن طريق الالتزام والعزيمة والثقة الضرورية لمثل هذا العمل الذي استغرق إعداده نحو ستة أشهر.
لم تأل زينة جهدا في مقابلة عشرات المسؤولين في القطاعين العام والخاص ذوي العلاقة بموضوع هذا التحقيق الاستقصائي واطلاع على القوانين والأنظمة، والقيام بالزيارات الميدانية لمطار عمان وبعض المحاكم والدوائر الحكومية والمؤسسات الخاصة، بالإضافة إلى مقابلة العشرات من المعاقين على أرض الواقع، أي مشاركتهم في تجاربهم الشخصية والصعوبات التي يواجهونها في حياتهم اليومية. وكانت النتيجة أن هذا التحقيق كان غنيا بالأمثلة الموثقة المستوحاة من أرض الواقع عن معاناة المعاقين.
ومن أهم النتائج التي تكشفت خلال المراحل المختلفة لهذا التحقيق الاستقصائي عدم توفر التعاطف الإنساني الكافي لدى المواطنين العاديين في تعاملهم مع المعاقين، وهي ظاهرة مأساوية تدعو إلى الأسف، بالإضافة إلى عدم تقيد كثيرين من المسؤولين عن تطبيق كودة البناء بالقوانين والأنظمة وعدم أخذها مأخذ الجد. ومن الجوانب الإيجابية التي توصل إليها التحقيق اهتمام العديد من المؤسسات، وخاصة المجلس الأعلى للأشخاص المعاقين بنتائج البحث وتبني هذه النتائج.
لقد واصلنا أنا وزينة التشاور خلال المراحل المختلفة لهذا التحقيق الاستقصائي بعد وضع استراتيجية واضحة لأهداف التحقيق بموافقة شبكة أريج، وذلك عن طريق اللقاءات والاتصالات الهاتفية والبريد الإلكتروني بدون كلل. وتم خلال هذه العملية المتواصلة تطوير أفكار جديدة كثيرة وإعادة النظر في الكثير من الافتراضات وإعادة كتابة أجزاء كثيرة من التحقيق لكي يخرج في أفضل شكل ممكن ويؤدي رسالته على خير وجه.