محمود الزواوي - استخدام زيوت السيارات المستعملة في إشعال أفران مخابز تقليدية يهدد بكارثة صحية وبيئية

2009/03/4
التاريخ : 04/03/2009

يدرك الإعلاميون تمام الإدراك أن التحقيق الاستقصائي يمثل واحدا من أكبر التحديات التي تواجههم في عملهم بسبب ما يحتاج إليه ذلك من جلد ومثابرة وعناء وصبر وجهد ووقت. كما يعرفون أن التحقيق الاستقصائي الجيد يجلب الرضا الذاتي والمتعة، بالإضافة إلى أنه يخدم المصلحة العامة في معظم الأحيان.

التحقيق الاستقصائي للزميلين حنان الكسواني ومحمد الفضيلات حول مخاطر استخدام زيوت السيارات المستعملة في إشعال أفران المخابز يمثل كل هذه الجهود التي لمستها عن كثب خلال عملي مع حنان ومحمد على مدى عدة شهور، حيث عملا كفريق ثنائي متكامل وتغلبا على التحديات العديدة التي واجهاها، والتي كان من أبرزها جمع العينات في المواقع المختلفة وتكرار ذلك أحيانا نتيجة فقدان بعض تلك العينات، وما تطلبه ذلك من زيارة للمواقع المختلفة، والتكيف مع الجداول الزمنية للفنيين الذين قاموا باختبار العينات، وكسب ثقة أصحاب المخابز الذين تمكنوا من التحدث بحرية وصراحة عن إقدامهم على مخالفة التعليمات البيئية والصحية من خلال شراء عوادم السيارات من محطات الوقود. واعتمد في هذا التحقيق الاستقصائي النهج العلمي، وتم تعزيز ذلك بالاستشهاد بآراء العديد من الخبراء في مختلف المجالات، وخاصة الطبية والصحية، والاستعانة بالإحصاءات الموثقة، ما أكسب التحقيق المزيد من المصداقية.

لعل أهم دور قمت به كمشرف على هذا التحقيق الاستقصائي هو المحافظة على التآلف والثقة المتبادلة والتشاور المستمر مع الزميلين حنان ومحمد ومساعدتهما في تحديد مواعيد نهائية للمراحل المختلفة للتحقيق، بحيث تكون تلك المواعيد مرنة وقابلة للتغيير عند الضرورة.

من الدروس المستفادة أن مثل هذا التحقيق الاستقصائي يحتاج إلى مجهود كبير وإلى قدر كبير من الصبر والوقت وعدم التسرع في التوصل إلى الاستنتاجات، بالإضافة إلى الإلمام التام بالموضوع بأبعاده كافة. وكانت النتيجة المثمرة جديرة بهذا المجهود العظيم.

نصيحتي للصحفيين والمشرفين هي أن يكونوا ملمين بموضوعهم وأن لا يدخروا وسعا في بذل كل جهد ممكن للوصول إلى الحقيقة، وأن يحبوا عملهم ويحبوا الناس الذين يتعاملون معهم بجميع أطيافهم وخلفياتهم.